يوميا نسمع قصص الطلاق الكثيرة في السنوات الاخيرة , بسبب اسباب كثيرة , من ضمنها عدم اختيار شريك حياة مناسب
بنظرك ما هي معايير اختيار شريك حياة مناسب ؟
الاخلاق والسمعة الجيدة والمستوى الثقافي والفكري لا اختلاف عليهم، والكل يبحث عنها لكن هنالك معايير أخرى يحب أخذها بعين الاعتبار أيضًا مثل؛
في المقام الأول لا بد أن ننتبه لحقيقة هامة، لعلها أهم أسباب الطلاق في الوقت الحال، فالطلاق أصبح له معدلات مرعبة ترنوا على خمسبن بالمئة في بعض البلاد العربية، وأصبحت محاكم الأسرة غاصة بالمشكلات والقضايا التي تنتهي إما بالخلع أو الطلاق، وبالرغم من أن معظم هذه الحالات التي تنتهي بالخلع أو الطلاق تم زواجها عن حب..لذا فتلك الحقيقة لا بد أن تقال ومختصرها في جملة : "الحب ليس كل شئ"
فالإنبهار والتعلق بالشخص لا يضمن لك حياة كريمة على مستوى المشاعر ولا يضمن لك أنك لن تقرب محاكم الأسرة ويكون الشخص الذي أحببته واتخذته شريكاً غريماً لك. بل الأهم من مشاعر الحب، أن يكون هناك توافق وتكامل وتفاهم على مستوى العقل، فالزواج مشروع لا تتم إدارته بالقلب وحده، فالقلب سمي قلباً لأنه يتقلب بين المشاعر باختلافاتها، لذا فوجود أساس قوي تنبني عليه تلك العلاقة هي ضرورة قصوى وأهمية بالغة لا بد أن تدرك، لذا فالتوافق العقلي أهم من الإنجذاب القلبي في منظومة الزواج.
ومن أهم الأشياء الواجب توافرها في شريك الحياة أن يكون هناك مجالات مشتركة أو اهتمامات تستحوذ على اهتمامكما معاً وهذا يضمن المزيد من التشارك والقرب ويزيد الأواصر إرتباطاً والقلوب تعلقاً.
وكذلك لا بد أن يكون هناك قبولاً وصلحاً على ما يختلف به الشريك عن شريكه، فلن يكون هناك توافق في كل شئ، ولا بد من بعض الإختلافات، لذا تقبل تلك الإختلافات يضمن حياة هادئة بلا صدامات .
أن يكون النقاش بينكما ثرياً وبناءاً، فيه تقبل للآخر دون صراعات، ودون أن يسعى كل شخص أن يثبت للآخر بأنه على حق، وهذا غالباً يظهر في فترة الخطبة.
برأيي، يفتقر الكثير منا إلى الواقعية وفي الكثير من الأحيان نصاب بخيبة أمل من الشريك بسبب سقف توقعاتنا العالي جدا. فعندما نختار شخص ما كشريك، علينا أن نتجنب تقديسه وإعطاء القيمة المبالغ بها خاصة قبل أن نعرفه حق معرفة. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن ندرك أن حالة المتعة والحماس من غير الممكن أن تستمر، لذلك لا يجب أن نتركها تعمينا عن صفات الشريك السلبية، ولا نواسي أنفسنا بأمل تغييرها، ففرص أن يتغير شخص من أجلنا للأبد منعدمة. وناهيك عن ذلك، يجب أن لا تكون معايير اختيارنا سطحية ومبنية فقط على الشكل الخارجي أو الوضع الاجتماعي والمال، فالانسجام والتفاهم والاحترام هي المعايير الأساسية. فلا ترضى بأحد أقل من معاييرك خوفا من أن يفوتك القطار لأن الكثيرين يعلمون منذ البداية أن للشريك سلبيات كثيرة ولكن يغضون النظر خوفا من أن لا يجدوا غيره.
التعليقات