أرغب دائمًا في إنجاز الكثير من الأهداف والمهام في نفس الوقت، وفي الغالب لا أستطيع التركيز على فكرة واحدة وانتقل تلقائيًا لغيرها، فتتداخل في ذهني جميع المهام والأفكار، وهذا يصيبني بالتشتت ولا أعلم حينها من أين أبدأ وهذا بالطبع يؤثر سلبًا على إنتاجيتي، برأيكم ما هو الحل الأمثل لأتمكن من تنفيذ جميع المهام اليومية في أقل وقت ممكن دون تشتت؟
كيف أتخلص من تشتت الأفكار الذي يقلل من إنتاجيتي أحياناً؟
مرحباً بسمة، أشاركك التحدي ذاته.
إذا كنتِ دائمة التفكير وأنت تمارسين أي نشاط، حتى عندما تحاولين الخلود للنوم، فهذا يستدعي تدريب عقلك على حصر الانتباه بأي فعل مهما كان بسيطاً لتقوية عضلة التركيز (سأركز على كلام من يكلمني، سأغسل يدي الآن، سأشاهد حلقة أنيمي؛ دون السماح لأي أفكار جانبية... إلخ). يضاف إلى ذلك أهمية التركيز لفترات قصيرة لا طويلة على المهام المنشودة، وأخذ فترات متقطعة لا تفكرين فيها بأي أمر لثوان أو دقيقة واحدة كل مرة مثلاً. أحب التفكير أثناء ممارسة رياضة المشي يومياً، وأريح عقلي لدقيقة كاملة دون التفكير بأي شيء (فقط أنظر حولي) عدة مرات لأدرب عقلي، وخلال اليوم أعمل لفترات متقطعة، كل واحدة لمدة قصيرة (إلا إذا شعرت بانسجام تام مع ما أفعله) أؤجل خلالها أي أفكار أخرى لوقت الراحة.
أضيف إلى ما ذكرته هو دور الطبيعة في سحب سطوة الأفكار كما أن لها قوة تساعدك على استجماع أفكارك على حد سواء، إذا كنت تفكر في أخذ قسط من الإسترخاء والراحة من عبء التفكير، يمكنك إنشاء رابطة مع أي عنصر من عناصر الطبيعة، البحر، السماء في يوم غائم، الشجر في حديقة غنّاء، تتبع نملة تمشي حاملة غذاءها بجوارك، حدق فيها وتأمل تفاصيلها دون أن تسمح للأفكار بالتداخل وتخريب المشهد، وهكذا تهدي نفسك استراحة لدقائق.
سأركز على كلام من يكلمني، سأغسل يدي الآن، سأشاهد حلقة أنيمي؛ دون السماح لأي أفكار جانبية
ذكرتني بما يسمى طاقة الكلمة، فالفرد يمكنه تشكيل يومه بما ينطقه من كلمات سواء إيجابية أو سلبية، وعندما نحدد ما سنقوم به بالكلمات الواضحة سنتمكن من التركيز والإنجاز، سيفيدنا كثيرًا استغلال طاقة الكلمة بإيجابية لإضفاء عنصر البهجة إلى حياتنا والتمكن من تحقيق الأهداف دون عوائق.
كثيراً ما واجهتني هذه المشكلة، وقد تعاملت معها بنظرية تحديد المهام وترتيب الأولويات، التي تعتمد على تدوين المهام التي نرغب في تنفيذها بمدة محددة، ثم ترتيب هذه المهام وتوزيعها في خانات محددة، وهي خانة الأكثر أهمية، خانة المهمة، خانة الأعمال الطبيعية، خانة الأعمال الأقل أهمية، ثم نبدأ بتنفيذ الأكثر أهمية ونتابع تنفيذ المهمات، ولزيادة فعالية هذا النظام يمكن أن نراقب يوم واحد من حياتنا، ونلاحظ سبب العشوائية وضياع الوقت ونتعامل معه.
ونلاحظ سبب العشوائية وضياع الوقت ونتعامل معه.
بالضبط، وقد يكون الكسل وبعض العادات اليومية هما السبب في إهدار الوقت بشكل كبير، ومن ضمن العادات التي ستحدث فرقًا إيجابيًا إذا تخلينا عنها هي عادة تصفح الهاتف الذكي بمجرد الاستيقاظ من النوم، والبقاء لفترة طويلة قد تتجاوز الساعتين على هذا الحال.
برأيك هل مهدرات الوقت تسيطر على الإنسان أم أن الإنسان يلجأ لها بغير وعي ليمنع نفسه عن مجهود الإنجاز والتقدم؟
من ناحيتي أقوم بتقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء أصغر وأكثر قابلية للإدارة، مما يجعل من السهل التركيز على كل جزء على حدة، كما أستخدام برنامج TickTick لإدارة المهام لدي و يمكن تحديد أهداف يومية أو أسبوعية أو حتى شهرية لإنجازها، و يحتوي أيضا البرنامج على مؤقت للعمل باستخدام تقنية البومودورو التي تعتمد على تقسيم الوقت إلى فترات عمل قصيرة تقدر ب 25 دقيقة متبوعة بفترات راحة قصيرة تقدر ب 5 دقائق، مما يساعد على الحفاظ على التركيز وتجديد النشاط.
باستخدام تقنية البومودورو التي تعتمد على تقسيم الوقت إلى فترات عمل قصيرة تقدر ب 25 دقيقة متبوعة بفترات راحة قصيرة تقدر ب 5 دقائق
بالرغم من فعالية هذه التقنية مع الكثيرون إلا أنها لا تصلح مع بعض الأعمال التي تتطلب التركيز المستمر دون انقطاع، وشخصيًا عندما أقوم ببعض الأعمال الكتابية مثل كتابة مقال طويل جدًا أكون بحاجة إلى التركيز لمدة تزيد عن 25 دقيقة وإلا سيضيع الوقت وأنا أحاول تذكر أين توقفت تحديدًا، أي كما يقولون سينقطع حبل أفكاري.
تجهيز مهام اليوم التالي ليلا قبل النوم وليس صباحا. قد تكون فكرة بسيطة لكن نفعت معي؛ لأني يكون ذهني مشغول بعشرات الأشياء التي أريد إنجازها. فأجلس ليلا أكتب كل ما في ذهني، قم أرتبها بشكل منطقي بناء على معطيات اليوم. وفي الصباح، تجدي المهام مرتبة للبدء على الفور، دون الحاجة لحرق مجهود ذهني في التخطيط، ولا في القلق أني فوت شيء.
التعليقات