كيف اكتشف نفسي؟

 ولكن سرعان ما أنسى ما قد قرأت، وهذا لا يقتصر على نسياني ما قد قرأت ربما أنسى ما قد تعلمت أيضًا، وهنا أتسائل ما إذا كنت غبية

ما أود أن أقوله لك عزيزتي أنك لا ينبغي أن تلجدي نفسك هذا الجلد! كلنا نقرأ و ننسى وانا أذهب إلى المكان أكثر من مرة ثم أسأل عنه في النهاية لأني أنسى الأماكن بطريقة رهيبة! بل قد أصبحت أنسى كثيراً حالياً مما قرأته و أقرأه. كل ذلك طبيعي و عادي جداً وبسبب أشياء كثيرة. ولكن يا  Lavy Plt عليك أن تحاربي الإحباط و لا تيأسي من أي شيئ. نعم، جزء كبير من النسيان سببه القلق و الحزن و الضيق بسبب ما نظن أننا خاظئين بشأنه.

لكن ليس لدي أي مهارات كافية، واذا نظرت من جهة أخرى ليس لدي أي موهبة ولا هواية أقوم بتطوير نفسي فيها، أشعر بأنني لست ذكية كما البعض يهوى أشياء فيبدع فيها،

هل لابد أن نكون جميعنا أذكياء عباقرة يتحدث عنا الناس وتتعلق بنا الأنظار؟! هذا غير طبيعي وهذا وضع مفتعل خلقه العصر الرقمي وما نحن فيه من تقارب الزمان و المكان بحيث أصبحنا نطلع على ما ينشره غيرنا باستمرار. مالي و مالك إذا كن أناس عاديين جداً نحيا الحياة بسلام؟! هل لابد أن نكون من ذوي الإنجاز الفذ لكي نستمتع بالحياة و نرضي ربنا و أنفسنا؟! أبداً، كما قلت لك هذا وضع مفتعل تماماً!

قلقك الدائم أن تكوني متميزة هو سبب شقائك فيما أظن وشقائي وشقاء الكثيرين. وهذا مثل فتاة أو فتى يحلم دائما بأن يعيش الحب كما طبعته الأفلام في أذهاننا وفرضته علينا السينما الزائفة فيترقب ذلك الوقت الذي يظفر فيه بحبيبته و يقلد ذلك النموذج الذي فرضته السينما من عشرات السنين فإن لم يفعل يحسب أن الخطأ فيه و أنه السبب وأنه غير جدير ابداً بالحياة الجميلة كما يتوهمها.

أريد أن أكون بفائدة تذكر في مجتمعي، حتى في ديني، كلما أردت أن أحافظ على صلاتي لا يفلح الأمر، أحيانا أحاول أن أحفظ القرآن، لكن لا أفلح أيضًا.

ما المشكلة أنك تحاولين فلا تستطيعين؟! هل نحن موكلون بنتيجة أعمالنا أم بالأخذ بالأسباب فقط؟! ألا ترين ربنا يقول: وأن ليس للإنسان إلا ما سعى. و أن سعيه سوف يرى؟! فعليك بالسعي فقط ولا تقلقي نفسك و عقلك بالنتيجة.

مرحبًا بكِ بيننا في حسوب i/o يا Lavy Plt. أولًا، كل ما أود أن تطالبي نفسك به هو ألّا تزيدي الضغط على نفسك بهذا الشكل. عليكِ أن تدركي أننا في عصر الاستعراض، هذا العصر الذي يتطلّب منّا يوميًا أن نراقب من حقق المال ومن حقق الشهرة ومن يتفاخر بنجاحاته طيلة الوقت. عليكِ أن تدركي أن المقارنة أو الشعور بالتأخّر ليس معيارًا على الإطلاق، وأن القيمة الحقيقية في أن يجد الإنسان نفسه مختلفًا، له تجربته الخاصة وله مساره الذي سيسيره ويبذل فيه الجهد.

ومن جهة أخرى، أرى أن الاستثمار في المهارات هو الشيء الوحيد القادر على إخراجك من هذه الحالة عن طريق استراتيجية الإلهاء، وهي استراتيجية يستعين بها العديد من الأشخاص وتؤتي نجاحًا رائعًا معهم، هاربين من الاكتئاب والضغط بالعمل. وعلى الرغم من أن لها سلبياتها، فإنها قادرة على أن تحوّل طاقتك السلبية ببعض المجهود والتفاني إلى وقود فعّال لتطويرك الذاتي، حتى وإن كان ذلك في أكثر من اتجاه.

