تغيير الوظيفة قرار صعب خاصة عند عدم وجود بدائل، ولكن في بعض الأحيان قد نتخذ مثل هذا القرار لأسباب معينة، فما هي تلك الدوافع التي قد تجعلكم تغيرون وظيفتكم سواء الحالية أو أي وظيفة مستقبلًا؟
متى ينبغي للإنسان أن يفكر في تغيير وظيفته؟
هناك علامات واضحة ضرورية وعلامات غير ضرورية لكنها مفيدة قد أجمعهم هنا:
- عندما لا يعود هناك مجال للتطوير
عندما تعرف كل شيء عن الوظيفة وتكون أفضل شخص في المكان. ما جدوى وجودك؟ خصوصًا إن كان مجالك سريع التطور والتغير.
- عندما تكون بيئة العمل غير صحية
الضغط شيء معتاد في العمل ولكن عندما يكون الأمر مستمرًا يستنفذك يومًا بعد يوم أعتقد أنه حان الوقت لوظيفة أفضل.
- عندما يكون العائد غير مرضٍ
بالطبع يكون هذا الحل الأخير بعد التفاوض ومحاولة زيادة العائد المادي والمعنوي ولكن عندما تتقطع كل السبل فلماذا البقاء؟
- حين الحصول على عرض أفضل ولو كان في شركة أقل
مجالي هندسة الحاسوب ومن خلال متابعة أشخاص في هذا المجال وجدت منهم من يترك الشركات العملاقة مثل جوجل وأمازون ليعمل في شركات نامية بسيطة. يقولون أنه كلما كبرت الشركة كلما قل دورك فيها وصرت ترسًا صغيرًا في الماكينة الكبيرة والعكس بالعكس. حينما تكون هناك تحديات أفضل يكون هناك تطور أفضل.
حين الحصول على عرض أفضل ولو كان في شركة أقل
الانتقال من شركة لأخرى له درجات في التطور الوظيفي وفرص العمل المستقبلية. الطبيعي ان يتطور مجال العمل بالانتقال لتحديات اكبر في شركة اكبر.
الانتقال لشركة أقل قد ينظر له بانه عودة لمنطقة الراحة. الافضل هو الاستمرار باكتساب المهارة لانها الوسيلة المضمونة للحصول على فرص عمل اكبر. ليكن عدم الارتياح هو دافع معزز للمضي قدما بدلا من التراجع للوراء.
أفضل ان اكون عضو في فريق متقن نتعلم من بعضنا البعض بدلا من ان اكون مدير لفريق مبتدئ. الا ان كان مشروعي الخاص.
السؤال الذي يراودني هو التالي: كيف يختلف مدير التسويق في شركة عالمية عن مدير التسويق في شركة ناشئة، كلاهما مدير من حيث المسمى الوظيفي. هنالك فخ الوقوع في المسميات الوظيفية. المسمى الوظيفي له حلاوة ورغبة باعتباره يعزز المكانة الاجتماعية. افضل ان لا يكون هدفا بعينه ولكن ان يكون وسيله لممارسة مهام اكبر استحقها بجدارة. مدير فريق من شخصين ليس بكفاءة مدير يشرف على 20 شخص. تحديات العمل مختلقة واسلوب الادارة مختلف.
عندما تعرف كل شيء عن الوظيفة وتكون أفضل شخص في المكان. ما جدوى وجودك؟ خصوصًا إن كان مجالك سريع التطور والتغير.
الحقيقة أنني لا أقتنع بهذا السبب كأحد أسباب ترك الوظيفة، بل إنني أعتقده نوع من السذاجة أن أترك الوظيفة لهذا السبب،في كل الأحوال سأقوم بتطوير مهاراتي بغض النظر عن الوظيفة، ما دامت الشركة تقدر مهاراتي وظيفيا وماديا.
أتذكر أنني قرأت منشورا لأحد الأشخاص ترك العمل في جوجل وذهب ليعمل في أحد الشركات الصغيرة بدعوى أنه يبحث عن فرصة للتطوير، أليست هذه سذاجة.
