هل ستكون شيء اخر غير حقيقتك لو عملنا بهذا المنظور ؟
ماذا لو تبقى من عمرك 5 سنوات من الان ؟
اجمل شيء انني سوف اصبح الرجل الخارق الذي لايمكن ان يؤثر عليه شيء الرصاص والقنابل والامراض والبراكين والزلازل والصواعق ولا حتى هجوم القرش والاسد وبعوض الملاريا انه لايموت انه المخلد لمدة 5 سنوات اللذي لايمكن ايقافه.
اتوقع انه شعور ممتاز ان تعرف انك اقوى من سوبرمان وسبايدر مان وجيمس بوند وطرزان وبروسلي مجتمعين حيث انهم مهما اجتمعوا ليقتلوني فلن يستطيعو لمدة 5 سنوات.
تفكير من منظور آخر، فالجميع فكر تقريبا في فعل الخير والتقرب لله وكأن هذا مرهون بقرب الموت، رغم أن الموت أقرب منا بكثيير.
تفكير من منظور آخر، فالجميع فكر تقريبا في فعل الخير والتقرب لله وكأن هذا مرهون بقرب الموت، رغم أن الموت أقرب منا بكثيير.
الاختلاف رحمة وهو المطلوب حيث اننا جميعا هنا في موقع حسوب نمارس العصف الذهني الجماعي ومناقشة جميع الاراء مهما كانت مختلفة.
واتفق معك ان الموت اقرب من بكثير ولكن موضوع النقاش عن افتراض خيالي بل مستحيل حدوثه وهو فرضية ان يعرف البشر متى سوف يموتون وبالتالي هم اصبحو خارقين جبابرة فالخوف من الموت غير موجود فهم يعلمون انهم سيموتو بعد 5 سنوات وهذا منافي لطبيعة جميع الكائنات وهو الخوف وحب البقاء ففي حالة هذه الفرضية الخوف من الموت سينعدم لمعرفتك المسبقة بانك لن تموت قبل مرور هذا الوقت وهو الخمسة سنوات.
ولكن ماذا لو كان السؤال ...
انك مصاب بمرض ... لا يؤثر على صحتك ولكنه سيتفاقم بعد ٥ سنوات ويتسبب بموتك...
ملاحظة: هذه الفرضية ليست بعيدة عن الواقع ... واقربها اكتشاف بعض انواع مرض سرطان ويخبرك ان المرض انتشر بالفعل وسيتسبب بالموت خلال ٦ اشهر.
[ ليس الهدف تحويل النقاش للمجال الطبي ]
ولكن ماذا لو كان السؤال ... انك مصاب بمرض ... لا يؤثر على صحتك ولكنه سيتفاقم بعد ٥ سنوات ويتسبب بموتك...
هذا جيد مازلت بكامل صحتي ولكن سيتفاقم المرض ويظهر بعد 5 سنوات واهم شيء انني لن استطيع عمل شيء حياله حيث ان المرض سيقضي علي بمجرد تفاقمه واموت بنفس مدة ال5سنوات.
اذا مازل هناك متسع من الوقت ان امارس قواي الخارقة التي اكتشفتها انه لن اموت قبل الخمس وبهذا استطيع ممارس بعض الهوايات التي كنت احسبها خطرة ولكن بعد اكتشاف القوى الخارقة سوف استطيع ممارستها مثل القفز من قمة ايفريست الى المنحدر وايضا الصعود الى قمة برج ايفيل والقفز منه اويضا القفز من برج طوكيو الجميل والاستمتاع اثناء الهبوط باشجار زهرة الساكورا في الربيع وايضا القفز من قمة جبل فوجي في اليابان ثم امارس رياضة الغوص بدون معدات غوص في اعمق نقطة في المحيط غير خائف من الغرق وانفجار رئتي نتيجة ضغط الاعماق وايضا الغوص مع اسماك القرش الابيض الضخم وربما استطعت عند غوصي في الاعماق في جميع الاماكن الخطرة فقد اجد الحبار الضخم واراه في بيئته الطبيعية وبعد هذا اسافر الى تايلاند واضع راسي داخل فم تمساح وانا بالطبع غير خائف من فكه القاتل حيث اعلم ان اسنانه لن تخترق راسي الفولازي الذي لايقهر وقد اسافر الى غابات الامازون واصارع افعى الاناكوندا غير عابئ من عصرة عضلاتها القوية وممارسة السباحة في نهر الامازن المملوء باسماك البيرانا المفترسة والسمكة الكهربائية والتي اعلم ان صعقاتها الكهربائية المميتة لن تاثر في ولن انسى ان اتواصل مع وكالة ناسا الفضائية فاعرض عليهم ان اكون اسافر في اول رحلة فضائية حرة بدون معدات وملابس الفضاء لانسان حيث ستكون تجربة جميلة بالنسبة لي وللوكالة حيث سوف اساعد في تطوير علوم الفضاء فلن اخاف من عدم وجود الاكسجين فانا الجبار المصاب بالمرض الذي سيفتك به بعد الخمس سنوات.
وبعيدا عن هواياتي الخطرة فبمجرد معرفتي بهذا المرض وظروفه فقد اعيد كل خططي عن المستقبل واعيد جدولتها وترتيبها الى مدة خمسة سنوات فقط حيث انني لن ابلغ سن المعاش مثلا ولن استفيد من متابعة عملي حيث مالجدوى منه فقد اطلب ان اخرج معاش مبكر واستمتع بما تبقى لي من العمر في تسلق الجبال و رحلات حول العالم مع الطبيعة والجمال فقد استطيع ان اعيد اكتشاف نفسي من جديد.
