في ماذا تفيد كتابة اليوميات والمذكرات الشخصية؟


التعليقات

استفدت من كتابة اليوميات والمذكرات الشخصية في ترتيب أفكاري، ومراقبة تطوري، وتحديد مساري: أين كنت وأين أنا الآن وإلى أين أتجه، وأيضاً ساعدتني على الامتنان على أشياء وأشخاص في حياتي، وساعدتني على التعلم من أخطائي.

نقطة هامة راقتني، يعني تواكب تطورك، لكن مثلا قلت اليوم استيقطت، خرجت، كتبت، اكلت، ذهبت للجامعة..
أين تتجلى الإجابة على هذه الأسئلة:

دعيني أخبرك يا عفاف أن المذكرات ليست تمامًا أكلت وشربت ونمت!

قد أكتب موقف واحد مررت به في اليوم، موقف مثلا شاهدته، أو موقف جرح مشاعري، أو موقف هزني من العمق.

وقد أكتب معلومة تعلمتها، وأريد أن أحفظها، أو بيت شعر أعجبني، أو مثل قيل أمامي.

وقد أكتب قول أستاذ لي، أضاف لي مشاعر جميلة، وهكذا.

يعني المذكرات تتطور مع الوقت، والناس اليوم تحتفظ بصور ماذا أكلت!

فهل حقًا لا يهم الأكل؟!

أيضًا الأشخاص الذين يهتمون بأكلهم الصحي، من المهم تدوين يومهم مع الأكل، بل هنا يصبح الأمر مهم جدًا.

لكل شخص طريقته في كتابة المذكرات.. ولا يعني أنني سوف أكتب مذكراتي بشكل ممل!

إلا إذا كنت أنا شخص ممل!

في فترة المراهقة قمت بشراء مفكرة جميلة وشرعتُ في كتابة يومياتي، كنت أحاول تقليد إحدى الفنانات في فيلم عربي قديم لا أتذكره حاليًا

كتبتُ في تلك المفكرة أغلب مايجري معي في يومي، ولكن بصيغة بسيطة وجمل متفرقة

ولكن لم أستمر في الأمر، فلم يعجبني أن أجلس في نهاية اليوم لأسترجع كافة الأحداث وأقوم بكتابتها.. وفي النهاية وجدت أن معظم يومياتي متشابهة، روتين عادي جدًا ليس به سوى الدروس والمذاكرة ومقابلة الأصدقاء.

وجدت بعض الصفحات من تلك المفكرة منذ مدة، وكم كنت سعيدة بأنني قمت بكتابتها وغرغرت عيناي بالدموع

ففيها وجدت ذكريات جميلة، وحتى الروتين في تلك الذكريات كان جميلًا.

لم أجد أي محفز للأمر سوى الإحتفاظ بالذكريات، لدي أوراق منذ كان عمري لا يتعدى العشر سنوات، وأحب الإحتفاظ بها

لذا فكتابة الذكريات بالنسبة لي هي لتذكيري بالماضي والحنين إلى أيام قد أنساها يومًا ما.

أما بالنسبة للعلماء وغيرهم فأعتقد أن الغاية تكون تخليد اسمهم وأعمالهم.

عادة لا يكتب العلماء يومياتهم الشخصية، بل يكتب فقط مراحل ما يكتشف عبر الأيام، لهذا هنالك فرق..

قرأت من قبل كتاب عصر العلم للعالم الحاصل على جائزة نوبل "أحمد زويل"

وفيه كتب يومياته بصورة عادية، استماعه لأغاني أم كلثوم، ذهابه للمدرسة، وغير ذلك من يومياته.

هل جربت أن تعيديها مجددا؟

في الوقت الحالي حينما أحب الإحتفاظ بإحدى الذكريات أكتبها في منشور على الفيس بوك وأجعله مخصصًا لي أنا فقط، كي أرى ذلك المنشور كل عام في الذكريات السنوية.