بالنسبة لي عندما أرى أنني عرفت كل شيء في الوظيفة أو في مجالي سأطلق شركتي الخاصة
أبالنسبة لي عندما أرى أنني عرفت كل شيء في الوظيفة أو في مجالي سأطلق شركتي الخاصة
ألا يعتبر هذا نوعًا من ترك وظيفتك الحالية؟ والبحث عن فرصة أفضل حتى لو كنت أنت خالقها؟ لا يتعارض هذا مع كلامي أبدًا.
أتذكر أنني قرأت منشورا لأحد الأشخاص ترك العمل في جوجل وذهب ليعمل في أحد الشركات الصغيرة بدعوى أنه يبحث عن فرصة للتطوير، أليست هذه سذاجة.
من حقك أن ترى ذلك ومن حقي أن أعارضه. العمل في الشركات الناشئة قد لا يكون مؤثرًا في سيرتك الذاتية لكنه مؤثر بدرجة كبيرة في خبرتك حيث تتحمل قدرًا أكبر من العمل وتواجه تحديات أكثر. وأنا أتحدث هنا عن مجالات تتغير كل يوم مثل المجالات التقنية التي إن لم تتطور فيها بدرجة كافية سُحقت تحت عجلة الإنتاج.
العمل في شركة ناشئة عندما يكون لديك الخبرة الكافية أيضًا سيساعدك على الترقي في المناصب أسرع وربما شراء نصيب من الشركة قد يضمن لك نجاحًا غير مسبوقًا من الناحية المادية.
بالنسبة لي فأنا أرى أنها مخاطرة لأن حلمي أن أصل لهذه الشركات الكبيرة. ولكن من أتحدث عنهم وصلوا حتى صار هذا عاديًا بالنسبة لهم ولو أرادوا العودة لحاولوا من جديد ولكنها مخاطرة يرون قدرتهم عليها بدلًا من أن يظلوا في مكان واحد حتى لو كان اسمًا كبيرًا كهذا.
الحقيقة أنني لا أقتنع بهذا السبب كأحد أسباب ترك الوظيفة، بل إنني أعتقده نوع من السذاجة أن أترك الوظيفة لهذا السبب
لا أقول أن تتركها وتصبح بلا عمل بل أقول أن هذه إحدى العلامات التي تدفعك إلى البدأ في البحث عن وظيفة أخرى تكون أفضل وتكتسب فيها خبرة أكثر والخضوع إلى المسار الطبيعي للوظائف الذي يأخذ أشهرًا بين مقابلات شخصية وتقنية.
نظرتي مبنية على مجال شخصي أمتهنه فهل ترى أن هذه النظرة غير مناسبة لكل المجالات؟
ألا يعتبر هذا نوعًا من ترك وظيفتك الحالية؟ والبحث عن فرصة أفضل حتى لو كنت أنت خالقها؟ لا يتعارض هذا مع كلامي أبدًا.
لا أتحدث عن ترك الوظيفة في حد ذاتها بل عن التطوير، أن أترك وظيفة في جوجل لأعمل في شركة أقل ليس تطويرا بل سقوطا.
وإذا كنت سأعمل في شركة إذا من الأفضل أن أستثمر خبراتي في شركتي الخاصة، أما أن أعمل في شركة ثم أذهب للعمل في شركة أقل فهذا انحدار وليس تطوير
نظرتي مبنية على مجال شخصي أمتهنه فهل ترى أن هذه النظرة غير مناسبة لكل المجالات؟
ما أتحدث عنه هو خبراتي في مجال التقنية، والنماذج التي أتحدث عنها يعملون أيضا في مجال التقنية
- الضغط النفسي أو البدني، وذلك قد واجهته مع وظيفتي الأخيرة، والتي لم يكن لها موعد دوام ثابت، وإنما متغير من الصبح للمساء وأحيانًا بين الأيام وبعضها، وقد أثّر ذلك على صحّتي النفسية والبيولوجية بشكل سلبي للغاية ممّا دفعني باتخاذ القرار بسرعة وبدون أي ندم.
