مع هذا الانفتاح العالمي، باتت الأشياء الأساسية في الحياة غير كافية، حيث أن كثير من المكملات أو الأمور الثانوية يعدها الناس مهمة جداً ولا يمكن العيش بدونها فهل تعتقدون أن مفهوم الشخص الغني والشخص الفقير اختلف عما كان عليه في السابق؟؟
هل اختلف مفهوم الشخص الغني والشخص الفقير عما كان عليه في السابق؟؟
فهل تعتقدون أن مفهوم الشخص الغني والشخص الفقير اختلف عما كان عليه في السابق؟؟
نعم.. ولا أحب تسمية هذه الأمور بالكماليات بل أصبحت نوعا ما ضروريات.
منذ عقود كان الرجل الذي يملك تلفازا غنيا، حتى أنه لم يكن موجودا إلا لدى الأعيان والعُمَد وذوي الشأن، والهاتف كذلك، وكل الأجهزة الكهربائية والحديثة؛ ومنذ سنين ليست بالبعيدة كان امتلاك جهاز حاسوب يعد ترفا أما الآن فأصبح من ضمن الأساسيات.
هذه التقدم يصنع فارقا كبيرا بين الغني والفقير، قديما كان امتلاك هذه الأشياء علامة على الغنى، أما الآن فلم يعد الأمر كذلك وليس من الضروري أن يكون امتلاكها غنى إذ أصبح هناك حاجة ماسة لها.
فأصبحت الأعمال تعتمد اعتمادا كبيرا على الحاسوب والهاتف والشبكة العنكبوتية حتى تلك التي تدر ربحا صغيرا أصبح من الضروري وجود هذه الأشياء لها، وهناك أعمال لا تكون إلا عن طريقها.
أعتقد أن الأمور التكنولوجية باتت ضرورة كذلك نظرًا للزمن الذي تعيش فيه.
لكن ألا ترى أن هناك الكثير من الأمور التي كانت تعد كماليات واليوم الناس تركض خلفها كأنها أساسيات؟
مثل الطعام الجاهز، و ماركات الملابس، وإصدارات الهواتف، وغيرها من الأمور التي يكون كثير من الأشخاص على استعداد للاقتراض من أجلها
لي وجهة نظر خاصة بموضوع إصدارات الهواتف والأشياء التي تعد من هذا القبيل: وهي أن أصبح الغرض من الإنتاج هو الاستهلاك لا البحث عن الفائدة، وكثيرا ما ضربت المثل بالهواتف المحمولة وجرينا إلى اقتناء كل جديد وحديث حتى لو كنا نملك هاتفا مناسبا.
وبالنسبة للأمثلة الأخرى المذكورة فإنها تدخل من باب التباهي والتفاخر الذي لا فائدة منه.
نحن نحتاج الآن الهاتف المحمول ويعد ضرورة بالفعل نظرا للانفتاح العالمي في كل شئ بما فيه العمل والاتصالات، لكن ليس من الضروري أبدا أن نمتلك هاتفا بمبالغ ضخمة، ونحتاج بالتأكيد إلى ما يستر أجسادنا ويجعل هيئتنا حسنة لكننا لا نحتاج أبدا إلى ملابس تكون بمرتب شهر كامل لبعض الموظفين.
أشياء كثيرة من هذه الكماليات أصبحت ضرورية، لكن لا ينبغي أبدا أن تكون بأغلى الأثمان.
بالتأكيد يا زينة، فالعديد من جوانب الحياة ومتطلّباتها قد اختلفت، وبالتالي أصبح على العديد من الأشخاص بغض النظر عن ظروفهم المالية والاجتماعية أن يمتلكوا مجموعة من الممتلكات التقنية على سبيل المثال التي لا تتماشي أسعارها مع ظروفهم. وهذه هي المشكلة الرئيسية التي تعاني منها الطبقة المستهلكة، مشكلة الإقناع بالحاجة، فالعديد من عناصر هذه الطبقة يقعون تحت تأثير السوق العالمي الذي يدفعهم إلى الاقتناع بحاجتهم إلى مظهر اجتماعي معيّن. لكن من وجهة نظر اقتصادية فردية، فالأمر ليس إلّا مجرّد عرقلة عن تحقيقهم للمزيد من الأرباح والمدخرات التي كان من الممكن أن تنقلهم إلى مرحلة أكثر تطوّرًا.
هذا ما أرمي إليه يا علي، ففي كثير من الأحيان أنجر لشراء منتجات لأن جميع الفتيات من حولي يقتنونها وجميع المؤثرات يتحدثن عنها، وقد مررت بفترة رغم كل ما كنت أجنيه إلا أنني لم أكن قادرة على الادخار أو تطوير نفسي مثل أخذ دورة أو شيء من هذا القبيل، لكن بعد مدة أدركت خطورة ما أنجر له وبدأت بعقلنة مصروفاتي وترتيب أولوياتي والأمر تحسن كثيرًا عن السابق ، لكن الكثير من الأشخاص لا يملكون القدرة على ضبط الذات وعدم الشعور بالحاجة عند مشاهدة الإعلانات
فهل تعتقدون أن مفهوم الشخص الغني والشخص الفقير اختلف عما كان عليه في السابق؟؟
مع التطور التكنولوجي وخاصة مع موجة مشاركة مشتريات والروتينيات، هذه الموجة التي ظهرت في السنين الأخيرة غيرت مفهوم نوعية الحياة ككل، أصبح أبناؤنا وإخوتنا يقارنون ما يملكون مع ما يتم استعراضه من طرف هؤلاء ويطلقون على أنفسهم الفراء والآخرين المستعرضين الذين في أغلب الأحيان لا يملكون ما يستعرضونه بأنهم أغنياء ويحاولون الوصول لما وصلوا إليه وحتى تقليدهم فيما يملكون.
