هذه المقولة للفيلسوف الألماني هيغل، انتابتني الحيرة أثناء محاولتي البائسة في تفسيرها، لِذا لجأتُ إليكم لتوضيح ما يقصده هيغل من وراء هذه المقولة؟
" كل ما هو عقلاني واقعي وكل ما هو واقعي عقلاني" ما تفسيرك لهذه المقولة؟
مثلك تماما قد أستغرق وقتا في فهم ما يريد الفيلسوف إيصاله، أغلبيتهم أراهم عقلانين ومثالين لا يجارون الواقع ومشاكله، يتحدثون عن ما يجب أن يكون والواقع الذي نحن فيه بعيد كل البعد عن أقاويلهم.
المهم هذه المقولة التي جاء بها الفيلسوف الألماني هيجل حسب تفسيري يقصد كل يتردد على العقل بإمكان وقوعه حقيقة، وكل ما هو موجود على أرض الواقع من ظواهر ومشاكل بإمكان للعقل تفسيره وتحليله....بمعنى كل شئ ينطلق من العقل من افكار وإبداعات بإمكان ملاحظته على الواقع ويعتمد عليه لإعادة تحليله وتفسيره.
لا أدري ماهي الظروف التي قال فيها الفيلسوف هيجل هذه المقولة، والسياق الذي وردت فيه، لكن بما أنّ هيجل فيلسوف ألماني له باع في الفلسفة لابد أنّ جملته أحدثت جدَلا واسعا، وجمعت حولها فلاسفة ومحللين، ليفوزوا بتفسيرها كما، قصد بها صاحبها.
وأنا شخصيًا أعتقد أنّه حين قال:
كل ماهو عقلانيّ واقعيّ، كان يرمي إلى أنّ كل الأفكار العقلانية التي تخطر للانسان يمكنها أن تصبح واقعًا.
وكل ماهو واقعيّ عقلاني، كان يريد بها أنّ كل مانراه في الواقع يمكن للعقل أن يعالجه بطريقة ما.
كان هيجل يرى دائمًا أن المنهج هو الأداة الأولى للكشف عن الحقيقة، وعليه فإن كل ما يتصل بالواقع بالنسبة له كان في إطار محدّد يحتّم على الأشخاص احتكاكهم المستمر بالنقد الواقعي للأفكار. وفي ضوء هذه المقولة، أرى أن هيجل كان يشير إلى أهمية المنهج النقدي العقلاني في ارتباطنا الوثيق بالواقع، حيث يعمل على دحض كل ما هو غير عقلاني داخل الإطار الواقعي، الذي بدوره يطرد خارجه أي شيء غير ممنهج أو غير معقول.
باعتقادي أن هيغل في فلسفته للادارة العامة قد اراد ان يعلو كثيرا في نظريته ومفاهيمه.
الفئة الرئيسية في فكر هيجغل هي فئة الضرورة: كل ما هو حقيقي ضروري ، مما يعني أيضًا أن جميع أحداث التاريخ حدثت بالضرورة - وكل من هذه الأحداث الضرورية يتم الاحتفاظ بها في التقدم الأكثر كمالًا للتاريخ.وهو في نفس الوقت قد ربط العقل بالفعل الحاضر وبما يفسر عدم اعتماده على الماضي. وهنا يمكن أن نفسر كثير من الأحداث التي عبرت في عصره او فيما بعد من خلال الاقتناع بمقولته.
التعليقات