إن اللهجات هي جزء لا يتجزأ من اللغة... و إنما تلك التي يقال عنها الفصحى لأنها نزلت على قوم مكة و الحجاز و الجاهليين و كل قوم لهم لهجاتهم الخاصة، و التغير في اللهجات آت من الظروف البيئية و الحياة الإجتماعية و عوامل التطور فلا تبقى لغة أو لهجة على حالها قرن أو قرنين من الزمان ، فليس للهجات علاقة بأعداء الإسلام و مخططات و مؤامرات و ما شابه ذلك .. إليك مثلاً اللغة اللاتينية تفرعت إلى الفرنسية و الإنجليزية و الإيطالية و الاسبانية و لكل من هذه أيضا لهجات.. أما اللاتينية فلم يعد لها وجود.
و اللغة الفصحى نسبت إلى قريش و نزل بها القرآن.. و صنفت أنها أفصح لغة و أصفاها نطرا لأنهم كانوا يسكنون جوار البيت العتيق و بعيدين عن غيرهم من الحضارات فأكسبهم هذا سلطة روحية و أدبية للغة.. أما العرب الآخرون كالأزد و و تغلب و غيرهم هؤلاء كانوا مجاورين لغيرهم من الحظارات كالفرس و الهند و مصر و القبط و لذلك تجد اختلاف في لهجاتهم مع أنهم جميعهم عرب!
لذلك ليس هناك عيب و ليس للمرء حياء من أن يتحدث بلهجته لأن اللهجات جزء لا يتجزأ من اللغة و لم تأتي نتيجة تخابر أو مؤامرات إنما هو أمر حتمي نتيجة تطور الزمان و المكان.