هل تؤمن بأن العمل الجماعي يحوّلُ الحلم إلى حقيقة، وأن المنافسة غير السليمة قاتلتة؟

أوافك المقولة الرأي بشكلٍ كاملٍ. أوّلًا، بالنسبة للعمل الجماعي، فإن جميعنا يدرك الفاعلية القصوى التي تتحقّق من خلاله، حيث أن الأمر برمّته يكون مضاعفًا إلى العديد من المستويات التقنية وفي العديد من الجوانب، بأكثر من استراتيجية ذهنية لأكثر من شخصية، وهذا هو مفتاح القوة، أن العديد من العقول تعمل على المشروع، ممّا يخلق العديد من الاحتمالات ومن فرص النجاح.

ثانيًا، بالنسبة للمنافسة، فإن التنافسية في الاتجاه الخاطئ قد تكون بشكل عام ضررًا كبيرًا للمؤسسة، وخير مثال على ذلك ما تعرضتُ له في شركة الخدمات التقنية والدعم الفني عن طريق الهاتف، حيث أنني كنت أعمل داخل فريق، والشركة تتأسس على استراتيجية المجموعات أو الفرق المختلفة، والتي يمتلك كل منها Team leader. قامت سياسة الشركة على المنافسة الشرسة بين قادة الفرق، وعليه فإن ما حدث هو ما دفعهم للتراجع عن هذه الآلية، وهي التنافس بين الفرق، فأصبح كل قائد يهتم لأمر فريقه من جهة، ولا يريد أن يساعد أي موظف مبتدئ من الفرق الأخرى من جهة أخرى. وعليه، فإن التنافسية قد تسببت في العديد من التجارب السيئة للموظفين المبتدئين، مما دفع الشركة لإجبار قادة الفرق والموظفين القدامى على مساعدة الموظفين الجدد أيًا كانت فرقهم.

إذا كان العمل الجماعي يضم مواهب ومهارات إبداعية لن يحوله فقط الى حقيقة وإنما للمثالية والتميز، لأنه مهما كان الفرد يتمتع بمواهب وأفكار إبداعية إلا أنه أحيانا لا يلمح خطأه وقد يصيبه العمى في بعض الأمور، وبالجهد الكبير والضغظ قد يفشل العمل، ولكن العمل الجماعي المليئ بالحماس والتحفيز، والحوار والأفكار الإبداعية سيظهر العمل متميزا.

بالطبع فالإنسان كائن اجتماعي بدوره ولطالما أحتجنا مساعدة من أقاربنا البشر في أبسط العمليات. النشاط الفردي يعتبر نشاطًا حديثًا قليلًا.

ولكن في البداية والنهاية يعتمد الأمر على الفريق الذي تعمل معه جماعيًا فربما يحول حلمك إلى حقيقة وربما يحول حقيقتك إلى أسوأ كوابيسك. لقد عملت في فرق رائعة أفادتني كثيرًا وفرق أخرى تمنيت لو أنني لم أتعرض إليها على الإطلاق.

أما عن المنافسة فهي من الأشياء الجميلة مادام الود موجودًا بها ومادمنا نتمنى الخير للجميع وليس لأنفسنا فقط. والرغبة التنافسية هي من تحفز الإبداع والإبتكار وتدفعنا دومًا نحو الأفضل. ولكن إن كانت المنافسة محكومة بروح غير طيبة وغرضها الانتصار وسحق الآخرين فحسب تحولت إلى جحيم لجميع الأطراف حتى من ينجح فيها.

أؤمن تماما بأن النجاح في طبيعته عمل جماعي، وأنه لا أحد ينجخ بمفرده، حتى إذا نجحت جزئيا فأنت لن تصل لنجاح عظيم بمفردك.

وفي هذا الصدد أقترح على الجميع قراءة كتاب لا تأكل بمفردك، الذي يتناول بشكل مفصل العمل الجماعي وبناء العلاقات العامة وتطويرها وكيفية استخدامها في تكوين فرق العمل، كتاب رائع.

المنافسة غير السليمة يتخللها الحسد، والحسد من أسوأ السمات التي تصيب الإنسان، والتي يتخلق بها، لأنها تحول روح العمل النافع، إلى جهد يهدف إلى قهر الخصوم ، مما يغير وجهة العمل عن الهدف الأسمى وهو الإنجاز ، إلى مجرد هدف مادي سيء النزعة.