لا أعتقد انك في حاجة للدواء لتحسين مزاجك يا لافي، أما عن اكتشاف نفسك ، فرأيي ان تتوقفي عن التفكير بذلك الأمر شديد التعقيد لأني من خلال تجربتي في الحياة وهي ضعف عمرك تقريبا بل أكثر، أنك سوف تعيشين بإذن الله سنوات طويلة ووقتها سوف تجدي انك لم تكتشفين نفسك بعد. والسؤال الان : ما الذي ينبغي عليكي فعله؟

المفروض عليكي فعله الان هو واجب اللحظة، مثلا انتي طالبة يصبح واجب عليكي الحضور والمذاكرة ، انتي في حاجة لماديات اعلى يصبح واجب عليكي البحث عن عمل : قد تجدي وقد لا تجدي ، إذا وجدتي يصبح واجب عليكي ان تعملي بجد، وإذا لم تجدي يصبح واجب عليكي تكرري المحالولة بدون يأس ولا عنت ايضا.

انتي مسلمة يصبح واجب عليكي ان تصلي وتصومي وتتوجهي لله بالدعاء ، تريدين حفظ القران وهذا شيء جميل ، كرري المحاولة ، لا شيء ينجح من أول مرة ، اعرف صديقة تجاوت الخمسين ومنذ كانت اصغر منك في العمر وهي تحاول تخسيس وزنها ، ولم تفلح ابدا طيلة ٣٥ عام ، بل بالعكس وزنها في ازدياد ، وما يعجبني فيها انها دائما تحاول ويقيني بالله انها مؤكد ستنجح، قلت لها : انتي دائما وزنك في زيادة وانواع الدايت وتجاربه المختلفة لم تؤتي ثمارها ابدا ، دعي الامر واتركي المحاولة.

قالت لي: حديث رسول الله "إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها" وهذا يعني ان نستمر في المحاولة وفي السعي للخير حتى لو لم نستفد منه.

استعيني بالله يا صديقتي ولا تجزعي ، ولا تعنتي نفسك بالغباء فأنت ذكية واضح جدا هذا الامر في كلامك وفي طموحك ويكفي انك في كلية مرموقة ودراستها محتاجة ذكاء خارق.

احب ان أضيف في هذا الصدد إلى ما ذكرة الاصدقاء من مشاركات قيمة، انه مازال امامك الفرص متاحة فلا تثقلي علي نفسك من هذه الضغوط التي تثقل بها كاهلك، وبالنظر للأمر بطريقة إستراتيجية مختلفة تتضمن تعلم شئ جديد مهارة جديدة او العمل علي فكرة جديدة، تعملين من خلالها علي مشاركة النفس ما تحب وسوف تصلين من خلالها الي إكتشاف نفسك وبلا شك ستكتشفينها، ما يهم الحقيقة هو الا تركني وتتركي نفسك لهذا التناقض وهذا التشتت.

الطريقة التي تحدثين بها بنفسك لها دور كبير في معافاتك نفسياً من تلك الضغوط، فإن كان عقلك يحدثك معظم اليوم بأفكار من نوعية (أنا بلا هدف, غبية, بلا شغف, لا فائدة مني) هذا معناه ببساطة أن حياتك ستغدو تعيسة، والعكس. لذا أنصحك أولاً بأن تنتبهي للطريقة التي تحدثين بها نفسك، وتذكري أنها ليست صعبة التغيير.

وأنصحك بالآتي:

-ما عليك إلا تقديم الأسباب

انت الآن تدرسين الهندسة، إذن اهتمي بدراستك، اجتهدي فقط، لا تفكري في الغد فهو بيد الله، فمن شغل باله بالغد عاش حاضره تعيساً.

-الشغف ليس له وقت محدد لتجدينه

انت لا زال عمرك عشرون عاماً، فلما العجلة؟!

قد تكتشفين مجالاً فيما بعد يكون هو شغفك، بل قد يكون شغفك في دراستك حين تتحول للمجال العملي.

-ليس شرطاً أن تكون الدراسة هي الشغف

أعرف صديقاً غالياً عمره الآن خمسة وستون عاماً، تخرج من الهندسة المعمارية وبعدها التحق بكلية الآداب، وهو الآن معه دكتوراه في النقد، وله مؤلفات نقدية خاصة بكتاب سابقين، مثل الكاتب محمد حسنين هيكل. فلا تتعجلي فالعمر فسيح والفرص كثيرة.

-لا تكوني وحيدة

وكذلك لا تكوني بلا عمل، اشغلي نفسك بالقراءة مثلاً أو بأشغال المنزل أو بأي شئ، ولكن لا تتركي نفسك للتفكير.

-مع من تقضين وقتك

الصديق السلبي يجلب الهم، والصديق الإيجابي المتفائل شفاء حقيقي من كل سلبيات الحياة، فصديق جيد قد يغنيكِ عن كل الإستشاريين النفسيين.