من المعروف أن التمييز بين الموظفين يؤثر على أداءهم وانتاجيتهم في العمل، فهنا تخيّل نفسك بأنك تعمل في بيئة عمل يمارس بها تمييز بين الموظفين وأنت من ضمنهم، ماذا ستفعل؟ اتحفني برأيك؟
ماذا تفعل لو وجدت صاحب العمل يمارس التمييز ضدك في بيئة العمل؟
إذا كان التمييز لا يمس حقوقي المسطورة والمتفق عليها فلا مانع لدي, بمعنى أن رب العمل الشركة شركته يضيف امتيازات لفرد أو بضعة أفراد لأسباب شخصية كقرابة أو صداقة, فيحصل صديقه على أجر أعلى وتحصل زوجته على ساعات عمل مرنة, لا شأن لي بهم فهو صاحب العمل ويمكنه أن يوزع ماله ويدير عمله كما شاء مادام لن يضر بي وبقية الموظفين.
أما إن كان التمييز يمسني أو يمس بقية الموظفين أو يضيف امتيازات للآخرين دون وجه حق, كمدير بقطاع حكومي يمنح مقربيه ساعات عمل مرنة ومكافآت....أو يسيء لبعض الموظفين دون البقية فهنا التدخل يجب أن يكون على هيأة احتجاج منسق فيما بين الموظفين أو اللجوء للصحافة إن كان القطاع حكوميا للضغط عليه أكثر...وإن لم يفلح لا هذا ولاذاك فالعمل على طلب الانتقال إن كان ذلك ممكنا -بالقطاع الحكومي- أو ترك العمل نهائيا في حال لم يجدي شيء نفعا وكان الضرر بالغا.
, لا شأن لي بهم فهو صاحب العمل ويمكنه أن يوزع ماله ويدير عمله كما شاء مادام لن يضر بي وبقية الموظفين.
كيف ذلك؟ هل سترضى بأن صاحب العمل يميز بينك وبين صديقه في الأجر وفي اتباعه للمرونة، ألا تغضب! حتى لو كان لا يمس امتيازاتك، لكن في الحقيقة أنا لو كنت مكانك ستنتابني مشاعر الغيرة والاحباط وربما لن أواصل العمل وأنت تخبرني لا مانع في ذلك!
حدث هذا معي مرتين، أولهما كان تدريب عمل وليس عملًا فعليًا.. وحينها كان التمييز يدور حول تدريب إحدى الطالبات بطريقة خاصة دونًا عن بقيتنا، حتى حينما جاء الجزء العملي في تصنيع الأدوية كانت هي من استخدمت كافة الآلات ونحن نشاهد فقط!
حينها لم يكن أمامي سوى الصبر، لأن فرصة التدريب في مكان كهذا كانت شبه معدومة، لذا حاولت كتم الأمر بداخلي والإستمرار حتى نهاية مدة التدريب، وكنت في بعض الأوقات أكتب ما يؤرقني لصديقتي في رسائلنا الخاصة.
أما تاني مرة فقد كانت في العمل، كان من حق الدكتور أن يأخذ إجازته متى أراد، وتحديدًا يوم الجمعة لأنه رجل ومن حقه ذلك، ولكني أنثى وأكون متفرغة طوال الأسبوع، وليست بمشكلة أن أعمل دون توقف.
كان موقفي حينها حازمًا، إما الإجازة وإما ترك العمل، وبالفعل تركته وحاولوا مرارًا وتكرارًا التواصل معي للعودة، لكن الأمر قد انتهى بالنسبة لي.
بشكل عام الشركة التي تسمح بوجود تمييز بين موظفيها سواء وفق الأداء أو الجنس أو العرق أو العلاقات هي في أسرع طرقها للخسائر الفادحة بالمستقبل. وبالتالي لن أرحب أبدا من أكون متواجدة بهذه البيئات.
ومن خلال تجاربي المختلفة في بيئات العمل المختلفة، لم أتعرض أبدا للتمييز لكن دعني أخبرك أن هذه الإدارة التي ستسمح بذلك لا حل لها سوى تغيير قوانين ولوائح الشركة سواء بالتقييم أو المتابعة، ووضع معايير للترقيات.