لأنه بالأصل ليس لدينا ثقافة كتابة اليوميات، وإن كتبناها لن نكون صريحين، خوفا من أن يجدها أحد أو يقرأها أحد، مخافة أن تكون مشاعرنا مشكلة لنا.. أم أن هنالك أسبابا غير الخصوصية؟

من الأساس هذا أحد أسباب كتابة المذكرات، وهو الحرية بالتعبير عن النفس سواء بالغضب أو الفرح، فكرة أن يجدها أحد هذه تراجيدية نوعا ما، ما إن أردنا أن نحتفظ عن شيء بعيدا عن الأعين سنفعل، خاصةً أن لا أحد سيلاحقنا.

المذكرات تعطيك مساحة للتعبير، تتمكنين من سطور غضبك كما تريدين، ويمكنك لوم شخص بعينه، المختصر تمنحك مساحة كبيرة للتعبير، وهي وسيلة لتقليل التوتر والغضب، وأيضا ترتيب الأولويات والأفكار.

في الحقيقة أنا من الأشخاص الذين يكتبون مذكراتهم بشكل شبه يومي!

وهذا الأمر كان بسبب تأثري الكبير بمسلسل كرتوني اسمه صاحب الظل الطويل، وقد دأبت منذ كان عمري اثني عشر عاما على الكتابة، باللغة العربية الفصحى.

وقد نصحتني مرشدتي في المدرسة في الصف العاشر أن أكتب قصص قصيرة، وقد كتبت في ذلك الوقت حوالي ثلاثين قصة.

لدي دفاتر عديدة.. وبسبب مذكراتي تعرضت لمشاكل حقيقية في حياتي!

فقد تلصص بعض أفراد عائلتي على ما أكتبه في مذكراتي، بسبب شخصيتي الكتومة جدًا.

وتعرضت لأسئلة كثيرة منهم.. وتوقفت عن الكتابة في وقت معين، وحاولت أن أخفي بعض الكتابات بتمزيقها..

مارست الكتابة بعد زواجي، وبعد إنجابي زادت كتاباتي أكثر وأكثر.

الأمر الغريب هو أنني لم أعد أقرأ ما كتبته من قبل مطلقًا!

ولا أهتم لأن أتذكر الماضي..

وأخيرا الآن أكتب على الملاحظات بشكل دائم، حتى لا يقرأه أحد.

والمثير أنني لاحظت بشكل كبير تغيري في أسلوب الكتابة، وأنني شخصية أهتم بالتفاصيل، بل الكتابة علمتني أشياء كثيرة.

فأنا أهتم جدًا بالنحو، وأحيانًا أكتب عن كتاب قرأته، وأعود لأتذكر رأيي في الكتاب، أو عن ماذا يتحدث، أو معلومة أعجبتني به.

وأخيرًا طورت كتاباتي حيث لم أعد فقط أكتب عن يومي، بل أكتب عن تجاربي الفاشلة والناجحة أيضًا.

الكتابة اليومية لها فوائد عديدة لا يهم أن تكتب بشكل واضح ما مررت به، لكن يمكن أن تضيف هذه الكتابات لك الكثير من الأمور مثل:

  • زيادة الحصيلة اللغوية.
  • الكتابة الإبداعية.
  • تقوية اللغة الفصحى.
  • تذكر الأحداث المهمة.
  • تطور أسلوب الكتابة، واستخدام أساليب جديدة.
  • تنمية الذاكرة.
  • إيجاد وقت للاسترخاء واستعادة المواقف الجميلة.
  • مراجعة النفس وتحسين السلوك الخاطئ.

هذه بعض الفوائد التي شعرت بها، ولكن هل يمكن لي أن أعود وأقرأ قصصي القديمة؟

أنا أخاف فعليا من أن أقرأ أفكاري القديمة!

لا فترة الصغر ولا حتى الكبر لا احب هذه العادة

لا ارى من وجهة نظري ان شيئا ساجنيه منها اجلس وابدأ في الكتابة ذهبت هنا جلست هناك ربما يكون يوما سعيدا فكتب وبما يأتي يوم حزين او سيئ او فقدت احد اعزاء فلن استطيع الكتابة ولا اريد ان الاشياء الحزينة نهيك تن انني سأكتب اشياء اعدها اسرار وقد اكتب عن اشخاص اشياء ان قرؤها انزعجو نهيك عن الهوس الذي قد اعيشه مع هذه المذكرة اين اخبئها ماذا ان وقعت في احد افراد اسرتي لا احب هذا افظل ان تبقى ذكرياتي في داخلي لا اخرجها ابدااا انها اسراري .

