من خلال خبراتكم أي المبدئين على صواب، لنتجنب الصدمات بالعلاقات، أو سوء التقدير بالعلاقات؟
أيهما الأفضل، افتراض حسن النية مع كل الناس حتى يثبت العكس، أم افتراض سوء النية حتى يثبت العكس؟
اتباع استراتيجية افتراض سوء النية حتى يتبث العكس في التعامل مع الآخرين قد يدل على اضطراب نفسي, الشخصية الارتيابية أو البارانويا مثلا.
هناك فرق بين عدم الثقة وحماية المصالح وبين افتراض سوء النية, نحن لا نثق بسلوكات بعضنا البعض المستقبلية ولا حتى بسلوكاتنا الشخصية مستقبلا, لهذا توجد العقود في معاملاتنا حتى الاجتماعية منها بين أفراد الأسرة الواحدة, كالشروط بعقود الزواج وعقود الكراء والديون (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ) وعقود العمل والمعاملات التجارية وهلم جرا...عظمت أم صغرت ( وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ).
من الطبيعي أن لا نثق بسلوكات بعضنا البعض لأننا لا نعلم ما يدور بخلد من لا نعرف ولا ما قد يحدث للشخص مستقبلا من ظروف قد تؤدي لتغيير تفكيره وسلوكه بالنسبة لمن نعرفهم تمام المعرفة, وهذه تعد واقعية تختلف تمام الاختلاف عن ثنائية سوء النية أو حسن النية, هو وضع محايد إن صح التعبير.
كان لي صديق بقول الكل سيئون حتى يثبتوا لي العكس، وكثيرا ما كنا نتجادل بهذا الخصوص، وبينما اتبع أنا مبدأ أن الكل جيدين حتى يثبتوا العكس، وجدت أنه لم يُصدم بعلاقته بقدري، رغم أني لا ابالغ بالثقة، حتى ظننت أنه على صواب.
عدم حدوث صدمات بحياته لا يعني أنه على صواب وأنت على خطأ, فمن الطبيعي أن يُصدم أي منا بعلاقاته, ومن الطبيعي أيضا أن نَصدِم نحن ذات أنفسنا البعض الآخر, لأن الناس تتغير وتتبدل أفكارها وسلوكاتها مع مرور الزمن, ونقتنع بصواب تصرف ما هو بالنسبة للطرف الآخر تصرف صادم... أما افتراض أن الكل سيء حتى يتبثوا العكس فهذا سيدفعنا لطرح سؤال متى؟ متى صديقك هذا يثق بهم؟ أقصد كيف "اتباث العكس" بالنسبة له؟
لا أظن أن عدم إصابة المرء بالصدمة في حياته من الآخرين يعد أمرا طبيعيا, لأن الطبيعي هو أن نُصدم في حياتنا, هذا مثل قول أن لي صديقا لا يحزن من الأحداث التي تحزنني أو لا يغضب من المواقف التي تغضبني, فهذا لا يعني أنني شخص سوداوي و عدواني بل لربما صديقي يعاني خللا يجعله لا يحزن أو لا يغضب كبقية البشر.
فهذا سيدفعنا لطرح سؤال متى؟ متى صديقك هذا يثق بهم؟ أقصد كيف "اتباث العكس" بالنسبة له؟
يبدأ بمنحهم الثقة بالتدريج نتيجة المواقف، عندما يساندوه بأزماته، يوفون بوعودهم، يقفون بجواره، كل هذا بمواقف وليس فقط كلاميا.
لا أظن أن عدم إصابة المرء بالصدمة في حياته من الآخرين يعد أمرا طبيعيا, لأن الطبيعي هو أن نُصدم في حياتن
بالتأكيد، كلامك صحيح لذا قولت أنه تعرض بمعدل أقل مقارنة بي
أيهما الأفضل، افتراض حسن النية مع كل الناس حتى يثبت العكس، أم افتراض سوء النية حتى يثبت العكس؟
من خلال خبراتي وخلفيتي التعليمية الشرعية ارى أنه في جميع المعاملات الإنسانية المختلفة سوى المعاملات المالية يفترض حسن النية مع كل الناس حتى يثبت العكس بشرط عدم الإهمال والاستسلام التام، ومع الاحتراس أيضا.
أما فيما يتعلق بالمعاملات المالية، ويدخل فيها أيضا إقراض أحد شيئا ذا قيمة ماظية لاستعماله، كأن تعطي احدا هاتفك ليتصل بآخر، يفترض سوء الظن أولاً حتى يثبت العكس، فيؤخذ على مقترض المال مثلا كتابا يفيد بقيمة ما اقترضه.
وعند الإشهاد يفترض التثبت لا سوء الظن ولا حسنه، ما لم يكن الشاهد متهما في أمانته.
