في الفترة الأخيرة دخلت مجموعات على الفيسبوك تهتم بالصحة النفسية ولاحظت أن هناك عدة منشورات وتعليقات تتحدث عن مشاهدة التاروت، وأشخاص يبحثون عن طريقة التخلص من هذا الإدمان، وتساءلت سبب هذه المشكلة وهل لها علاقة بالاكتئاب، في انتظار آرائكم؟
ما سبب ظهور ظاهرة مشاهدة التاروت، وهل لها علاقة بالاكتئاب؟
برأيي المكتئبون هم الأكثر مشاهدة للتاروت وما يتعلق بالتنجيم. فالدافع وراء تلك الرغبة في معرفة المستقبل هو الحاجة إلى الاطمئنان ومعرفة أن أمور إيجابية ستحدث أو أنهم سيحصلون على ما يريدون. فالأشخاص السعداء غالبا ما لا تعتريهم تلك الرغبة العارمة في معرفة المستقبل لأنهم مستمتعون باللحظة. وللأسف أن هذه الظاهرة باتت منتشرة بشدة وهي تعيق تقدم الشخص في الحياة، لأنه إما سيظهر باليأس إن كانت القراءة مغايرة لما يريد، أم سيشعر بالتراخي إن قيل له أنه سيحقق مراده.
برأيي المكتئبون هم الأكثر مشاهدة للتاروت وما يتعلق بالتنجيم. فالدافع وراء تلك الرغبة في معرفة المستقبل هو الحاجة إلى الاطمئنان ومعرفة أن أمور إيجابية ستحدث أو أنهم سيحصلون على ما يريدون.
وصحيح وأنا لاحظت أن الأمر له علاقة بالاكتئاب ورغم أنه حرام إلا أن الناس غير مكترثة وتشاهد الفيديوهات بكثرة وحتى ترجع لمشاهدتها عند حدوث أمر لهم، حاول مشاهدة بعض القراءات من باب الفضول فوجدتها متشابهة وتساءلت كيف أنهم لا ينتبهون لذلك، فقط يقومون بتغيير بعض الكلمات وحتى في بعض الأحيان تكون مطابقة.
وللأسف أن هذه الظاهرة باتت منتشرة بشدة وهي تعيق تقدم الشخص في الحياة، لأنه إما سيظهر باليأس إن كانت القراءة مغايرة لما يريد، أم سيشعر بالتراخي إن قيل له أنه سيحقق مراده
قرأت في تعليق بنت أنها نادمة للاستماع لنصيحة قارئة التاروت التي نصحتها بعدم الدخول في مشروع فلاني لأنها ستخسر أموال طائلة واستثمرت صديقتها وعندما وجدتها نجحت فيه جدا قررت اعتزال سماع التاروت لكنها وجدت نفسها مدمنة ولا يمكنها مشاهدة عدة قراءات كل يوم.
شيئ مؤسف أن تصبح حياة الشخص رهنا لنصائح قراء التاروت. فالكثيرون يريدون معرفة أن أشياء جميلة ستحصل معهن ولكنهم لا يكلفون أنفسهم عناء بذل الجهد لتحقيق تلك الأشياء.
وأريد التمييز هنا أن من يلجأون إلى التاروت هم في الغالب المكتئبون أي الغير سعداء ولكنهم لم يفقدوا الأمل، أما المصابين باكتئاب مرضي فهم في الغالب ليسوا من مشاهدين التاروت لأنهم فاقدين الأمل بالمستقبل ولا يشعرون بأي تحفيز او دافع.
أعتقد أن الموضوع له علاقة بالإيمان بالخرافات أكثر. فالصحة النفسية علم في البداية والنهاية ولا يجب أن يرتبط بالتنجيم أو التاروت أو علوم الأبراج أو أي من هذه التعاويذ.
أما ارتباطه بالإكتئاب. فأعتقد أن الناس المؤمنين بالخرافات يجعلون الطبيب النفسي والعلم الحقيقي أخر همهم مما يساهم في تفاقم حالتهم أو على الأقل عدم معرفتهم لأسباب مرضهم وفهمه بشكل جيد.
