العديد من الأشخاص التجارب الصعبة والصدمات التي يتعرضون لها تكون سبب في خسارتهم للنجاح والتألق في حياتهم رغم الذكاء الذي يملكونه، على العكس نجد البعض الآخر رغم عدم امتلاكهم لذكاء كافي إلا أنهم نجحوا نجاحا باهرا وعندما تم سؤالهم عن أهم أسباب النجاح قالوا أن التجارب الصعبة والصدمات التي عاشوها كانت السب الأول في نجاحهم، سؤالي كيف لي أن أستغل تجربة صعبة في حياتي حتى أتألق وأنجح وأتطور وليس العكس؟
كيف يمكننا استغلال التجارب الصعبة والصدمات في تطوير ذاتنا ؟
أستغل تجربة صعبة في حياتي حتى أتألق وأنجح وأتطور وليس العكس؟
أعتقد أن أهم عامل هو تخطي هذه التجربة نفسيًا والتعافي من آثارها السيئة أو ما يسمى باضطراب ما بعد الصدمة فإن تم هذا العامل(وهو ليس بالسهل) أصبح الباقي مسألة وقت.
أما محور الاستفادة من هذه التجارب يكون في رأيي بتحليلها بشكل كامل فإن كانت فشلًا في شيء ما مثلًا فإن دراسة مواطن الضعف والفشل ومحاولة تجنب الأخطاء كفيل بتخطي هذه التجربة بالكامل
أما إن كانت موقفًا شخصيًا فإن تحليل بواعثه والصفات الشخصية لمن سببوه مثلًا من شأنه أن يساعد على تجنبنا لهذا الموقف في المستقبل وتحليل ردود فعلنا وطرق تصرفنا فيه من شأنه أن يجعلنا نتصرف بشكل أفضل المرة القادمة ولا نكرر نفس الأخطاء.
وهكذا على حسب الموقف نحاول قدر الإمكان استخراج كل ما يمكننا استخراجه منه واستعادة احداثه والتعلم منها وهذا لن يحدث بالطبع قبل أن نتعافى من تأثيراته النفسية علينا حتى لو بمساعدة طبيب نفسي.
أعتقد أن أهم عامل هو تخطي هذه التجربة نفسيًا والتعافي من آثارها السيئة أو ما يسمى باضطراب ما بعد الصدمة فإن تم هذا العامل(وهو ليس بالسهل) أصبح الباقي مسألة وقت.
هل هناك خطوات واضحة يقوم بها الشخص لتخطي ما بعد الصدمة، وهل يمكنه ذلك بنفسه أو عليه الاستعانة بطبيب نفسي أو زميل؟
أما إن كانت موقفًا شخصيًا فإن تحليل بواعثه والصفات الشخصية لمن سببوه مثلًا من شأنه أن يساعد على تجنبنا لهذا الموقف في المستقبل وتحليل ردود فعلنا وطرق تصرفنا فيه من شأنه أن يجعلنا نتصرف بشكل أفضل المرة القادمة ولا نكرر نفس الأخطاء.
عند تحديدي البواعث والصفات الشخصية ألا يمكن أن نقع في فخ الإسقاطات والتحليل لا يكون دقيق وربما لا يمت بصلة للشخص المؤذين أو ربما مكانة هذا الشخص في حياتنا تظهر لنا تبريرات له ليست واقعية ولا تمثله، ونكون فقط نخدع أنفسنا في هذه الحالة.
هل هناك خطوات واضحة يقوم بها الشخص لتخطي ما بعد الصدمة، وهل يمكنه ذلك بنفسه أو عليه الاستعانة بطبيب نفسي أو زميل؟
أعتقد أن الأمر يختلف باختلاف تلك الصدمة فبعضها يمكنها التخطي بأنفسنا وبعضها يحتاج لدعم من الأقرباء أما أصعبها فيحتاج للأطباء ولكن كخطوات واضحة فلا أعتقد أن الأمر ثابت أيضًا.
