للأسف اني اتودد لزميلة لي في العمل و اهدي لها الهدايا و اشتري الحلويات لأحفادها خوفاً من غضبها ان ارتكبت انا خطأ في العمل كوني بطيئة و غير دقيقة ، ما الحل؟كيف اتقي غضبها ان أخطأت خاصة اني مؤخراً عجزت ان البي طلب لها فغضبت و لم تعد تودني او تكلمني
ما الحل مع هذه المشكلة؟
للأسف اني اتودد لزميلة لي في العمل
في البداية يجبُ أن نفهم ما سبب هذا التودّد الحاصل بينكما، هل هو لمصلحة أم تقرّب عادي من أجل توطيد العلاقات وكسب صداقات في العمل، لم أفهم الوضعية التي أنت فيها بكلّ صراحة، لكنّي سأحاول النّصح بشكل عام وقريب من المشكلة التي تواجهينها، أوّلا لا يمكن أبدا أن نبني ونربط حياتنا على آراء النّاس وأحكامهم علينا، ولماذا الخوف أصلا من ردّة فعلها، ولماذا أصلا نقوم بالتودّد لهذه الدّرجة.
ان ارتكبت انا خطأ في العمل كوني بطيئة و غير دقيقة
حسب ما فهمت هنا هو أنّ هذه الزّميلة هي المسؤولة عن عملك! إن كان كذلك، فلا يجب أن يكون التودّد موجودا من الأساس في العمل، فالعمل مرتبط بقواعد وشروط محدّدة تربط كلّ شخصٍ بمسؤولياته التي على عاتقه، تقومين بإنجازها وانتهت المشكلة، أمّا عن البطئ في العمل فيمكن أن تقومي بالقيام بنشاطات خارجية تكوينية وتدريبية للتّحسين من كفاءتك وزيادة سرعتك ومنه تكونين أكثر إنتاجية، إن غضب ربُّ العمل منّا أو قام بطردنا فهذا لايعني نهاية العالم، لا تنسي بأنّ الله هو الرزّاق ويرزق من يشاء بغير حساب، ولو إجتمع الناس كلّهم ليقطعوا رزقا كتبه الله لك ماقدِروا وما استطاعوا.
أعتقد يا مايا لا ضير في أننا نتودد إلى زملائنا في العمل ونهدي لهم عن طيب خاطر وبمحض حريتنا بعض الهدايا في مناسبات بعينها. ولا ضير أن يكون ذلك لأجل مصالحنا الشخصية أيضاً؛ فكلنا قد نفعل ذلك في بعض الأحايين مضطرين إلى ذلك. كلنا يفهم ذلك ويتقبله وتلك هي الحياة على الأرض بدون مثاليات. ولكن أخشى ما أخشاه أن يتحول إحسانك وجميل صنعك ذلك إلى حق مكتسب تراه تلك الزميلة المتسلطة! هذا غير مقبول ويسمم العلاقة ويجعل بيئة العمل منفرة لك ولي ولأي أحد فيما أعتقد. وأعتقد أنها عدت ذلك منك حقاً مكتسباً بدليل أنها غضبت عليك لما لم تأتي لهاب الهدية. ولذلك عليك أن تتحملي ضغطها إلى حين تتقنين ما تعملين وتصبحين غير بطيئة وتكتسبي مهارات عملك ثم تتوقفي فوراً عن معاملتها بتلك الطريقة؛ وعليك حينها معاملتها الند للند.
يتحول إحسانك وجميل صنعك
ولكن هل هذا فعلاً إحسان أليس الإحسان شيء غير مشروط ودون مقابل ؟ ولكنها تقوم بذلك من أجل كسب الود كما قالت واتقاء شرها.
لا أفهم الصورة بالكامل يا مايا. لكن في المقابل، أجد أنني لا أوافق عليها إجمالًا، حتى في هيأتها الغامضة هذه، لأنني أجد الكثير من الأشياء غير المبرّرة فيما يخص التعافي من علاقاتنا بالآخرين. عليكِ أن تهربي من هذا الإطار لهذه العلاقة على الفور، لأننا لا نقبل أن نكون مرتبطين بالتعامل مع شخص لا نأمن ردّة فعله بأي شكلٍ من الأشكال. لذلك يجب عليكِ أن تحسني التصرّف بما يتناسب مع عقليتك ومكانتك الأدبية أمام نفسك. وأن تتخلّي عن هذه العقلية التي تحاولين بها تجنّب المشكلات.
أعتقد المشكلة كلّها تنبع من رؤيتك لحلّها وحصرك لنطاق هذه الحلول، بغضّ النظر عن الظرف التي تقعين به الأن ولكن أنصحك بتوسيع مجال رؤيتك للأمر، فمثلاً بدل أن تتعبي نفسك بإيجاد حلول للهروب من غضبها وكبت عنفها وفظاظتها، عليكِ أن تسكبي هذه الطاقة كلّها في إعداد خطّة للنجاة، خطّة حقيقية لترك العمل والانتقال لغيره، كيف يكون ذلك؟ بمراحل، هذه المراحل بسيطة ولكنّها قد تتطلب بعض الوقت، أوّلها أن تحددي مجالاً معيّناً مهتمّة به، ثمّ تطوير مهاراتك وفقاً لهذا المجال، ثمّ البحث عن عمل في هذا المجال، ترك عملك أخيراً والانتقال إلى آخر هو حل جذري للأمر الذي تعيشينه بدلاً من أن تقبعي تحت رحمتها لفترات أطول، تبديل البيئة كلّها بدلاً من إصلاحها، قد يغدو هذا الأمر أكثر مرونة ونجاح واستدامة بالنسبة لحالة حضرتك.
لماذا تشتري الود، ولماذا تتقي غضبها؟ فلتغضب كما تشاء. الأفضل بدلاً من أن تقومي ببذل الجهد في تقديم الود أن تجعلي هذا الجهد بالتركيز على عملك وليست مهمتك أن تلبي طلباتها إلا إذا كنت تقصدين مهام العمل التي من اختصاصك والتي تكون تحت اشرافها. ما عدا ذلك فلا لها عليك ولا لك عليها إلا الكلمة الطيبة وحسن الجوار.
التعليقات