تعاني معظم العملات المحلّية العربية من مشكلات كبيرة على صعيد القيمة والتضخّم وخلافه.
في هذا الصدد، وعلى أساس مختلف الظروف الاقتصادية الراهنة، وأيًّا كان مجالك المهني أو الاستثماري، كيف يمكننا النجاة من انخفاض قيمة العملة المحلّية؟
كيف يمكننا النجاة من انخفاض قيمة العملة المحلّية؟
انخفاض العملة سببه الرئيسي ضعف الاقتصاد، الدولة بدل أن تشجع شباب اليوم على الاستثمارات والعمل من خلال الإنترنت للحصول على العملة الصعبة التي سترفع بشكل كبير من اقتصاد البلد نجدها تحاربنا في كل كبيرة وصغيرة.
لا يمكننا تجنب الأمر وإنما علينا العمل جنبا إلى جنب مع الدولة، الشباب يعمل والدولة تدعم وتسهل الأمور حتى نتمكن من مساعدة الاقتصاد وبالتالي مساعدة العملة المحلية في الارتفاع، الأمر يحتاج جهود جبارة من الطرفين.
الأمر يحتاج جهود جبارة من الطرفين.
لكن أين الدعم يا مريم، في الجزائر مثلا العبء يزداد ويثقل كاهل العاملين عن بعد أو العمل الحر من خلال ما يحدث ولاسيما المشاكل التي يواجهها قطاع البطاقات البنكية.
فكيف نتعامل مع الوضع المرهق الذي يتعقد كل يوم أكثر؟
أنا لا أعتني صراحةً بدور الدولة في هذا الصدد، لأن التعويل على دور المؤسسات ليس بالقرار الفردي الأصح، فضمان قرار المؤسسة مسألة محل شك كبير ولا يمكننا الاعتماد عليها في إنجاح استثمارنا الشخصي في أنفسنا.
على هذا المنوال، فأنا أعني بالمساهمة الحلول الشخصية الفردية، تلك الحلول الممكنة لكل فرد منّا حسب مجاله المهني، هل تمتلكين رؤية فردية واضحة لما يمكنكِ أنتِ فعله في هذا الصدد يا مريم؟
تلك الحلول الممكنة لكل فرد منّا حسب مجاله المهني، هل تمتلكين رؤية فردية واضحة لما يمكنكِ أنتِ فعله في هذا الصدد يا مريم؟
الصراحة لا توجد أفكار على المستوى الشخصي دون المساعدة من الدولة والتسهيلات على الأقل في طريقة التعاملات البنكية، لكن إجماليا بالنسبة لي أفكر مستقبلا في إنشاء شركة إلكترونية تهتم بمجال التسويق الإلكتروني ويتم التعامل على المستوى المحلي بما أن هذا النوع من الشركات يوجد نقص فيه على مستوى البلد، والطريقة الإلكترونية تسهل عليا العمل بطريقة شرعية دون الاضطرار للتعامل مع الدولة.
بشكل شخصيَ أعمل هذه الفترة على زيادة ثقافتي المالية.
وهي ثقافة أتمنى لو كنا تعلمناها في المدارس ولكن لم يحدث للأسف لذلك أحاول القراءة في مجالات الماديات الشخصية ومعرفة وسائل الحفاظ على المال مثل الاستثمار وغيرها من القضايا المتعلقة بنفس الموضوع.
من الكتب التي سأحاول قراءتها في الوقت القادم: الاقتصاد كما أشرحه لابنتي والأب الغني والأب الفقير
أما التطبيق العمليّ فبصراحة ليس في يدي الكثير في الوقت الراهن حيث أني ما زلت أدرس وليس عليّ الكثير من المسؤوليات لذلك أحاول التسلح بالخبرة النظرية الكافية حتى أتمكن من المواجهة وقتما يحين الوقت.
هذا حقيقي للغاية يا أمنية. بالأمس، ومن باب الصدف الرائعة، بدأ أحد أصدقائي في شرح أهمية ما ترمين إليه على صعيد آخر مماثل، حيث كنّا نتناول أطراف الحديث حول أبرز روّاد الأعمال في العصر الحالي، وتطرّقنا إلى أهم قصص حياتهم.
ومن جهة أخرى، بدأ صديقي في سرد فكرة في غاية الأهمية، وهي ملحوظة أنهم جميعًا بدؤوا دراستهم الاستثمارية، أيًّا كان مجال عملهم، بدراسة الاقتصاد بجوار مجالهم، فدراسة الاقتصاد والاطلاع عليهم كان أمرًا في غاية الأهمية بالنسبة لمسيرتهم في هذا الصدد، وبالتالي فأنا أعمل على الأمر نفسه خلال الفترة الحالية، فالموضوع فعلًا مهم وضروري، لأننا ببساطة نريد النجاة من منظومة، وبالتالي علينا أن نعرف كل شيء عن هذه المنظومة بشكل دقيق.
