في مشاغل الحياة ودوامتها نتمنى لو نعود في آخر اليوم لنجد من نتحدث معه بكل صراحة، نخبره بما مر على مدار اليوم وعن المواقف السلبية التي تعرضنا لها. وهنا يفضل الكثير من الأشخاص أن يساندهم هذا الشخص ولا يشعرهم بأن لهم يدًا في تلك المواقف، أو أن هناك عيبًا في شخصيتهم يؤثر على حياتهم، بكل بساطة يرغبون في تنفيذ مقولة "من يحبك لن يرى عيوبك". وهناك نوع من الناس يفضلون أن يتناقش معهم هذا الشخص ويخبرهم بعيوبهم وكيف يمكن إصلاحها. فإلى أي الفريقين تفضل الانتماء، هل تفضل ألا يرى صديقك أو قريبك أي عيب فيك، أم العكس؟
هل تفضلون شخصًا يخبركم بعيوبكم، أم آخر لا يراها ولا يحدثكم عنها؟
لا أرى عيبا أن يتم تقديم النصح أو الإنتقاد لي سواء من قريب أو غريب، بل بالعكس الأمر يدفعني لتحسين والعمل الجاد، ولكن ما أعيبه صراحة هو الطريقة التي يتم فيها إخباري بالعيب الذي أملكه أو المكان التي يقال فيها، فكما يقال في المثل" النصيحة أمام الملأ فضيحة".
لذلك من الأمور التي لابد اخذها بعين الإعتبار اثناء تقديم النصح:
- إختيار التوقيت المناسب.
- توفير المكان الملائم للحديث.
- أسلوب التحدث ولغة الجسد.
فإلى أي الفريقين تفضل الانتماء، هل تفضل ألا يرى صديقك أو قريبك أي عيب فيك، أم العكس؟
يتعلق الأمر أكثر بالصلة التي تربطني مع ذلك الصديق، مثلا لو كانت علاقة صداقة في إطار العمل في بالتأكيد لا أريده أن يرى عيوبي الشخصية حتى لا يستخدمها ضدي، ولكن إذا كانت العلاقة مع صديق في إطار الحياة الإجتماعية فأفضل أن أكون عفوية بدون تكلف في إظهار الجانب المضئ دائما.
دائما ما أمازح أصدقائي وأخبرهم برغبتي في اكتشاف أحاديثهم وأحاديث الناس عني وهم يغتابونني بعيدا, أظنها الطريقة المثلى لمعرفة عيوبي بشكل أفضل, لأنه حتى الانتقاد المباشر قد يتوخى فيه المخاطب حدود اللباقة مما يحول دون وصول فكرة الانتقاد وإدراك مدى سوء العيوب في خضم حرص المخاطب على تنميق الكلام, لكن أثناء الغيبة فإن الإنسان يركن للراحة ويتحدث بعفوية مادام يتحدث عن شخص آخر غير موجود خصوصا وأن الحاضرين ينصتون له باهتمام مع كوب من الشاي.
هذه رغبتي الشخصية ولا أقصد أنها الطريقة المثلى في التواصل مع الآخرين, بالتأكيد لا أشجع الغيبة ولكنها لا تسوؤني.
أتفهم وجهة نظرك المثيرة للتفكير يا جواد. لكن بالنسبة إليّ في هذا الصدد، فإن العديد من الأشخاص قد لا يرغبون في ذلك، حيث أن حديث الآخرين عنّا في غيابنا هو شيء معقّد للغاية، ولا أستطيع التفكير حتى في كيفية تحمّل ذلك، ففي الغالب يكون الموضوع لا يصلح لأن يصرّحوا به أمامنا لأنه يمثّل وجهة نظرهم الحقيقية عنا، والتي تصبح صعبة التأثير والتحمّل بالتأكيد للعديد من الأشخاص. لكن دعني أوضّح أن الشجاعة في هذا الصدد فعلًا شيء مبهر، وهي الفكرة التي سمعتُ كلمة عنها لـبروس لي ذات مرة، حيث قال:
تحلّ بالشجاعة أمام أن تكون مكروهًا.
ففي الغالب يكون الموضوع لا يصلح لأن يصرّحوا به أمامنا لأنه يمثّل وجهة نظرهم الحقيقية عنا، والتي تصبح صعبة التأثير والتحمّل بالتأكيد للعديد من الأشخاص.
من وجهة نظري إن معرفة الإنسان لما يضمره من حوله ستكون أسوء ما يحدث له طوال عمره، وقد قامت على هذه الفكرة بعض الروايات والأعمال السينمائية مثل فيلم "What Men Want" والتي اعتمدت على طرح فكرة معرفة ما يفكر به الآخرون وكيف ينظرون إليك. إن حدث ذلك فسيؤدي لإصابة الناس بالجنون، ولذا من فضل الله علينا أننا لا نعرف ما يخبئه لنا باقي البشر.
التعليقات