لاحظت ان شخصيتي مجرد وعاء يمتلئ بالماء المحيط به
كل ضحكاتي وابتسامتي وحتي أفكاري وشخصيتي هي بعض مقتطفات من البيئه المحيطه بي
واني كشخص لست فريد من نوعي
ولا يوجد شيئ قد صنعته من نفسي
وانما هو تأثير الاخرين عليا
فل من حل لهذا
أتفق معك أستاذ محمد بكل تأكيد. لكن المشكلة الحقيقية التي يجب أن يعمل عليها الإنسان في هذا السياق بشكل عام تمثّل في قدرته على الخروج من هذه البيئة السامة والانسلاخ منها، فبهذه الطريقة يجب علينا أن نتعامل مع الأمر بالمزيد من الاستقلالية.
والأزمة كلها في رأيي تمثّل عقدة ذنب يستشعرها الإنسان عندما يقع في مستنقع الارتباط الأعمى بالمجتمع من حوله، حيث يبدأ تدريجيًا في إخفاء صوته وصورته، حتى ينتهى به الأمر تابعًا لنظرتهم.
في البداية قد تتأثر شخصياتنا بالآخرين ولكن مع صقل مهارتنا وتكوين خبرات متنوعة، اعتقد أننا سنشعر بأهمية أنفسنا وقيمتنا. سنعتمد على أنفسنا وسنفتخر بذاتنا
لكن إن شعرت بأنك لهذه اللحظة متأثر بالآخرين فبرأي تحتاج إلى مراجعة نفسك وأهدافك وخبراتك، كي تستعيد الثقة في نفسك. حاول أيضًا معالجة مواطن الضعف لديك.
لا توجد شخصية لا قيمة لها؛ فالكل له قيمة ولكنه قد لا يرى أو يقدر قيمة نفسه، وبالنسبة لشعورك بأن ما وصلت إليه ما هو سوى تأثير الآخرين عليك فأنت مخطئ تمامًا لأن الآخرين لا يعيشون حياتك بدلًا منك حتى ولو تدخلوا في كل قراراتك، لنفترض أنهم أجبروك على الدراسة والنجاح ولكنهم لم يدخلوا الامتحان بدلًا منك.
حل مشكلتك تكمن في عدم استسلامك لأيّ شخص حتى ولو كنت تحبه، لا تجعله يقنعك بأفكاره ويجبرك على تبني تلك الأفكار، لا تقل نعم على كل شيء إلا لو كنت مقتنع به وتحبه فعلًا؛ لأنك ربما ستقع في مشكلة أكبر لو رفضت لمجرد الرفض، وقتها قد ترفض شيء تحبه أو فرصة عمل جيدة لك، وهكذا.
أهم من كل هذا هو أن تجلس مع نفسك أكثر وتناقشها وتعرف كيف تفكر وبماذا تشعر؛ لأن من حديثك يبدو وكأنك ابتعدت كثيرًا عن نفسك لدرجة أنك لا تستطيع معرفة ما تحب وتكره، ولا تستطيع التفرقة بين من يحبك حقًا ومن يريد فرض سيطرته على حياتك.
التقبّل!
هذه هي اللعبة فعلاً، أن نؤثّر ونتأثّر، المشكلة في أننا أحياناً وبسبب صعوبات في حياتنا نشعر بأننا قد سُيطر علينا من الأخرين، أرى بأنّك يجب أن تعتقد فعلاً بهذه الأمور:
أنصح حضرتك بقراءة كتاب 12 قاعدة للحياة للكاتب جوردان بيترسون، سيقدّم لك نصائح عملية ليجعلك تعرف الخطوة الأولى في رحلة حياتك، الخطوة الحقيقية الأولى.
تأثرك بالبيئة المحيطة بك وبالأشخاص الذين من حولك لا يعني أن شخصيتك لا قيمة لها، بل على العكس تماماً فمعالم شخصياتنا تتشكل نتاج تفاعلاتنا مع الآخرين ومع تأثيرات البيئة المحيطة علينا وما نتعرض له من مدخلات بشكل مستمر، لذلك المشكلة ليست في اختيار عدم التأثر بالبيئة المحيطة، إنما تطوير ذاتك وتوسيع مدخلاتك عبر القراءة والتعلم وصقل المهارات ومحاولة التعرف على معالم شخصيتك المكنونة بداخلك، وبعد ذلك يصبح لديك القدرة على تمييز واختيار المصادر التي ستتأثر منها والأفكار التي ستستقبلها أو ستستبعدها .
التعليقات