يقول برنارد شو: “إذا قرأ الغبي الكثير من الكتب الغبية، فإنه سيتحول إلى غبي خطير ومزعج جدًّا لأنه سيصبح غبيًّا واثقًا من نفسه، وهنا تكمن المشكلة"
ما رأيكم بمقولة برناردشو؟
هل هنالك حقاً كتب غبية؟ وكيف يمكن لثقة الغبي الكبيرة بنفسه أن تكون مشكلة؟
هل هنالك حقاً كتب غبية؟
على الرغم من أنني لا أرغب في تصنيف أي اتجاهات فكرية، فإنني لا أستطيع وصف الكتب التي تروّج إلى أفكار تحريضية أو عنيفة إلا بذلك الوصف، فهو أقل ما يمكن أن نقوله حول اتجاهات فكرية بمختلف أنواعها تشجع على العنف بأي صورة كانت أو تشجع على رفض الآخر.
وكيف يمكن لثقة الغبي الكبيرة بنفسه أن تكون مشكلة؟
بالتأكيد تعتبر مشكلة كبيرة، لأن الشخص غير الواعي -حيث أنني لا أفضل لفظة غبي- يمتلك طاقة كبيرة للترويج لهذه الأفكار غير الواعية، مما قد يضع المجتمع تحت طائلة أزمة ثقافية وحضارية كبيرة.
هل هنالك حقاً كتب غبية؟
طبعا، هنالك كتب و بالأخص روايات غبية حقا و مستهلكة لا تسمن و لا تغني من جوع. و هنالك كتب ذات أفكار مشوهة و توصل معاني غير صحيحة أبدا. و لا تزيد إلا من غباء الشخص.
كيف يمكن لثقة الغبي الكبيرة بنفسه أن تكون مشكلة؟
الأغبياء يظنون أنهم أذكياء جدا، و الغبي الواثق من نفسه يكون واثقا من ذكائه و قدراته. أراها مشكلة لأن اعتقاد الشخص بأنه وصل لأعلى مراحل النضج و الوعي يجعله متوقفا مكانه و لا يحاول تطوير نفسه. و هنا بالذات تكمن مشاكل الأغبياء، فهم يعتقون أنفسهم ناضجين و أذكياء و لا يسعون قط للتطوير من أنفسهم. فيبقون حيث هم و يشكلون خطرا على المجتمع بنشر أفكار سلبية و غبية أيضا. الشيء الذي نعتقد أنه كامل لا نسعى لتطويره.
و أكثر من ذلك، الأغبياء و السفهاء لا يمكن أبدا هزيمتهم في النقاش أو حتى مساعدتهم.
لا أتفق معك يا فردوس، الكتب مهما كانت تحمل محتوى رديئ لا يمكن أن نطلق عليه غبية، ربما أي كاتب قبل ترى كلماته النور كان غبيا بمعنى كان يملك محتوى سطحي ورديئ من حين الأفكار والأسلوب ولكن بالممارسة والإطلاع ، لم يعد غبيا، حتى في مجال التعليم لا يوجد شخص ذكي وأخر غبي، يوجد شخص نشيط وأخر كسول، وهذا المصطلح لا أحبذه يا فردوس "الغباء" ، ببساطة لا يستوي الذين يعلمون والذي لا يعلمون وأيضا في مجال التعليم والقراءة مدام الشخص في هذا العالم لابد أن ألا ننعته بالغباءن ومهما كان فهو يحاول من تحسين من نفسه.
ترددت كثيرا قبل أن أصف الكتب بالغبية ، لكن في الأخير كتبتها إجابة على السؤال. قد أتفق معك في عدم وجود كتب غبية بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن هذا لا ينفي وجود كتب ذات محتى سطحي و رديئ حقا عفيفة. و بقراءة هذا النوع فقط من الكتب يصبح قارؤها سطحيا و تنخفض قدرته على التحليل و قد ينخفض مستوى ذكائه أيضا. لكنه يصبح واثقا من نفسه لأنه يعتقد أنه بمجرد قراءته للكتب يصبح مثقفا و ذكيا (متناسيا أن الأهم من كم قرأ هو ماذا قرأ) و هنا يشكل خطرا على المجتمع.
أما عن التعليم فالبفعل، ليس من يحصل على نقاط مرتفعة ذكي في حين أن من يحصل على نقاط منخفضة غبي، إنما الأول مجتهد و الثاني كسول. و أساسا عندنا يسمى الأول مجتهدا و الثاني كسول.
لكن هذا لا ينفي وجود أشخاص أغبياء بالفعل، بطيئي الاستوعاب. بالمقابل أتفق معك في أنه لا يجب نعتهم بالغباء حفاظا على مشاعرهم لكن هذا لا ينفي أنهم أغبياء. هذا رأيي لكن يمكنك محاولة إقناعي أنه ما من شخص غبي فعلا. أقصد أنني لست متعصبة لهذا الرأي و إذا كانت حججك قوية فقد أقتنع بالفعل، المهم أن أعرف إن كان للغباء وجود.
لا، هناك بالفعل كتب غبية ولا تزيد من يقرأها إلا غباء، ولا يطلب مني أحد احترام كل وجهات النظر لأن هناك وجهات نظر لا تستحق الاحترام، لا تطلب مني إحترام وجهة نظرك وهي أصلا تخالف العلم والواقع والأخلاق، ثم تقول لي هذه وجهة نظري احترمها، هذه ليست وجهة نظر هذا غباء محض، لذلك ردا على سؤالك هل هناك كتب غبية نعم هناك كتب غبية بالفعل هذا لا شك فيه.