الله عز وجل قال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات : 12]
طبعا هذا افضل . حسن النية مع كل الناس حتى يثبت العكس
فإذا احسنت ظنك بالناس تجد من ذالك حسن الخلق من نفسك وايضا تجد منهم سوء الخلق فتعرف
واذا افترضنا سوء النية حتى يثبت العكس
فإذا ظننا السوء النية بالناس تجد من ذالك سوء الخلق من نفسك وايضا تجد منهم حسن الخلق فتعرف
عباس العقاد . . . احسن الظن بالناس كأنهم كلهم خير ... واعتمد على نفسك كأنه لا خير في الناس
لتجنب الصدمات بالعلاقات، أو الإصطدام بواقعٍ قاسي بعد الوعود والكثير من الوقت، عليك ألا تتجاهل التفاصيل أبدا، فكل شئ يبدو من أول العلاقة، على الرغم من أن البدايات جميلة ومبهرة بل وتميل إلى المثالية، إلا أن مخابئ الشخصيات تظهر في أقل التفاصيل وأصغرها، فعليك أن تنتبه لها ولا تمر عليها مرور الكرام، فإن لها دلالاتها قد تضرك فيما بعد إن لم تتصرف بناءاً على اقتناعك بها.
فأحسن النية إن وجدت أقل فعل صادق لطيف، وهذا لتعطي للشخص حقه، فلا يصح أن تشك بأفعاله وتفترض أنها كذب وتمثيل رغم ما يسديه إليك من خيرٍ ومعروف.
وافترض سوء النية إن وجدت فعلاً يستدعي منك ذلك، وهذا لتقي نفسك من الصدمات التي تأتي من الشخص غير المتوقع.
وأود أن أخبرك، أن الصدمات التي غالباً ما تكون بعد فترة البدايات العظيمة، ليس معناها أن الشخص الذي فارقك سئ، فلو نظرنا تلك النظرة للأمر لوجدنا "غالبا" أنك بالنسبة إليه الشخص الأسوء.
بل تعامل مع تلك الفترات التي تقضيها مع أناس قد رحلوا على أنها دروس من الحياة وليست مؤامرات تمت حياكتها ضدك.
من خلال خبرتي المتواضعة في التعامل مع الاشخاص، يمكنني القول أن افتراض حسن النيه مع الحرص هو الطريق الافضل حتى لا تتعرض للصدمات
فالكل جيدون حتى يتم إثبات العكس، ودائما اجعل نفسك في موضع الشخص الآخر، فأنت لا تريد أن يتم افتراض سوء النية بك، ولا تخوينك طوال الوقت حتى تثبت العكس، فالأمر حقا مرهق أن تقوم بأفعال تثبت انك دائما حسن النية.
وحتى إن قام أحدهم بخطأ فالتمس له العذر، فأنت لا تدري ما السبب وقم بسؤاله عن الاسباب واجعل دائما حسن الظن اولا حتى يثبت العكس بعد عدة مواقف تستدعي حقا أن تسحب الثقة من هذا الشخص.
لذلك فمن وجهة نظري، الظن السوء مرهق نفسيا عن حسن الظن، ففي حسن الظن راحة بال ما بعدها راحة. وفي سوء الظن انشغال العقل والمشاعر وارهاقها في ظنون قد تكون من نسج الخيال
تقبل تحياتي
إن سؤالك إجابته واضحة ، وإني لأستشهد بأفضل الكلام :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) سورة الحجرات .
وقال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) سورة الحجرات .
واستشهد بقول بكر بن عبد الله المزني فلهو مقولة أحببتها وهي : "إياك من الكلام ما إن أصبت فيه لم تؤجر، وإن أخطأت فيه أثمت، وهو سوء الظن بأخيك "
فحسن النية تنبع عن أخلاقٍ رفيعة ، وهي الواجب التحلي فيها في جميع الحالات ما لم تتبين عكس ذلك ، فلو أحسن جميع الناس ببعضهم البعض ، فستنحل أغلب الخصومات وتختفي من بكرت أبيها.
أحسن النية والظن بالآخرين دائماً ، والتمس الأعذار كما قال إخواني في التعليقات وما أشادوا إليه في بعض الحالات كالتجارة.
هل تحسن الظن بي أنا ؟
لا أستطيع أن أخفي اختلافي معكِ يا وردة، فأنا أجد التعامل مع الأشخاص من هذا المنطلق له ضرر وتأثير سلبي كبير وغير مسبوق على حيواتنا. يتمثّل هذا التأثير في صياغة واحدة فقط، وهي التعامل مع الآخرين بالطريقة التي تناسبهم، ولا تناسب السياق الإنساني الذي يوفّر لنا أشخاصًا قريبين.
فإذا كنت تسعين إلى التعامل مع الأشخاص بافتراض سوء النيّة حتى يثبت العكس، فإن الأمر ببساطة سينتهي قبل أن يثبت العكس مع كل الأشخاص تقريبًا، فقبل إثبات حسن النية، ستكون العلاقة بينك وبين الشخص -أيًّا كانت نيّته- قد تم تدميرها.
التعليقات