أصبحنا نقتني الأشياء الملابس والهواتف ليس لحاجتنا بها وإنما فقط لأننا نريد ذلك أو نريد أن نكون على الموضة والتريند، ابتعدنا عن صلب الأمور واعتنينا بالقشور فالعلم أصبح للتباهي والشهادات والملابس التي كانت المفروض الغرض منها الستر أصبحت فقط للموضة.
ربما نعم او لا ولكن السؤال ما هو المعيار الذي نقيس به الغنى والفقر فهل الغني غني المال او الشهرة او السلطان او القوة او القبيلة او ماذا.
ويبقى ان نقول لا يهم ان تكون غنيا او غيره اهم شيء الشعور بالسعادة والراحة والشعور بالامان.
وبمجرد الشعور بذلك سوف تصل الى الحكمة و السعادة.
بالمناسبة اخت زينا لا اعلم ان كنت اطلعت على هذه الرواية القصيرة
تم تناول الرواية في اكثر من عمل متلفز.
يختلف الامر تبعا للوعي الذاتي لدى الافراد ومستوى الوعي العام في المجتمع، وكون المجتمع تابعا ومتلقيا أم منتجا ومثمراً. وفي الغالب بعالمنا العربي وكوننا متلقين غير منتجين فانه تستهوينا الرغبات اكثر من الاحتياجات، وننجذب للمكملات على اعتبارها سمة من سمات الشخصية المقتدرة وعلامة من علامات الثراء او الغني او الاستقرار الاقتصادي.
وبعد أن كان شراء قطعة ارض وزراعتها وحصادها هو سمة من سمات الاغنياء، تحول الامر ليصبح بيع قطعة الارض وشراء سيادية موديلها العام نفسه وجهاز ذكي والعاب رياضية رقمية حديثة وغالية وتزيين غرفة بها جانب مفتوح من البيت، هو نوع من اظهار الثراء والاقتدار.
تغير ت القناعات وبالتالي تغيرت المفاهيم وبدأ السلوك مختلفا عما سبق. وعكس هذا على اختلاف مفهوم الشخص الغني والشخص الفقير.
وبقي الشخص الفقير يبحث عن مستوى تعليم مرتفع وعمل يسد به الرمق ووجبة طعام يسعد بها اسرته وعلاقات صداقة بفتخر بها.
قديما كان الشخص الفقير هو الذي لا يملك قوت يومه، قد يبيت جوعا على الخبز والماء فقط ولا يتسلط على أحد، والشخص الغني هو من جيبه مملوء بالمال، ولكن في إعتقادي اليوم إختلف كل شئ مع التكنولوجيا الرقمية، مع الإنفتاح الموجود وأصبح كل شئ متاح بالطريقة التي تجعل الحرام حلالا جائزا، أصبح الشخص الفقير هو فقير الأخلاق، والشخص الغني هو من يكون يمتلك أخلاقا سوية ومحترم.
أما عن نفسي فأعتبر الشخص الفقير الذي يتوفر بين يديه الكثير من الوسائل الممكن أن يطور بها ذاته علميا وثقافيا لكن لا يتقدم خطوة الى الأمام في إنتظار أن يتصدق عليه بالمعرفة والمال.
ببساطة لأن الأجهزة التكنولوجية عند اختراعها يقتنيها فقط الأغنياء ثم مع تطويرها وتحسينها وتخفيض تكلفتها مع الوقت تصبح في متناول الجميع وهذا ما حدث مع الحاسوب ومع التلفاز ومع ...
أما غيرها من الأمور فلم تختلف, على سبيل المثال مازال من يمتلك بيتا كبيرا يعتبر غنيا وهذا الأمر لم يختلف منذ العصر الحجري.
الشخص الغني هو الذي يمتلك الكثير من المال والممتلكات والفقير هو العكس وهذه قاعدة لاتتغير مع الزمن, لأن كلا الجانبين يتطوران بمعنى, الأن في القرن 18 مثلا الغني هو من يمتلك تلفاز بالأبيض والأسود وهاتف ثابت والفقير يمتلك بيت متواضع وليس لديه كل هذه الأشياء, الآن في عصرنا مثلا حتى الفقير يستطيع شراء تلفاز وهاتف ثابت لكن في الجهة الآخرى الغني تطور وأصبح يشتري تلفاز ملون حجمه بنصف الغرفة وهاتف متنقل آخر طراز بأحدث التقنيات وأصبح بيته الواسع فيلا وهكذا.
التعليقات