ضمن مدرسيني شخص أعتبر أفكاره وآراءه في الكثير من الموضوعات المجتمعية شاذة إلى حد كبير. حسنًا هذه حرية شخصية له، فليفكر كيفما يريد. إلى هنا لا مشكلة لدي.
المشكلة الحقيقية هي عندما يريد أن يختبرنا على كتابه الذي ألفه بعقليته هو، كتاب بعيد كل البعد عن الحقائق، فقط آراء ووجهات نظر وحجج لا أجدها تصلح لأن تكون منطقية.
لو كنت مكاني هل كنت لتدخل امتحان هذه المادة وتجيب عن الأسئلة بإجابات غير مقتنع بصحتها لمجرد أن تحصل على العلامة أم ماذا تفعل؟
لك الحرية في الخيارين ولك عليك تحمل العواقب. أنا لم أكن مقتنعاً بأشياء كثير مما يقولونها اساتذة الجامعات وكنت أحصل على علامة سيئة أو لا علامة أصلا😄 وكنت أتحمل نتجية ذلك. يعني كان المفروض أن ادرس من كتاب للدكتور الجامعي ولم أفعل فتحملت أنا النتيجة. كذلك أنت يمكنك تحمل العواقب. المفروض من استاذة الجامعات أن لا يجبروا الطالب على تبني وجهة نظرهم لأن التعليم الأكاديمي من المفترض الا يكون مبني على التلقين بل على مقارعة الحجة بالحجة و الرأي بالرأي وحتى لو لم يقتنع الاستاذ برأي الطلب فيكفيه منه انه اجتهد ليكوًن رأيه بنفسه لنفسه وهو المطلوب من التحصيل الجامعي. غير أنً عندنا الأمر مختلف. ولذلك، لا ترهقي نفسك بالمعارضة بل امشي مع التيار حتى تنجحي و احتفظي برأيك لنفسك حتى تتخرجي وساعتها ستكونين حرة أكثر.
بل امشي مع التيار حتى تنجحي و احتفظي برأيك لنفسك حتى تتخرجي وساعتها ستكونين حرة أكثر.
هذا ما يفعله كل من يتعرضون لهذه المعضلة على الأغلب؛ فليس هناك ما يمكن فعله وسياسة الدراسة بالجامعة تجعل درجات الطالب ومستقبله تحت رحمة المدّرس.
يعني كان المفروض أن ادرس من كتاب للدكتور الجامعي ولم أفعل فتحملت أنا النتيجة
هل ترى يا أستاذ خالد أن كتاب الدكتور الجامعي، الذي هو كتاب ألفه وأشرف عليه شخصٌ واحد، يصلح لأن يكون كتابًا جامعيًا؟
لماذا لا توجد معايير للكتب التي تُدَرس للطلاب؟!
هذا أمر تشأل فيه إدارة مجلس الجامعات و اللوائح المنظمة لذلك. ولكن استاذ المادة يُعد مصدر أو سلطة مرجعية (Authority) في مجاله ولكن في الحقيقة قد يكون الوضع غير ذلك بكثير وخاصة أني كنت أرى أن الكتاب تم تصنيفه (Compiled) من كتب أخرى اجنبية وليس فيه من رأي أصيل لاستاذ المادة مثلاً مما كان يثير الغثيان أحياناً. ولكن لا أظن أن الختلاف قد يكون في امور محسومة مثل الامور العلمية ولكن فقط في المسائل الخلافية كالاجتماعية و النفسية و الفلسفية وكل ما يتعلق بالرأي قليلاً أو كثيراً ولا يدخل إلى المعمل مثلاً....
هنا يسطع أمامنا مصطلح في غاية الأهمّية يا رغدة: المهنيّة.
لا يقتصر هذا المصطلح على المسارات المهنيّة فقط، وإنما يمتد إلى المسارات الأكاديميّة أيضًا. فبما أنّكِ قرّرتي أن تسلكي المسار الأكاديمي، فإن تهميشك لآرائك الشخصيّة أمر واجب. هنا يجب أن تقوم دراستكِ على جودة التنفيذ واحترافيّته، لا على تعبيرك عن الرأي المتأصّل فيك، هذا ما إن كان غرضكِ الحصول على علامة جيّدة. ولكِ الخيار في النهاية. أهم شيء أن تحدّدي اختيارك بدقّة، وأن يكون أبيض أو أسود. لا رمادي بينهما.
من يهتم بالمهنية الآن؟!
كنت أوّد لو أن هناك طريقة تجعلني أحصل على العلامة وبالوقت ذاته أرضي هذا المدرس اللئيم :(
سأوجه نفس السؤال إليك: لماذا لا توجد معايير أو رقابة على الكتب التي يدرسها الأساتذة الجامعيين للطلاب؟ هل كونه مُدرس المادة يعطيه الحق في أن يلقن الطلاب وفق إرادته؟
لا بل أدخل الامتحان وأجيب بالطريقة التي تلائمني والتي تكون مدعومة بالحجج والبراهين. فالتخرج يقف على هذه المادة طبعا (إلا إذا كانت مادة اختيارية) وبالتالي لا يمكن تطنيشها وبنفس الوقت لا يمكن الإجابة بما لا يناسب الحقائق. وطالما أن كتاب الأستاذ يعبر عن رأي شخصي فيمكنكم تحويل الامتحان إلى زاوية شخصية خاصة بكم تحاولون من خلالها تبيان رأيكم من خلال إظهار حقائق الأمور ونقل الرسالة الصحيحة. المهم أن لا يكون هناك مسايرة لأفكار الأستاذ خاصة إذا ما كانت خاطئة فأهم ما يجب على التلميذ الجامعي امتلاكه مهارات التحليل النقدي.وبالتالي يمكن استغلالها لتصويب الأمور نحو الزاوية الصحيحة.