علينا بداية التوجه إلى العمل الحر عبر الإنترنت للحصول على مقابل مالي بالدولار وبهذا يخف تأثير انهيار العملة علينا. يجب أيضا أن نعيد ترشيد سياستنا المالية فيوجد دائما أساليب لاستغلال المال بذكاء أكثر.
لقد تناولتُ هذا الطرح منذ فترة يا ريان، فأنا أتفق معكِ في هذا الصدد، وذلك لسببين:
انا كما انت يا صديقي، ابحث عن سبل للخروج من هذا الوضع الصعب، بسبب انخفاض العملة المحلية، و بسبب ضعف الإقتصاد الأمر الذي يفرض دخول إستثمارات خارجية وخلق البيئة المناسبة لنمو هذه الإستثمارات عبر سهولة الإجراءات وتيسير كافة التعاملات، كذلك فتح الباب في مجال التجارة والخدمات الالكترونية، ودعم الشباب للريادة في هذا المجال، كذلك دعم المستثمر المحلي لزيادة الإنتاج والتوجه الي مشاريع انتاجية حقيقية،نعم الوضع صعب يا علي، و لابد من تكاتف الدولة مع الشباب للخروج من هذه الازمة.
أتفق معك في مسألة تكاتف مؤسسات الدولة مع الشباب يا مصطفى. لكن من جهة أخرى، أرى أن الفرد لديه بعض الفرص وإن كانت ضئيلة، على الأقل قبل أن تسوق الظروف أكثر مما هي عليه، وبالتالي يجب علينا جميعًا أن نتعتني باكتشاف طريقة أو أخرى لتأمين هذه الكارثة. قد أبدو قلقًا أكثر من اللازم، لكن الأمر خطير فعلًا، وعليه، هل ترى لدى الفرد فرصة بشكل أو بآخر كي يتخذ خطوات فورية في هذا الصدد؟ أو على الأقل أن ينتهج سلوكًا يحميه من التعثّر مستقبلًا بسبب اضطراب سعر العملة المحلية؟ مع العلم أنني أعتني بالحلول البعيدة عن الاعتماد على مؤسسات الدولة وما يمكن أن توفّره للأفراد.
لم يمكن أن أصف فرحتي عندما إستقيظت قبل يومين على خبر نزول عملة يورو، وبدأ لدولار يرجع له قيمته مقارنة به، أما بالنسبة للعملات المحلية خصوصا الدينار الجزائري عندنا بدأ عام بدأ عام في إنخفاض رهيب، ومن المؤسف جدا الى الأن مازلنا نربط إرتفاعه برفع أسعار النفط في السوق الدولية.
اليوم لم أعد أنتظر سماع عنه أخبار، وأصبح همي هو تتبع إرتفاع الدولار، كما أنني لا أميل الى تحويل العملة الصعبة للعملة المحلية إلا لضرورة أو إستخدامها لشراء المنتجات الإلكترونية أراه أكثر نفعا.
هذه خطوة مهمة للغاية يا عفيفة، وفي الآونة الأخيرة فعلًا بدأت أومن بأن هناك ضرورة قصوى للتعامل مع المدخرات كنوع من أنواع المعايير المهمة لجودة الدخل، وبالتالي فقد قرّرتُ أن تكون المدّخرات خلال الفترة القادمة بالعملة الصعبة، والتي من خلالها أستطيع التحويل في الضروريات فقط. هذا الأمر يمنحنا الفرصة لاستثمار المبالغ بشيء أو جزء كبير من قيمتها الفعلية، مما يساعدنا أيضًا على تحريكها في الاستثمار على الإنترنت بسهولة بدون خسارة هامشية بسبب هذه الاضطرابات.
حتى من يقبض راتبه باليورو بدء بطرح نفس السؤال ...
خلال اشهر حصل تضخم بالاسعار بحدود ١٠% في اوربا ( انخفاض القوة الشرائية لليورو ) ثم انخفاض قيمة اليورو نفسها ١٠% ... بالاضافة لإرتفاع كبير بسعر الوقود ...
تقريبا يعني انخفاض ٢٠% بقيمة الدخل الشهري ...
الفكرة حتى ما يعتبر عملة صعبة تأثرت بالازمة الاقتصادية ...
الحكومة الامريكية قررت رفع الفائدة وهو حل مؤقت لانقاذ الدولار على حساب عملات باقي الدول ولكن على المدى المتوسط والطويل سوف يتسببو بضرر كبير لاقتصادهم واقتصاد البشرية ايضا ...