- العائد الشخصي الأكبر.
- التدرّج الوظيفي المضمون، في حالة ما إن كان الانتقال من وظيفة إلى أخرى.
- المشروع الشخصي المضمون له الأولوية على الوظيفة في رأيي.
أغلب أصدقائي الذين اتخذوا هذا القرار كان العامل الأساسي هو عدم الرضا الوظيفي، وبالتالي بدأوا بالبحث عن مجالات تحقق لهم هذا الرضا مع توفر الشغف بذات الوقت، وأحيانا لأنها لا تتوائم مع تطلعاتهم المستقبلية.
والآن الموضوع أصبح أكثر سهولة من خلال تطوير المهارات والتعلم المستمر مع العمل عن بعد ومجالات عمل الحر المختلفة، هذا جعل معدل تغيير الوظيفة أعلى من ذي قبل، وقد تجدين أشخاص لم يعملوا بمجالهم الأساسي من الأساس وبدأو بوظيفة مختلفة تماما عن مجالهم وحققوا نجاحات قيمة.
لم يسبق أن غيرت وظيفتي لكن من الأسباب التي قد أغير وظيفتي بسببها:
- أن لا يتوافق جهدي المبذول مع الراتب
- أن أكون غير مرتاحة ولاسيما إن كان المدير أو حتى العمال يتعاملون بشكل لا أخلاقي.
- أن تكون الوظيفة لا تقدم لي شيء ولا أتعلم منها.
- الضغط وعدم تفهّم صاحب العمل، واتخاذ إجراءات للتخفيف عن العمال، وتوفير بيئة مريحة.
لكن مع العمل الحر أصبحت أتطلع لطرق أخرى سواء لتطوير مهاراتي أو حتى إيجاد وظيفة ترقى لطموحاتي.
الحديث بعيدا عن الواقع سهل جدا، فالبحر الهادئ، يعبره كل البحارة.
إنما قرأت نصا كتبه الدكتور رمزي عبد العزيز، يتحدث فيه عن هوس ريادة الأعمال ، والمشاريع الخاصة، التي ستجعلك تنتثل من موظف عادي إلى شخص يناقش اقتصاد العالم واقتصاد الدول ويتعامل مع انهيار الدول ونهضتها كأنه روتين يومي، وسمى ذلك إباحية ريادة الأعمال.
وتحدث بأمثلة كثيرة عمن تركوا وظائفهم لأعمال خاصة أنهم قضوا وقتا طويلا جدا في وظائف تدر عليهم أرباحا أٌقل بكثير من مشاريعهم التي بدأوها خلال عملهم الوظيفي بشكل جانبي، ومع ذلك حافظوا على الأمان الوظيفي لوقت طويل حتى تأكدوا من أمان المشروع وضمنوا سيره.
قبل أن استقيل من وظيفتي قبل عام وأتفرغ للعمل الحر، بدأ يتبادر على ذهني نفس هذا السؤال، ما أكثر شئ يدفعني لتقديم هذه الإستقالة التي أحملها بين يديً الأن، أتذكر تلك الفترة إستمعت للكثير من الأساتذة عبر النت، البعض منهم قال: عندما تلاحظ بأن لاتضيف شيئا في العمل، والبعض الأخر قال عندما لا يتم إحترامك أو إختراق أحد مبادئك، وأخرون قالوا، عندما تشعر بأنك تقدم مجهود أكبر مما تحصل عليه.
وشخصيا، أقول عندما تشعر بأنك تستحق أكثر، تعبك وجهدك في الدراسة لم يكن لتحظى بهذا التعامل والبيئة المضغوطة والغير مهيئة، هذا الشعور ينبع من الداخل تحس أن شخصا يحدثك، كأنه يقول الأن حان التغيير، وبعد مدة، تجلس مع نفسك كيف ومتى حدث ذلك ومن أين إكتسبت تلك الطاقة والدافع لتغيير، لن تتذكر شئ سوى أنك فعلت ما تستحق لأنك تطمح للأفضل.
التعليقات