والمشكلة هنا أن أي من هذه الأعمال التنجيمية التي تفترض أنها تخبربنا بالمستقبل هي أعمال معتمدة على الصدفة ولو افترضنا أنه في نصف الوقت سيأتي المستقبل سيئًا في الورقة فهذا قد يزيد من حزن المكتئبين الذين يتابعونه أو يفقدهم الأمل في التحسن مما يؤثر بالسلب بشكل إضافي.
أعتقد أنه من الواجب التوعية بأضرار الخرافات على العقل والصحية النفسية. وأتمنى أن تصبح تلك الجروبات مصدرًا جيدًا لاحتواء الأطباء والدارسين فعلًا وليس المنجمين.
من الملاحظ جدا في الاونة الأخيرة أنه تم ممارسة الأعمال التنجيمية في العالم الإفتراضي بشكل ظاهر للعلن والمصيبة انني وجدت من يسوقون له عن طريق مشاركة لتجارب وقصصهم بدون الإيمان بالشريعة الإسلامية ولا التصديق بالمنطق والعلم.
وما يساهم كما قلتي يا أمنية أن الامر سيتفاقم بل بسبب هذه الاعمال غير سوية ستزيد من نسب الكأبة والأمراض النفسية من خلال تصديق الأوهام والأكاذيب.
فعلًا عفيفة والإنسان إن ترك كل الدين والعلم والمنطق وآمن بالخرافات مثل هذه فلا أتوقع أن يصل إلى مكان جيد وإنما وجب التنويه أن كل هذه الظواهر غير حقيقية بما فيها الاسقاط النجمي والتخاطر والتاروت وقراءة الكف وقراءة الفنجان وعلوم الأبراج والتنجيم. كلها خرافات لا تؤذي غير من يتبعها وهم كثر كما ذكرتي للأسف.
ليس فقط التاروت يا مريم هناك الكثير من الخرافات المنتشرة، والتاروت ليس مجرد أوراق وحسب ولكن العجيب أنه صاحبة أوراق التاروت تبرأت من عملها وصرحت أن هذا شيء غير منطقي ومجرد خرافات وإن تلك الأسماء هي آلهة اغريقية وليست مجرد أسامي.
لكن البعض ينهال عليها لأنه ربما يمر في حالة من الملل وركود الحياة وليس لديه أي هدف ومعنى في الحياة ولا رؤية مستقبليه فيؤمن بهذه الخرافات.
والأمر الثاني هو ضعف الإيمان والنزول عند رغبة النفس والهوى.
قبل فترة شاهدت فتاة كويتية تحكي قصتها مع التاروت وكيف ضيع الأمر حياتها ونفسيتها.
تنتشر هذه الممارسات في الدول التي تقدس المادية وتعاني قلة الروحانية وهذا طبيعي، لكن انتشارها في مجتمعاتنا أمر يحتاج إلى وقفة.
مساء الخير يا مريم..
المشكلة اساسها غربة الفرد عن نفسه، وأغلب المواضيع المنتشرة فى برامج التارو هو "اخبار الحبيب، هل بيحبنى ولا لا"
المواضيع تتحدث بلغة العقل عن علاقات فاشلة تسببت تروما للشخص، ولكن فضوله ذهب الي مشاهده مثل هذه الأشياء وهنا نشير إلي الطفل الداخلي للفرد والطفل الداخلي يشير إلي روح الفرد، ونستنج من هنا فى معرفة معينة يجب الفرد أن يعرفها عن روحه؟ لكن أوقات الكروت بتوضح مشاكلك ومشاكل العلاقة؟ ومن خلال استنتاجي الخاص للمشكلة هو أن يوجد مسمي جديد للعلاقات العاطفية أو البشرية هو "العلاقات الروحية" انتي برائيك هل يوجد علاقات بروحية تعاملها النفسي مختلف تماما عن مفهوم علاقات أخرى!
التعليقات