البعض يفترض بأن الشخص إن كان جميلًا يعني أنه ذكيًا، وإن كان فقيرًا يعني أنه كسولًا، وإن غضب في وجهههم يعني أنه شخص عنيد وهنا تجد هؤلاء الاشخاص يفترضون افتراضات خاطئة نتيجة تحيازتهم.
مثلًا أنا وقعت ضحية لهذه الافتراض، اذ ظن البعض أنني شخص أناني وجشع ولا يتمتع بالطيبة بتاتًا حسب رأي الاخرين وهذا غير واقعي تماما.
لذا شاركونا بالافتراضات الخاطئة التي وجهت لكم سواء في حياتكم الخاصة أو في العمل أو في المدرسة آنذاك؟
أعمل في مهنة الكتابة منذ ثلاثة سنوات وقبل ذلك كنت أعمل في مجال الكتب أيضاً لسبع سنوات، كنت أدير مشروعي الخاص في دمشق، حيث كان لدي مكتبة إلكترونية لتوزيع الكتب الورقية مع خدمة التوصيل والتي كانت جديدة في المدينة، مع تلك المهن يعتقد الكثيرين من محيطي بأنني شخصية عاطفية جداً ومثقفة إلى أبعد حد ممكن، أنني شخصية هادئة ومتزنة جداً، تعرف ما لها وما عليها، أي وُسمت بالطابع الثقافي الذي أراه بليداً في بعض الأحيان، يرونني مثقّف أي يجب أن أرتدي ألوان هادئة، بعيداً عن الألوان المبهجة، وأكثر ما يُفترض عنّي وأفاجئ به الجميع أحياناً: أنني شخصية مرحة تحبّ النكات والضحك والأمور الترفيهية والنشاطات الغير مُضجرة، كل هذه الافتراضات بنوها على مهنتي، وأعتقد أنّ 90% من الافتراضات عادةً تُبنى على المهن، وهناك بالمناسبىة أيضاً أشخاص يحبّون أن يدخلوا مهن ما فقط من أجل تحصيل تلك الافتراضات الاجتماعية، ككتابة الأدب مثلاً الذي يُكسِب كلامك عادةً الكثير من المشروعية والصواب والعمق ولو كان غير مبرر بالمرّة.
هذا تحديدا ما يمكن أن نسميه انحيازا . فمن خلال افتراضاتنا الخاصة التي نبنيها على تجاربنا وانطباعاتنا وحتّى مشاعرنا نخطئ كثيرا في إصدار الأحكام حول جميع الأشخاص والقضايا .
ومن ضمن الافتراضات الخاطئة التي وُجهت لي من أحد أصحاب العمل أنّني أكون أحيانا حساسة وغير متقبّلة للنقد, إلاّ أنّ الحقيقة وبكل تجرّد أنّني من أنصار النقد البنّاء الذي يبدأ أوّلا بشكل نقاط إيجابية ثم يليه النقاط التي يجب العمل على تحسينها. ومن هنا فعندما وجّه لي هذا الشخص ملاحظة كان أسلوبه مزعِجا جدا وهو ما أجّج حدّة المشاكل بيني وبينه. فلو تمّ النظر مليّا في سبب ردة فعلي لعرف هذا الشخص نفسه أنّ الفعل هو الذي أجّج ردة الفعل هذه.. وهذا المثال هو عيّنة فقط عن الافتراضات الخاطئة والمبنية على تصوّرات خاطئة وغير موضوعية إذ أنّ طبيعتنا البشرية ميّالة أحيانا بشدّة إلى الانحيازات المتجذرة من ذاتيتنا.
أكثر افتراض خاطيء وجه لي كان اتهامي بالغرور، الكثير على مستوى الحياة الشخصية ومن يتعامل معي لأول مرة يفترض ذلك، لكن بعد فترة تجد نفس الشخص ويقول أن افتراضه بعيد كل البعد عن الحقيقة، ربما لأني من الشخصيات التي تصمت كثيرا ولا تبدي اهتماما في بداية التعارف.
كذلك يقولون أني شخص عملي جدا ولأبعد الحدود ولست عاطفي، وهذا افتراض خاطيء، يعني أتعامل وفقا للمبدأ نفسه ووفقا لنطاقه، فبالعمل أنا عملية جدا وعقلانية، لكن بحياتي الشخصية العاطفة تشغل حيز كبير ومهم.
كنت في البداية أغضب من وصفي بالغرور وهو ليس في، ولكن مع إدراك الأشخاص عكس ذلك من خلال تعاملهم معي أصبحت أضحك إن وجه احدهم هذه الصفة لي.
التعليقات