ماتذال تفترض أنك اصبحت منيع ...
المهم...
عندما كنت طفل اصاب والدي بمرض السرطان في العظام... الاطباء أكدو انه من النوع الخطير ويسبب وفاة خلال ٨ اشهر ...
هذا لا يعني أنه اصبح منيع ضد الحوادث ...
كنت فعلا طفل ولا يمكنني الان تخيل بماذا كان يفكر والدي بمجرد سماعه الخبر ...
لم يستسلم بتجربة العلاجات ولكن ايضا بقي يذهب للعمل في الجامعة للتدريس وكان يتأكد اننا سوف نحصل على دعم كافي حتى نصبح بالغيين...
نعم يا صديقي المجهول مازلت احب الحياة واشكر الله على كل لحظة اعيشها وساحاول اسعاد نفسي واكتساب خبرات جديدة حتى آخر لحظة في حياتي. ولاتنسي ذكري للتالي في ردي السابق:
فبمجرد معرفتي بهذا المرض وظروفه فقد اعيد كل خططي عن المستقبل واعيد جدولتها وترتيبها الى مدة خمسة سنوات فقط حيث انني لن ابلغ سن المعاش مثلا ولن استفيد من متابعة عملي حيث مالجدوى منه فقد اطلب ان اخرج معاش مبكر واستمتع بما تبقى لي من العمر في تسلق الجبال و رحلات حول العالم مع الطبيعة والجمال فقد استطيع ان اعيد اكتشاف نفسي من جديد.
خمس سنوات، هذا يعني أنّ هنالك الكثير من الاشياء التي يمكنني فعلها خلال هذه المدة. مثل؛
- سأفعل كل ما أخشى فعله، فمثلا لن أخشى من الدخول إلى سيرك الحيوانات أو حتى الوقوف بجانبه. أيضًا سأمارس رياضة السباحة ليس هذا فقط بل لأمتار بعيدة عن الشاطي كما سأذهب إلى الملاهي والركوب في الالعاب الخطيرة
- سأتناول السكريات والاملاح بشكل كبير، فأنا لم أعد أقلق على صحتي ولن تهمني فأنا سأعيش 5 سنوات:)
- سأطوف بلاد العالم، سواء بغرض ترفيهي و لتأدية طقوس دينية في المملكة السعودية أيضًأ.
- سأتوقف عن الادخار للمستقبل.
- سأحاول تأمين مستقبل عائلتي.
- سأراجع علاقتي مع الآخرين. وكل من ظلمني سأسامحه. ومن ظلمته سأطلب منه الغفران.
- ممارسة الاعمال التطوعية
- وآخيرًا سأحاول أن أهيء عائلتي واعدادهم على العيش من دوني وأنهم يجب أن يعتادوا على فراقي.
لقد عشت مثل هذا الشعور في الحرب الاخيرة على غزة حيث كان الموت لا يفرق بين أحد والكل يمكن أن يفقد حياته في أي لحظة.. وحينها خرجت إلى مواقع التواصل الاجتماعي وأعلنت عن إطلاق مشروع مجاني للأطفال للترفيه والتسلية وتعليم ريادة الأعمال .. وبعد أن كنت في إجازة طارئة من عملي راسلتهم لأخبرهم أن باستطاعتي العمل وكانت أفضل الأوقات التي أنجزت بها!
الموت بحد ذاته لا يرعبني ما يرعبني هو أن أموت قبل أن أحقق شيء يذكر ليس من أجل التخليد وإنما من أجلي.. فتؤلمني فكرة أن أكون شخصًا زائدًا على الحياة ولم يقدم لها شيء.
بالنسبة لي فنعم، سيتغير الكثير من طريقتي في الحياة وأهدافي وأحلامي، ستنصب اهتماماتي على عمل الخير من عطف على المحتاج واخراج الصدقات بصورة أكبر ومساعدة الجميع، وسأهتم أكثر بشعائري الدينية من فرائض وواجبات.
سيقل اهتمامي بكل شئ يخص الحياة وهذا ليس بإرادتي بل هو شئ بديهي سيلقي بظلاله على ذهني إن علمت أن الحياة ستنتهي بي بعد ٥ سنوات فقط. فسيقل حزني على أحلامي الضائعة وسيقل قلقي بشأن أي شئ يخص الحياة والماديات. وسأتعامل بزهد وترفع عن تلك الأشياء التي كنت أسعى إليها بكل شغف.
ولعل عدم معرفة الوقت الذي سنموت فيه هو من أكبر النعم على الإنسان، حتى يسعى لعمل الخير طوال حياته ويعلم أن حياته قد تنتهي على غفلة منه.
فيسعى لعمل الخير دائما.
لاقتربتُ من اللّه أكثر، ولتملكني شعور الحزن بالتقصير في كلّ مرّة كان عليّ أن أراجع وِردي ولهتني دار الغرور.
لانتهزتُ جُل وقتي مع أسرتي، في احتضانة أبي ومشاركة أمي أحاديثها ومزح الصغار.
لعلمتُ أنّها أيام وستَفنى ، ولجاهدت نفسي على أنّه لا يوجد في الحياة ما يستحق الحُزن، الضغينة، وعدم العفو.
لبَكيتُ عمري ولخلوتُ في غرفتي أيامًا دون أن يراني أحد، فقط اللّه .. أهلي .. ومن ثم تلك النفس التي سيتردها المولى في أمانته.
التعليقات