وكان الصمت سيد الموقف ولا أدرى أصمت لجمال المكان أم أنى بحاجة للصمت، كان لرؤية الماء ونسيم المساء وسحر المكان سحر على النفس، فجلست أتأمل صفحة الماء وهى راكدة، أهى حقا ساكنة! لما تراها لا تشبه النيل فى موجاته.

أتى عقبها حاملا بين يديه فنجانين من القهوة، جلس قبالتى على الجانب الأخر، ظل الصمت حديث طويل بينى وبينه، نرتشف القهوة، كنت أتأمله لكنه كان يتأمل السماء، انتبهت مع أخر رشفة من القهوة أنى كل ذاك محض خيال، حملت أشياء وعدتى إلى غرفتى ، أبعثر فى أشياء القديمة، ذكرياتى السعيدة، كتاباتى، قرأته بين الأسطر، كان شئ جميلا ذات يوم، لكنه أراد أن يكون فصلا مخيفا، بائس حين يراك الأخر جميلا وتريد أنت أن تكون غير ذاك، ليس حمقا يوم أن رأيتك جميلا فقد كنت صادقة ولعلها المرة الأولى التى يصدق قولى إحساسى ولعله المرة الأولى التى أستشعر فيها جمال الصدق فى كل شئ، لكن الكذب كان حليفك، ترى أيهما سينتصر، حمقا أسئل لا بل استنكار أسئل، عفوا فانا لغوية.

    عدت إلى الرواق مرة أخرى لكنى عدتى بنفسى وحيدة أجالس الجمال والهدوءوأنصت إلى نفسى، عدت أنظر وأتأمل، أبحث عن الأسباب، لكن العقل قد تعب وعندها فوضت الأمر لخالق السماء، لمن يعلم السر وأخفى، فصرت أتأمل النجوم غير عابئة بما كان. 

الاربعاء

18 محرم 1446هجريا

24 يوليو 2024 ميلاديا