السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في الفترة الأخيرة لازمتني أفكار كثيييييرة سلبية، لا أعرف كيف أبعدها عني، ولا كيفية الانشغال عنها، بل سيطرت على تفكيري، ما رأيكم كيف اشغل وقتي وتفكيري في الابتعاد عنها؟
كيفية التغلب عن الافكار السلبية الملازمة لي؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قد تختلف الآراء بخصوص هذا الموضوع، لكنني لست من مناصري التهرب والانشغال عن الأفكار مهما بدت سوداوية.
مواجهة الأفكار وتفنيدها والتفكير في أسوأ ما قد يحصل واقتراح الحلول واستحضار الجانب الإيجابي كفيل بتهدئة الثرثرة التي تحدثها هذه الأفكار في الدماغ.
سأضرب مثالًا يوضح ما أقصده، لو أن لديّ أفكار سلبية بشأن أطفالي، تخوف من الحياة والمستقبل المظلم وانعدام الفرص وزيادة التحديات وغيره. أقول لنفسي ما هو واجبي تجاههم؟ تربية ورعاية وتعليم، كيف أربي وكيف أرعى وكيف أعلم بطريقة صحيحة؟ طيب ما هي العقبات؟ هل يمكنني وضع حلول لهذه العقبات؟ إذا كان نعم فالأخذ بالأسباب واجب، وإذا كان لا فليس الأمر بيدي وأبدأ بالبحث عن استراتيجيات تخفف الأثر السلبي لهذه العقبات.
وضع المهام أمام عينك وبذل الجهد في أدائها واستحضار أن كل ألم وكل عقبة هي ابتلاءات مثابون نحن عليها، هذا يخفف من حدة التفكير ويعطي للمرء فرصة للتنفس وسط زحام الأفكار كما يساعد على التفكير بموضوعية، فلا نحن نضخم الأمور ونعطيها أكبر من حجمها ولا نحن نهرب منها ونتجاهلها فنشعر بالتشتت.
ما رأيكم كيف اشغل وقتي وتفكيري في الابتعاد عنها؟
هنا مربط الفأس الفراغ الذي نعيش فيه هو الذي يجعل الأفكار السلبية تسيطر علينا للاسف، نفسنا إذا لم نشغلها بالأمور الايجابية أو بالعمل لا يمكننا الفوز على الأفكار السلبية ستطغى علينا وتقتحم عقولنا.
في اي سن كنتي عليك تعلم مهارات جديدة أو ممارسة هواياتك إذا كانت لديك هوايات، حاولي التواجد مع العائلة أو الصديقات في بعض الأحيان لكن المهم أن تركزي على الانتاج، الانتاجية والانجازات التي تحققينها هي التي تساعدك في تخطي هذه الأفكار السلبية.
هنا مربط الفأس الفراغ الذي نعيش فيه.
ربما ليس الفراغ وحده هو المشكلة، فحتى من يشغل وقته كله بالعمل والإنتاج قد تستمر في عقله الكثير من المخاوف والقلق، أعتقد في البداية على الشخص أن يبحث عن السبب الذي يدفعه نحو هذه الأفكار، أي يجيب على سؤال مما هو خائف ولماذا؟ وما الاشياء التي تمكنه من التغلب على خوفه ويمكنه فعلها أو لا يستطيع أن يفعلها ولماذا لا يقدر على فعلها؟ وهكذا فقبل التفكير عن حلول للمشكلة على الشخص أن يفكر في أسباب المشكلة أولا ليتمكن من ايجاد الحل المناسب لها.
أي يجيب على سؤال مما هو خائف ولماذا؟
وهذا كذلك عامل من العواامل التي يمكن أن تسبب لنا الأفكار السلبية فحتى الضغط والاكتئاب وغيرها من الامور النفسية، والفراغ هو عامل من العوامل التي لها دور كبير في هذه الأفكار، أي شخص يكون له مهمة يقوم بها أو دور مسؤول عنه يكون متحفز في الغالب ولا يدخل في دوامة الافكار السلبية المتواصلة، الافكار التي تأتينا من الخوف في الغالب تكون لحظية ولا تكون مستمرة إلا إذا كان الشخص مريض نفسيا.
التعليقات