التحليل لا يكون دقيق وربما لا يمت بصلة للشخص المؤذين
بالطبع! لذلك فقد يشارك في هذا التحليل من الأصدقاء من يعرف التجربة أو مر بتجربة مشابهة
وفي النهاية لن نتأكد أيضًا بشكل كامل ولكن أفضل ما وصلنا إليه هو ما لدينا الآن ولو ثبت خطأه لطورناه من جديد وهكذا
قد تفيدك التجارب الصعبة في حياتك بشكل مباشر أو غير مباشر، فربما تسألين أحدهم عن سبب تفوقه فيقول لك جملة مبهمة دون أن يرفقها بأي تفسير وهي جملة "لقد مررت بتجارب صعبة" وهذا ليس لأنه يبخل عليك بسبب نجاحه، بل هو مدرك لفكرة أن التجارب الصعبة طورته دون أن يلاحظ تدرجات ذلك ومقدماته، بل عملت على التأثير في تفكيره حتى تحمل ووصل إلى ما وصل إليه من نجاح.
فالتجارب الصعبة قد تفيدنا في تطوير الشخصية وإثقالها بالعلم والخبرة مما يؤدي إلى تفاعل قوي وفعال مع الحياة، وتزداد قدرة الإنسان على التجاوز والإستغلال الأمثل للظروف..وتلك هي الطريقة غير المباشرة التي تؤثر بها الظروف علينا.
أما الطريقة المباشرة فتتلخص في موقف صعب يحدث لك ثم تبحث عن مخرج منه وبعد محاولات تنجح، فبذلك فادتك التجارب الصعبة بشكل مباشر في تجاوز مشكلاتك وتحقيق النجاحات ولكنها تتطلب أن تكون ذو نفسية منافسة وليست انهزامية.
قد تستغل التجارب المختلفة خاصة الصعب منها بعدم الإستسلام لها رغم صعوبة ذلك، والعمل على التخلص منها بالطرق المناسبة مثل التعلم وهذا إن كانت الظروف التي تواجهك عبارة عن أشياء تجهلها. وبذلك تضمن التغيير بعيد المدى على ميتوى شخصيتك ونظرتك للحياة..وقد تستغل التجارب الصعبة كدافع للتغيير المباشر من خلال السعي في كل الطرق للتخلص منها وهذا ما وجدته مشتركاً في جل قصص الناجحين.
تحقيق النجاحات ولكنها تتطلب أن تكون ذو نفسية منافسة وليست انهزامية
النفسية المنافسة الساعية هي التي تتمكن من تجاوز المصاعب والخروج من المآزق صدقت في وصفك هذا.
وقد تستغل التجارب الصعبة كدافع للتغيير المباشر من خلال السعي في كل الطرق للتخلص منها
البحث عن الطرق للخروج من المشكلة يمكنه أن يشكل لك معرفة وأدوات تساعدك طول رحلة الحياة وتغير طريقة تعاملك مع المشاكل بطريقة فيها نوع من الخبرة والاحترافية.
نعم وهذا قد حصل معي في إجازة العام السابق، حيث كنت أواجه صعوبة في أخذ كورسات التسويق الالكتروني في قريتي، ولكن مع السعي وسؤال أهل الخبرة تمكنت من أخذها.
وقد كان ذلك الأمر يسبب لي صداع من التفكير حيث أخذ كورس خارج القرية يحتم علي السفر لأسابيع في مدينة مجاورة. وهنا فادني ذلك الخاطر السئ في السعي لإيجاد حلول ونجحت في نهاية المطاف.
تحقيق النجاحات ولكنها تتطلب أن تكون ذو نفسية منافسة وليست انهزامية
النفسية المنافسة الساعية هي التي تتمكن من تجاوز المصاعب والخروج من المآزق صدقت في وصفك هذا.
وقد تستغل التجارب الصعبة كدافع للتغيير المباشر من خلال السعي في كل الطرق للتخلص منها
البحث عن الطرق للخروج من المشكلة يمكنه أن يشكل لك معرفة وأدوات تساعدك طول رحلة الحياة وتغير طريقة تعاملك مع المشاكل بطريقة فيها نوع من الخبرة والاحترافية.
يمكن استغلال التجارب الصعبة من خلال:
-فهم سبب حدوثها وما هو الدرس الذي يجب تعلمها، فالأحداث في حياتنا ليست عبثية بل تأتي لتعلمنا ما ينقصنا، وما نفتقر إليه. وعندما لا نفهم الدرس منها ولا نجري التغيير اللازم، ستتكرر هذه التجارب وتجر المزيد من الحزن منها.