أما لماذا الغبي الواثق من غبائه يصبح مشكلة ذلك لأنه لن يتقبل أبدا أن يتم تعليمه أو تصحيح أخطائه، هناك نظرية تسمى تأثير داونينج كروجر، وهي تقول أن الثقة تتناسب طرديا مع معدل الغباء، أي أنه كلما زاد غباء الشخص وجهله زادت ثقته في هذا الغباء.
هي تقول أن الثقة تتناسب طرديا مع معدل الغباء، أي أنه كلما زاد غباء الشخص وجهله زادت ثقته في هذا الغباء.
كثيرا ما سمعت بأن الغبي يعتقد نفسه ذكيا في حين أن الذكي بالفعل يشك في ذكائه. لكن ماذا تقصد هنا بزادت ثقته بالغباء؟
أيضا، هل تتفق معي في أن هنالك بالفعل أشخاصا أغبياء، أم تتفق مع عفيفة فيما قالت عن الأغبياء أم أن لك رأيا آخر؟
أي انه كلما زادت معلوماته الغبية زادت ثقته بنفسه وبغبائه، حتى يصل لمرحلة يظن فيها أنه مثقف وهو لا يرى تحت قدميه أصلا، كم مرة رأينا أشخاصا لهم متابعين بالملايين وعندما شاهدنا ما يقولونه قلنا في أنفسنا ما هذا الغباء؟؟
هل تتفق معي في أن هنالك بالفعل أشخاصا أغبياء، أم تتفق مع عفيفة فيما قالت عن الأغبياء أم أن لك رأيا آخر؟
هناك بالفعل أشخاص أغبياء هذا أمر لا شك فيه، والغبي هو من يتوقف عن إعمال عقله او تنقيح أفكاره، هو فقط يصدق ما يقال له بغض النظر عن كونه حقيقة أم لا، هناك أشخاص لديهم كسل من التفكير، وهناك أشخاصا يتبعون أناسا يفكرون عنها، وهناك أشخاص يعيشون في عالم كامل من التفاهة، كل هؤلاء يعدون أغبياء.
أتعلمين يا إيناس، بأن الغبي أحيانا لا يمكن أن نلقي عليه كل اللوم في كمية التفاهات التي ينشرها ويوزها على الساحة، بل الصدى الذي تعرض له، والقبول الجماهيري هو السبب في إستمراره وزيادة في نشر تفاهته، تخيلي معي لو كل غبي تم مصارحته بأخطاءه و تم نقذه ورفض نشر محتواه..هل سيستمر في نشر غباءه مع كل ذلك.
ولعل مع إنتشار مواقع التواصل الإجتماعي وإستخداماتها السلبية قد خلقت لنا مجتمعا غبي يشجع التفاهة ويعمل على مشاركتها بطريقة تجعل المحتوى القيم مهمش وغير ظاهر.
لا أصف الكتب مهما كان مضمونها أنها غبية، ربما تكون رديئة حقا، ولكن مدامت تقدم أفكار أو معلومات فليس من حقنا أن نطلق عليها مفهوم الغباء.
هل هنالك حقاً كتب غبية؟
أنا لا أعرف حقاً، يمكن لأي شخص أن يخبرني ما هي ؟! أو السمات التي تتصف بها لتوصف بهذا الوصف.
ولكن ما أعرفه، هو وجود شخص واثق غبي ينشر غباءه بكل ثقه، فمن الممكن نتيجة لثقته أخذ الناس بكلامه وإعتماده كلام صحيح لا يخلو من خطأ، إن الإنسان يهتم كثيراً بالمظهر الخارجي وطريقة تكلم ووقوف الإنسان الذي يتحدث أمامه، لذا عقليتنا لا تستطيع التمييز بين صدق وكدب ما دام الذي أمامنا واثقاً من نفسه
هل هنالك حقاً كتب غبية؟
في الأونة الاخيرة انتشرت ظاهرة غريبة وهي أن كل من هب ودب يدعو نفسه كاتبًا ويُلقي علينا كل عام كتابًا مليئًا بالتراهات ويعج بالأخطاء النحوية والإملائية؛ لذا فأرى أنه من المطقي أن نطلق على مثل هذه الكتب لفظ (غبية).
كيف يمكن لثقة الغبي الكبيرة بنفسه أن تكون مشكلة؟
هناك مقولة للأديب العبقريّ «مارك توين» نقول: «لا تجادل الحمقى؛ لأنهم سيجرّونك لمستواهم، ومن ثم يهزموك بسبب خبرتهم.» وبخبرتهم أعتقد أنه هنا كان يقصد الحوارات السفيهة، والتي أيضًا ستحول الشخص الواعي إلى مجرد سفيه إذا أصر على إكمال النقاش. فهؤلاء الأشخاص لا يصغون إلا لوجهة نظرهم فقط، ومهما أتينا ببراهين وأدلة وأبحاث والى أخره لن يجدي معهم أي نفع؛ فوجهة النظر تلك تكون بالنسبة لهم مقدسة حتى ولو كانت مستحيلة بالنسبة للعلم والحياة الواقعية.
ما رأيكم بمقولة برناردشو?
أعتقد يا ايناس أن برناردشيو قال قولته وسط مجتمع مهتم جدا بالقراءة. ربما تكلم الأصدقاء و أوجزوا في ردودهم..لكن شخصيا أعتقد أن مشكلتنا في هذا الزمان هي قلة القراءة و القراء و لكم أن تتصفحوا احصائيات الوطن العربي حول معدلات القراء مقارنة مع دول غربية و بالتالي أقول دعوا الناس تقرأ أي شيء في هذا الظرف..كتب طبخ, تفسير أحلام, كتب لكتاب مغمورين لا يهم...دعوا الناس فقط تطبع مع عادة القراءة على كتب ورقية...و نناقش الجودة عندما تتوفر أرضية مجتمع شغوف بالقراءة.
التعليقات