من وراء الزجاج أُدخن

أختبئ وراء عاصفة الدُخان

أتلاشى ، أتبدد ، أُنسى من الزمن

أنتشل بقايا ذاتي من الحِمم

مركب الحياة يجري

فاتاني الرحلة!

اللعنة على الأفكار

أخرتني عن رحلتي

 إذن سأحتسي كوب شاي

وأدع قلبي يعزف لحن الناي

بجانب حشد كبير 

لكني لا أسمع أحدً

لا أشعر بأحدٍ

أستمع الى العزف فقط

لحن كئيب صوته رهيب ، فظيع!

توقف أرجوك

جو غريب مقيت مُهيب!

أكره الناي ، وأكره الشاي

السماء تفيض بدمعٍ

تجهش بالبكاء 

بحر في السماء!

لم تعد هناك سماء

توقف أرجوك أيها اللحن، أيها القلب!

بجانبي مسدس يطفو على الماء

هدية من الموت أم عقاب من الحياة؟

يدي ترتعش ٫ سأنهي الأمر

مُتْ أيها القلب ، مُت أيها الناي، مت أيها الشاي

أهلا بالسماء و بالغيوم التي تجري في عناء

أهلا بالأشجار التي ترقص في عياء

أهلا بالنور الذي يخلف الضلام

ووداعا أيها الموت الذي يخلق الحياة

إحمل أغراضك وهاجر من هنا

خذ كلماتك و ألامك وأحزانك

ودعني وحيدا كما كنت في العدم

أتمخض في تُراهات كتاباتي

 فأنا لست بشاعر أو فنان 

قد أكون إنسان

أو مجرد تائه في الوجدان

أعتذر منك أيها المكان

قد أكون عِبئً في بعض الأحيان 

لو كانت لي قدرة ما

لشكلت نفسي حديقة غناء

تزورها الكائنات 

أو هاوية مستعرة

تبتلع بعض البشر البلهاء