-عدم الوقوع ضحية للندم. ففي الكثير من الأحيان يحمل الأشخاص أنفسهم مسؤولية الحدث السيئ ويستمرون بجلد أنفسهم بشكل مبالغ فيه. فالشعور بالمسؤولية أمر ضروري، والقليل من الندم مفيد كي نتعلم، ولكن الندم المستمر يعرقل تطورنا ويجعلنا ندور في حلقة مفرغة من جلد الذات الغير مجدي.
-تقبل حجم الألم ومصارحة النفس بكمية الحزن التي نشعر بها ونعاهد أنفسنا على فعل المستحيل كي لا نعود إلى هذا الشعور، هنا نستعمل الحزن كمحفز لننتقل إلى حال أفضل.
تقبل حجم الألم ومصارحة النفس بكمية الحزن التي نشعر بها ونعاهد أنفسنا على فعل المستحيل كي لا نعود إلى هذا الشعور، هنا نستعمل الحزن كمحفز لننتقل إلى حال أفضل.
التقبل يعتبر نصف العلاج، الشخص الذي لا يستطيع تقبل الأمور التي تقع له تصبح الحلول غير ظاهرة له ويعيش في دور الضحية أو دوامة التأنيب، لكن عند التقبل واعتبار كل المراحل التي نمر عليها ضرورية في تطورنا يسهل علينا تجاوز الأمر.
سؤالك هذا يعكس ما امر به يا مريم، في هذه الفترة امر بمرحلة صعبة في حياتي الدراسية ولمدة 7 اشهر من الاصرار على اصلاح المشاكل التقنية التي امر فيها في الدراسة، الا انه اليوم لم اصل الى حل.
ولكن ما تعلمت في هذه المرحلة اكسبني مناعة قوية في التصدي للمشاكل التي ستأتي في المستقبل.
ومن ناحية أخرى، كلما تعرض الانسان للمشاكل يختبر فيها نفسه وصلته بربه ويقينه الكلي بأن لن يحدث الا ما جعله رب الخلق، لانه في النهاية نحن نسير بإتجاه اقدارنا يا مريم.
لذلك يمكن ان نستغل الفترات الصعبة لصالحنا:
- اولا قبل كل شئ لابد ان نتقبل الازمة التي نمر بها، ان نعيش ذلك الضعف في وقته بدون تأجيل ذلك الالم والحزن.
- الايمان القوي بالله عز وجل هو من يقوي ثقتنا في هذه النفس، لذلك الجانب الروحاني والديني من الامور لابد الاهتمام بها.
- تشريح المشكلة التي وقعنا فيها وفهم الدقيق لاسبابها.
- محاولة بناء شبكة علاقات جديدة التي تخدم مصالحنا من اجل تخطي هذه الفترة.
سؤالي كيف لي أن أستغل تجربة صعبة في حياتي حتى أتألق وأنجح وأتطور وليس العكس
لا اعتبر أن كلمة استغلال مناسبة فالتجربة السيئة بحد ذاتها ليست فرصة لتستغل. وإنما المشاعر التي تصاحبها هي ما يمكنها أن تدفعني لاتخاذ قرار مؤثر فلو تعثرت في الجامعة؛ يمكنني أن أتخذ قرارًا بتجاوز الأزمة وأتساءل عن الأسبب وأحدد مواطن تقصيري.. ثم أضع وهدف ذكي قابل للتنفيذ وأقوم بعمل خطة محكمة لتجاوز هذه الازمة من خلال رأب الصدع الذي يعتريني ومحاولة تكثيف ساعات الدراسة، وزيادة جودة هذه الساعات والابتعاد عن المشتات وكلما كان حجم السعي والجهد المبذول كبيرًا كلما كانت النتائج محفزة وكلما وصلنا لنتائج إيجابية سيكون هذا دافعًا لتحقيق أهدافًا أكبر والإنتقال لمراحل عليا من تنمية الذات وتطويرها.. فالأمر باختصار " قرار" أكون أو لا أكون.
التعليقات