أتساءل معكم: هل لديكم تجربة في كتابة هذا الصنف، و في ماذا تفيد كتابة اليوميات والمذكرات الشخصية؟

أعتقد أني حاولت في الماضي كتابة مذكراتي وفشلت؛ فأنا أيضًا عجزت عن إيجاد الفائدة والمتعة في الموضوع.

ولكن هناك شيء شبيه أحب فعله أحيانًا، وهو كتابة خطابات مستقبلية لنفسي، فيوجد موقع اسمه «FutureMe»، وهو يتيح إرسال خطاب لنفسك المستقبلية، فتقوم بكتابته مع تحديد اليوم والسنة التي تريد أن يصلك فيها عبر الإيميل. وأنا أستخدمه عادةً عندما أكون في أحلك لحظات حياتي ويسيطر عليّ شعور سيء يفقدني الأمل في الغد، فأكتب لنفسي حتى أحاول التخفيف من الثقل الذي أشعر به، وأيضًا حتى أتذكر تلك اللحظات عندما أستقبل الخطاب في المستقبل، وحينها أدرك أن كل تلك الأوقات العصيبة التي ظننتها لن تمر قد مرت بالفعل، وها أنا الأن أتذكرها فقط لأنني قد سبق وكتبت لنفسي عنها.

الفائدة يا عفاف لن تلاحضينها بسرعة، اليوميات هدفها الأول هو تدوين اللحظات التي عشتها، وتأكدي لو إلتزمتي بعام كامل أو على الأقل 3 أشهر، وعدت لقراءة ما كتبته، أكثر شئ ستستمتعين.

أيضا أراها المذكرات مفيدة للأشخاص الذي لايجدون أشخاصا يبوحون لما يشعرون به، فالمذكرات هي الملجئ، في هاتفي عندما أكون في الحافلة و يحدث معي موقف غريب، وأريد أن أشاركه مع احد الأشخاص ولا أجد، أكتب في هاتفي ما حدث وما الطريقة الأنسب لتعامل مع لموقف، بعدها اقرأ ما أكتب وأبدأ أفكر في الأمر الى أن أجد حلا.....كتابة ما يخطر في البال أمر ممتع للغاية جربيه عفاف.

منذ الطفولة كنت أستمتع عندما يحين موعد الكتابة في مذكرتي كوني كنت أخصص الفترة الليلية لذلك، والأن عندما أنظر لما كتبت تصيبني هستيريا الضحك، كوني كانت لدي طريقة تفكير مختلفة عن ما أصبحت إليه الأن، وحتى تلك التفاصيل التي لا أتذكرها لكن تلك الأحرف بقيت شاهدة لما عشته، لذلك من المميز أن يمتلك الإنسان مذكرات يومية، ولو تقارئين فقط ما حدث لك في العام الماضي وقمت بكتابته، ستندهشين كونك أصبحت تفكرين بطريقة مختلفة.

اليوم، لم أعد أكتب تلك المذكرات الشخصية، لكن بشئ شبيه لها هو to do list، يمكن ان تدوني ما تردين إنجازه قبل ليلة وفي الليلة الموالية تقيمي نفسك وتضيفي عنصر تصفين يومك في بضعة أسطر حول أهم الأحداث التي حدثت معك، وكيف تنظرين إليها.

قد يشدني كتاب سيرة ذاتية، وأصاب بالذهول من حجم التفاصيل التي يتذكرها الكاتب، وكأنّ دماغه كان يؤرّخ كلّ حدث فلا ينساه!!

بالنسبة لي، قد أستغل موقفاً أو ذكرى واستخدمها كفكرة أو قصة لكنني لا أكون بطلتها أبداً، أكره أن أكون البطلة، وأحبّ الظلّ جداً، لذلك لا أحب أبداً كتابة يومياتي، ولا أجيد كتابة المذكرات الشخصية.


اسأل I/O

اطرح اسئلة مثيرة للتفكير وأجب على استفسارات أعضاء حسوب I/O العامة, بالاضافة إلى بعض الاسئلة المرحة التي تستمتع بها وتساعدك على التعرف على افكار المتابعين. الفكرة مأخوذة من مجتمع AskReddit

4.93 ألف متابع