كثيراً ما يتذكر الإنسان مواقف مرت عليه ويتمنى لو أنها وُثقت لاستعادتها مُجدداً، عالم الحيوان من أغرب تلك العوالم إثارة للدهشة حينما تغوص في أعماق حياتهم وكيفية معيشتهم وتصرفاتهم التي تُلفت انتباهك لحد الذهول وتتمنى لو عاد بك الزمن لصورت ذاك المشهد بتقنية HD ورُبما 4K :D لهذا الأمر كُن مُستعداً لهذه الأحداث واقتني أداة تصويرك في حقيبتك بنسبة شحن 99 فاصلة 99 من مائة بالمائة تحسباً لأي ظرف طارئ.
هذا العالم رُبما تجد به كثيراً مما لا تجده في عوالم بني البشر وهذا ما أدى بكثير من البشر بتوطيد علاقاتهم ببني الحيوان أكثر من توطيدها ببني البشر –مختلف في هذا ولي وجهة نظر ولكن لا تهتم- لافتقارهم صفات وجدوها في تلك الحيوانات ولم يلتمسوها فيمن خالطوهم فقصتنا تدور حول بعض العادات والمُمارسات التي دارت من مجموعة حيوانات مُختلفة الأنواع في مشهد مُمتع استمر قُرابة العشرة دقائق بدأ المشهد بقط وسيم يستلقي مُسترخياً على جانبه وبجواره قطة جميلة تجلس بجانبه في وضعية أبوالهول -تمثال مصري بجوار الأهرامات- مُستخدمه أطرافها الأمامية في عمل جلسة مساج للإمبراطور المغوار القط المُشاكس وأثناء متابعتي هذا المشهد إذ خرجت أُمي لتُلقي إليهم بعض ما تبقى من الطعام وإذا بهذا القط ينتصب واقفاً مُكشراً عن أنيابه مُنقضاً على وليمته وتوالت قدوم القطط من كل حدب وصوب ولكن دون تخطي نطاق حرم الوليمة في دائرة نصف قطرها حوالي المتر ليحضر مع البقية كلب لينال نصيبه منها وما زلت أُتابع المشهد وأستغرب لما لا يُريد أحد أن يتقدم ليأكل، هل الطعام لا يستهويهم اليوم ؟ وفجأه قرر أحد القطط أن يخطو خطوة للأمام وفجأة انتصب صديقنا المغوار مُكشراً عن أنيابه مُصدراً صوتاً تحذيرياً أظنه صوت التحذير من دخول المنطقة المُحرمة وواصل الالتهام وتراجع القط الخطوة التي خطاها وجاء دور الكلب ليُجرب حظه لعله ينال شئ وإذا به أصدر صوتاً للاستسماح –لو خالطت كلاباً من قبل ستعي ما أقصد بهذا الصوت- وإذا بالقط يُكشر عن أنيابه ثانياً ويُكرر الكلب استسماحه مراراً وتكراراً ولكن دون جدوى فيبتعد بعد أن فقد الأمل وجاء دور المحبوبة لتتقدم خطوة تجاه المنطقة المحظورة وإذا به يعترضها ويكشر مُجدداً عن أنيابه وكأنه لم يعرفها من قبل وتستمر تلك الحلقة إلى أن يُنهي غداءه ويشبع وينصرف لينقض البقية على الوليمة بمن فيهم قطته، ويتجه هو لنفس مكانه ليسترخي مُجدداً وإذا بقطته تتقدم إليه رويداً رويدا إلى أن تصل إليه مُتخذه نفس جلستها لتعاود إكمال جلسة المساج!