لا بل أدخل الامتحان وأجيب بالطريقة التي تلائمني والتي تكون مدعومة بالحجج والبراهين.
ولكنه امتحان وليس ساحة حرب يا أستاذة فاطمة، سيفهم المدرس أنني أتحداه وأعارض وجهات نظره وأحقر من منظوره للأمور ولن يرضيه هذا الأمر أبدًا :(
لا أبدا. يكفي أن تكوني موضوعية بمقاربتك للأمر. والمقصود بذلك عدم استخدام الكلمات العاطفية الرنانة والاستعاضة عنها بالتعابير المهنية والأكاديمية التي تحافظ على الطابع الموضوعي. وهنا يكفي استخدام الحجج والبراهين والدليل العقلي مع الاستفادة من مهارات التحليل النقدي لتحقيق أفضل النتائج.
الدراسة الجامعية في كثير من الأحيان تكون معتمدة في الأساس على الأهواء، كل من يمتلك سلطة ما يشعر بالقوة لفرض أهواءه وآراءه على الجميع
إضافة إلى غياب الرقابة بالكامل، فالدكتور كتب كتابًا يعبر عن آراءه الشخصية فقط، ما الذي قدمه ليستحق أن تُدرس آراءه الشخصية؟
وكيف تمت الموافقة على مثل هذا الكتاب؟
حسنًا لا رقابة على هؤلاء المُعلمين.
ومن جهة أخرى فالطالب يجب أن يؤدي عمله على أكمل وجه، المذاكرة والامتحان ليست إختيار لأننا ارتضينا كوننا طلبة فيجب أن نؤدي عملنا للنهاية
الأفضل يا رغدة أن تستمري في دراستك وتدخلي امتحان المادة، فمعظم المواد ليست مُقنعة من الأساس، فالحصول على العلامات هو جل ما يمكن فعله من مكانك
معك حق.. هل تعتقد أن تجميع أكبر عدد من الطلاب الذين يعانون من نفس المشكلة والوقوف أمام هذا المدرس لرفض منهجيته قد يكون حلًا جيدًا في موقف كهذا؟
ربنا تقديم شكوى لتوضيح وجهة نظر الطلاب لمن هو أعلى من المدرس منصبًا يجعل من التغيير أمر متاح ولكن لو كانت هناك تجارب سابقة ولم يتغير شيء فلا أعتقد أن من الحكمة فعل ذلك لأنه ربما يتشبث أكثر بالعند ويعتبرها مسألة شخصية مكايدة في هؤلاء الطلاب
عادة ان اقدم المادة على هوى الاستاذ ثم انسحب ضاحكا :)..انا لن يتغير موقفي لمجرد ان اكتب اجابات لغاية ثانية تخدم مصلحتي
حقيقي جدًّا يا صديقي. إننا في هذا السياق نتعامل مع الأمر من منطلق الاحترافيّة. في عالم العمل الحر على سبيل المثال، تحتّم عليّ خبرتي التقنيّة واحترافيّتي التعامل مع العملاء من باب الإرشاد للصحيح دائمًا. وعليه، عندما أجد سلوكًا تنفيذيًّا غير مناسب على الصعيد التقني، لا أتفق معه وأبدي رفضي له. لكن في المقابل، إذا لم يقبله العميل، فإن التنفيذ تبعًا لتعليمات العميل لديّ تكون له الأولويّة. وذلك لأنني أعمل وفق معايير الاحترافيّة نفسها.
ثم انسحب ضاحكا :)
نعم ستنسحب ضاحكًا من عقليته ولكن قد يقول البعض: ماذا عن نظرتك لنفسك؟
هناك مَثَل شائع في مصر يفيد بأن الشخص قد لا يتأثر إذا سبّه شخص آخر أو وصفه بما يكره؛ لأن الصفة لن تلصق به، ولن تؤثر على حياته بشيء. فماذا نفعه أو ضره لو سبه أحدهم؟!
على كل حال، هذا برأيي قد يكون التصرف الأنسب. لأن دخول الاختبار والإجابة على هوى الأستاذ هو تصرف بسيط مقارنةً بالنتيجة التي سأحصل عليها.
ربما قصتي مختلفة ...
ولكن حصل خلاف مع دكتور أحد المواد بالسنة الاولى .
رسبت في امتحان المادة ١١ مرة .
لم اجد شخص عنده كمية لؤم غير متناهية ... ولكنني كنت غير مبالي واظهر ذالك له ... ومتفوق في المواد التي احبها ...
بالنهاية سافر الدكتور بعثة للتدريس بجامعة خارج البلد واستلم مدرس أخر المادة ونجحت بها فورا.
العبرة من القصتي ... الخيار الاسهل هو مسايرة المدرس بمادته وانجاحها بغض النظر عن قناعاتنا ... وتركيز جهودنا وتعمقنا في مواد نحبها ...
الخيار الاصعب هو المواجهة ...
التعليقات