الكثير يقررون الاستمرار بزواجهم على الرغم من توتر واضطراب العلاقة بينهم لأجل الأطفال خوفا عليهم من التشتت والضياع. أما أنا شخصيا فأعتبر أن الجو المنزلي المتوتر وكثرة الصراعات بين الأهل تترك أثر مماثل أو حتى أكبر من الطلاق على نفسية الأبناء. أي باختصار، الطلاق بطريقة حضارية مع تظافر الجهود من الطرفين لمساعدة الأطفال تخطي الفترة قد يكون الحل الأنسب لهم. فما رأيكم؟
استمرار الزواج لأجل الأطفال فقط... هل هو فعلا الخيار الأفضل؟
الطلاق ليس أمرا محببا أو جميلا، كما أنه يزيد العبء على حياة كل شخص والدائرة التي يعيش فيها كأسرته وأطفاله .
وكثيرا ما يبرز الطلاق الجانب الأسوأ لدى الناس، وغالبا ما يكون لمشاعر الأذى والغضب الأولوية على فعل ما هو أفضل حقا للأطفال.
ولهذا السبب، فإن أشجع الأزواج هم من يبذلون ما في وسعهم للعمل على حل مشكلاتهم وتحدي أنفسهم للقيام بما هو مطلوب لإصلاح حياتهم الزوجية قبل اختيار الطلاق حلا أخيرا، كاللجوء إلى المشورة الزوجية المتخصصة وقراءة الكتب والتحدث مع الأصدقاء والأحباب.
وعندما يكون الزواج علاقة صحية يعمل فيها الوالدان سويا من أجل السعادة طويلة المدى لجميع أفراد الأسرة، فمن المؤكد أن هذا هو الأفضل للأطفال.
فأري انه اذا كان لابد عن هذا الانفصلال فمن الواجب التعامل مع طلاقهم بطريقة ناضجة وتعاونية، بحيث لا ينعكس الامر بالاسوء علي الاطفال.
نعم بالطبع وأنا أشجع الحصول على مشورة زوجية والقيام بكل الجهود لإنجاح العلاقة، وإن اتفق الطرفان على الاستمرار بعلاقة سطحية لأجل الأطفال، فلا مسكلة من ذلك شرط أن تكون الأجواء المنزلية مقبولة وغير مليئة بالمشاحنات والتوتر، ولكن قلما ينجح زوجان غير متحابان في خلق أجواؤ كهذه حتى إن وجدت النية. فنحن نستطيع التمثيل لوقت معين من يومنا، ولكن الإنسان في منزله لن يستطيع إخفاء نفوره من إنسان معين كل الوقت.
أعتقد أن الأمر يختلف من علاقة لعلاقة ولكن بشكل عام عندما لا يكون هناك مساحة للحياة بين طرفين فالبقاء من أجل الأولاد فقط قد يضرهم على المدى البعيد وينشأهم في جو من السلبية والتوتر.
وعندما يكون الهدف الأكبر للوالدين مساعدة الأبناء فجهودهم المبذولة ستؤتي ثمارها سواء في زواجهم أو طلاقهم.
لكن بشكل عام أحيانًا تكون القدرة على الطلاق رفاهية من الأساس فالكثير من الزيجات ليس لها اختيار أخر لأسباب إجتماعية أو إقتصادية. وحينها يجب علينا الحفاظ على الجو الأسري الذي يضمن نشوء الأطفال بصحة نفسية جيدة مهما كانت الظروف بين الوالدين حتى يتم التوافق أو الانفصال بشكل ممكن.
مبدأيا أنا أستيعد احتمالية النجاح في توفير أجواء صالحة بين زوجين يستمران فقط لأجل الأطفال حتى وإن كانت لديهم أطيب النوايا لحماية الأطفال والتضحية لأجلهم. فمع الوقت هذا النفور لا بد أن يظهر والتمثيل طوال الوقت مستحيل، ونادرون هم الأشخاص الذين يحتفظون بمشاعر ود تجاه الطرف الآخر بعد زوال المشاعر الرومنسية بينهما.
أما بخصوص فكرة أن القدرة على الطلاق هي رفاهية، فأنا أعتبر الطلاق ممكن ومتاح في أغلب الحالات، مع وجود استثناءات بالطبع. فما يجعله يبدو كرفاهية هو التحديات التي تجعله غير سهلا ولكن يبقى ممكنا خاصا مع الجيل الجديد.
ولكن بشكل عام عندما لا يكون هناك مساحة للحياة بين طرفين فالبقاء من أجل الأولاد فقط قد يضرهم على المدى البعيد وينشأهم في جو من السلبية والتوتر.
حسنًا، كنت اعتقد هكذا، فمؤخرًا إحدى قريباتي توت ت علاقتها بزوجها كثيرًا وأصبحت حياتهم لا تُطاق، المهم هنا قريبتي غادرة بيت زوجها تاركة وراءها 7 أبناء، وبعد مرور خمسين يومًا من البكاء على فراق ابناءها ومحاولتها الفاشلة في تحدي نفسها على الصبر على البعد عن ابناءها، قررت العودة إلى ابناءها وتحمل كل ما سيحدث لها ولكن على الاقل تكون بجانب ابناءها. لهذا فكرة الطلاق قد لا تكون في صالح المرأة بعد وقت معين.
التعليقات