هل تؤمن بنظرية المؤامرة ولماذا؟
أؤمن بالمؤامرة وليس نظرية المؤامرة، فالمؤامرة ليست نظرية بل هي موجودة وهي جزء أساسي من هذه الحياة، ومن يعتقد أنه لا وجود للمؤامرة هو مجرد ساذج مخدوع، بل إن المطلع على عالم السياسة يجده ملغم بالمؤامرات باعتراف أسياده .
مصطلح نظرية المؤامرة هو مؤامرة بحد ذاته، فهو يجعل من كل حقيقة تطفو على السطح مجرد نظرية أقرب إلى الكذب، ولكن هذا لا ينفي حقيقة أخرى مهمة وهي أن العديد من النظريات والمؤامرات المنتشرة على الإنترنت ماهي إلا قصص زائفة، أمثال تلك الفيديوهات التي تبدأ بقول أن الماسونية منظمة سرية ثم تبدأ بفضح كل أسرارها .. كيف حصلت على كل تلك المعلومات يا بُني ؟
وكل المؤامرات الصغيرة التي تدور في عالمنا ما هي إلا جزء صغير من المؤامرة الكبرى من ابليس على البشر .
المُطلِع على التاريخ عامة سيُدرك أن المؤامرة شكلت جزءً لا يُستهان به بتاتًا في كل حقبة من الحقب المتتالية، بل وفي كل بلد ومدينة وحرب.
وبالتالي واستنادًا على هذا لا يُمكن بتاتًا اغفال وجود المؤامرة. ولكن لا أرى أنه من العقل أن يُقيم المرء حياته كاملة على هذا الشيء، فأن يفهم العرب مثلًا أن الغرب لا يحبونهم ولا يتوددون إليهم لسواد عيونهم مثلًا، أو لإنسانيتهم شيء، وأن تظل المؤامرة هي المبرر لكل فعل، وكل قرار، وكل نظرية واستراتيجية شيء آخر.
الأول مطلوب، والثاني غير مُحبذ ولا مطلوب؛ لأنه سيحيل صاحبه إلى التكاسل في كثير من الأحيان، والعزوف عن السير في طرق عديدة قد تكون مهمة، أو ذات مستقبل مشرق له بسبب الإيمان بهذا الأمر.
على سبيل المثال الضجة التي أُثيرت في الآونة الأخيرة عن امتلاك نساء مواقع على السوشيال ميديا أحد البنود التي استمد المهاجمون فكرتهم منها أن هذه المواقع والمنصات تسعى لتدمير الزواج والعلاقات الزوجية في بلاد العرب، وأول نقطة مستهدفة هي النساء. المهاجمين للتربية الإيجابية مثلًا لا يهاجمونها بشكل موضوعي بتاتًا وانما استنادهم الأساسي هو على أنها من بلاد الغرب الذي يريدون تدمير العرب.
وهكذا في كل الموضوعات التي يرن فيها كلمة الغرب بشكل ما ستجد نظرية المؤامرة هي أول ما يتصدر من الأشخاص لمهاجمته
على سبيل المثال الضجة التي أُثيرت في الآونة الأخيرة عن امتلاك نساء مواقع على السوشيال ميديا
هذه أول مرة أسمع بهذا الموضوع، لكن هو حقيقي ام محض افتراء؟
مادام في الأمر تدمير الأسرة والزواج السوي فهذا وارد، لكن هل الضجة تخص بلد معين فقط؟
قام شيخ مصري مؤخرًا بنشر ما يشبه نصيحة يوجهها للرجال بمنع السوشيال ميديا عن نساء بيته جميعًا؛ لما يراه من حروب تتعلق بالمرأة عليها كفيلة بجعل كل زوجة بالانقلاب على زوجها ... وذكر في تعليل حديثه نقطة أن صناع هذه المنصات من الأساس يسعون إلى تدمير الأسرة
وتعليق الأغلب عليه كان يدور حول ولماذا المرأة فقط؟
لو لم يكن هناك مؤامرات في عالمنا، لما وجد المصطلح من الأساس.
المؤامرات موجودة، وحتى نظرية المؤامرة موجودة أيضًا، إيماني بها لا يقدم ولا يؤخر لذلك لا أهتم لهذه الأمور لكن هناك بعض الحقائق تستدعي أن نتوقف عندها ونحللها بحكمة ولا نبقى كالأطرش في الزفة، كما يقول أهلنا في الشام.
توجد مؤامرات على مر التاريخ، وكل أغلب الحضارات والسلطنات التي سقطت، سقطت بفعل المؤامرات ولازال الأمر مستمرا إلى اليوم، ويمكننا رؤيته في كل صوب وحدب.
أما عن نظرية المؤامرة، لماذا يُتهم من يؤمن بها بالبرانويا؟
ولماذا يتم تضخيم هذا المفهوم إعلاميا، هل هذه مؤامرة؟
ببساطة، أنا أرى أن ما يمكن إثباته بدون أدلّة، يمكن نفيه بدون أدلّة أيضًا. في هذا الإطار، يحب علينا أن نعتني بالعديد من الجوانب والآليات التي نحلّل من خلالها الموقف المطروح، سواء كان مؤامرةً أم. فلو أخبرتَ شخصًا ما على سبيل المثال أن هنالك تفّاحة عملاقة تدور حول مجرّتنا، فإن تصديقه من عدمه ليس مرهونًا هنا بالأدلة، لأننا لا نمتلك الآليات التي من خلالها نستطيع إثبات هذا الأمر أو نفيه. لذلك فإن الاستناج هنا يكون مشكوكًا في صحّته.
في السنوات الأخيرة، أصبحت أؤمن بها، لعدة أسباب سياسية جعلت الشعوب ضحايا مؤامرات. وبالنظر إلى تاريخ البشرية، ونظرية المؤامرة مصطلح يشير إلى شرح حدث معين أو موقف ما استناداً إلى مؤامرة ما، عندما لا يوجد سبب واضح يبررها أمام الناس، وعندما تكون حادثة غير مسبوقة، وبشكل عام يكون مضمون هذه المؤامرات إما أفعالاً غير قانونية، أو مؤذية تقوم بها حكومات الدول لأغراض سياسية أو اقتصادية.
وهذا ممكن أن ينقطع مثلا على، إنتشار كوفيد 19، وبحسب العالم السياسي مايكل باركون، فإن نظريات المؤامرة تعتمد على قاعدة معينة، وهي أن الكون محكوم بتصميم ما، ولنظرية المؤامرة ثلاثة مبادئ، وهي لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه.
التعليقات