فالمدير الذي يتبع أسلوب التمييز إن ذهبت مباشرة وتحدثت معه لن يجدي الأمر شيئا لأن هذا سلوك إداري متجسد بداخله، والحل الفردي من الموظف غير مجدي تماما.
لذا لو فردنا أنه مدير واحد بشركة تتبع النظم والقوانين وتشجب التميز، هنا سألجأ لمدير الموارد البشرية وسأتحدث معه حول الأمر، والمدير الذي بهذه الصورة سيكون حوله لغط وشكاوي كثيرة، وكرد فعل سيتم تنبيهه وبالنهاية إقالته إن لم يستجيب (هذا في بيئات العمل التي تحترم موظفيها)
إذا كان التمييز في إطار شخصي، بمعنى أن يكون المتورّط فيه من المديرين والعاملين بضعة أشخاص، فأنا لستٌ ممّن يفضّلون الصمت، لذا سوف أقدم على الشكوى بشكلٍ مباشرٍ وسوف أصعّد الأمر.
لكن إذا كان التمييز بشكل جماعي، وكان من سمات مكان العمل أن يتم التمييز بين جماعة على حساب أخرى، فأنا أرى أن الحل الوحيد هو المغادرة على الفور، حيث أن صحة بيئة العمل بالنسبة إليّ تعد جزءًا من امتيازات العمل نفسه، مثلها كمثل المقابل المادي والأمان وغيرهما من ضروريات العمل الواجب توافرها في مجتمعنا الحديث.
، فأنا أرى أن الحل الوحيد هو المغادرة على الفور، حيث أن صحة بيئة العمل بالنسبة إليّ تعد جزءًا من امتيازات العمل نفسه،
ولأفترض أنه لايوجد وظيفة أو عمل آخر، غير هذا العمل ماذا ستفعل؟
سأواجه المدير وأحاول حلها بطريقة مهنية ،ولكن إذا لم تكن هناك نتائج إيجابية مثل تبرير أفعالهم أو أشياء لا صلة لها بالمشكلة تمامًا ،فسأتخذ إجراءً ضد صاحب العمل. أريدك أن تفهم أن التمييز شيء لا يجب التسامح معه. إنه يثبط عزيمة الناس حقًا عن فعل ما يجب القيام به ويقلل من الإنتاجية.
إذا ما حصل ذلك أعتقد أني سأبذل ضعف ما أبذله عادة!
إذ سأطالب بساعات عمل إضافية وأقف على الشغل إلى حد المبالغة، ذلك سيقود حتما إلى أن يترسخ العمل لدي من حيث جوانبه كلها، ونتيجته الحتمية أن تكون الحاجة إليّ في إنجاح هذا العمل ضرورية، وبعد ذلك يختلف التصرف حسب درجة التمييز التي فرضت علي بين هل أنتقم عبر التخلي عن العمل بعد أن بينت أنني السر الأساسي في إنجاحه، أو مجرد العفو عما سلف لكن مقابل فرض شروط مواصلة العمل ومن بينها دحض التمييز.
بالفعل لقد تركت عملي الخاص يوم الخميس الماضي لنفس السبب، كانت زميلتي الصغرى في العمل هي ابنة خال مديرتي؛ الحقيقة أن راتبي ونسبتي في العمل كانت الأعلى ولكن كانت هناك بعض الأمور المسيئة والماسة لكرامتي لما أتحملها ودائما هي لصالحها حتى وصلت لسوء المعاملة ولم أتحمل ذلك كثيرا حتى قررت الرحيل، كيف يتم إساءة معاملتي والتمييز ضدي لصالح الأصغر والكرامة ثم علي تقبل ذلك!!
يعتبر التمييز امرًا منفرًا للموظف ولو اتيحت له وظيفة غيرها لاستقال، لكن في ظل الظروف الراهنة وقلة فرص ربما من الافضل لو تحدث الموظف مع صاحب العمل باسلوب لبق وحازم في آن واحد ، و تعريف صاحب العمل بافضل اسلوب يعامل به الموظف والذي في النهاية يصب في مصلحة صاحب العمل لزيادة الانتاجية. ايضا يجب على الموظف تذكر ان مسألة تطوره في مجال العمل ليست حكرا على مديره بل يستطيع هو تطوير وتحسين نفسه لانه هو سيكسب سمعة حسنة وسيرة ذاتية غنية في النهاية وخبرة قوية.
التعليقات