يبقى السؤال... ماهي اساليب حفظ الثروة غير الكاش والذهب ... وتستطيع مجارات التضخم ؟
أتفهم جدًّا مسألة الحفاظ على نجاتنا الفردية من التضخم من خلال الاستثمار في الذهب والادخار في المعادن النفيسة بشكل عام، حيث أننا بهذه الكيفية نستطيع تحقيق الكثير من النتائج الربحية المخالفة لتوقّعات أرباح الفرد المنكسرة أثناء التضخم.
لكن من جهة أخرى، لا أفهم ما تعنينه بالكاش، فما هي طريقة حفظ الثروة عن طريق الكاش؟ وكيف يمكن للفرد أن يجقق لنفسه أمانًا ماليًا أثناء التضخم بهذه الطريقة؟
مثلا ... انا املك اسهم ب ٦ شركات سويسرية ...
بالرغم انني اخترتها بعناية كشركات رابحة في مجالها ..
ولكن اليوم سعر اسهم اغلبها بانخفاض بالمقارنة مع العام الماضي ...
سوف احتاج الى اعادة تقييم الديون بداخل الشركات لمعرفة حجم تأثرها بارتفاع الفائدة . وايضا تأثرها بالتضخم من ناحية تكاليف التشغيل...
طبعا هدفي الاحتفاظ بتلك الاسهم لمدة ٢٠ عام . ويجب ان تنمو بمعدل ٥% سنويا ...
خلال بداية الازمة الاقتصادية بسبب كرونا انخفضت اسعار الاسهم بشكل كبير وقتها كنت املك كاش فقط ... وكانت فرصة شراء بسعر جيد ... وقتها فقط من كان يملك الكاش كان يستطيع الاستفادة ...
لذالك الكاش وسيلة مؤقتة لحفظ الثروة وطبعا ليس طريقة للاحتفاظ به ٢٠ عام ...
نعود لمشاركتي ...
يبقى السؤال... ماهي اساليب حفظ الثروة غير الكاش والذهب ... وتستطيع مجارات التضخم ؟
انا ايضا اسئل عن انواع حفظ الثروة ... وسؤالي لا يعني أن الكاش هو اسلوب جيد...
في سوريا خلال التضخم من ١٩٨٠ لل ٢٠١٠ كان العقار هو أفضل حفظ للثروة ... وبخاصة الشراء على الخريطة ( اثناء الحفر و البناء بالتقسيط ) ... ولكن مع الحرب ٢٠١٢ سبب لي خسارة ١٠٠% من قيمة ٤ عقارات كنت بدأت بدفع اقسات تعادل ربع قيمتها ...
ملاحظة: الكاش اللذي املكه حاليا بعملة الفرنك السويسري ويكفيني مصروف ٦ اشهر فقط ... لو فقدت دخلي
كيف يمكننا النجاة من انخفاض قيمة العملة المحلّية؟
المعادن النفيسة هي أأمن شيء يمكن أن تحفظ فيه قيمة الأموال وخاصة الذهب، يليه العقارات أو الأصول، وخاصة تلك التي تدر عليك دخل ثابت فمن جهة تبقى بنفس القيمة على الأقل ومن جهة أخرى تحصل على دخل يدر عليك المال.
بالنسبة للخيار الأول فأنا أعمد إلى شراء الجنيهات الذهب أو النصف أو الربع إن توفر معي مبلغهم كامل، وإلا فأني اقوم بشراء السبائك الواحد جرام، وتلك سعرها الآن تقريبًا بالمصري لا يتخطى ال 1000 ج. وبهذا أدخر بشكل متواصل دون شعور بارهاق في تجميع المال.
كما تعلم يا علي فإن تخفيض قيمة العملة المحلية يؤدي إلى رفع سعر السلع الأجنبية مقارنة بالسلع المحلية. ومع ارتفاع أسعار الواردات ، يمكن أن يرتفع إجمالي المدفوعات للمستوردين أو ينخفض اعتمادًا على مرونة الطلب على الواردات.
وهذا يعني ان احد الاجراءات الوطنية التي يجب علينا القيام بها كمواطنين صالحين ان نكف عن استخدام السلع والمنتجات المستوردة ، وان نستهلك فقط مما تنتجه بلادنا، والنصيحة الاخرى اننا لا يجب علينا ابدا ان نكف عن الانتاج المحلي، في اعتقادي ان اغلاق المصانع وتصفية الشركات تحت ضغط عدم وجود مواد خام مستوردة هو اجراء سلبي بكل المقاييس سوف يعمل على تفاقم الوضع وزيادة البطالة ومشكلاتها.
التعليقات