في زوايا غرفتي الباردة، حيث لا مشاعر تسكن الحيطان، كل شيء جامد وصامت. الجدران بلون باهت، لا تعرف دفء الضوء حتى في وضح النهار، وكأنها خلقت لتحبس الروح لا لتحتضنها. أجلس هناك وحدي، لا يرافقني سوى صوت الكيبورد، وهمس كتاباتي، ومكتبي الصغير... ضيق كقلبي.
هذا الوكر لا يدخله النور. مغلق دائمًا عليّ، وكأن العتمة عهد قطعته عليّ الحياة.
لكن فجأة... من فتحة صغيرة في الجدار، تسلل النور. شع ضوء خجول، لكنه كافٍ ليوقظ السكون. غرفتي بدأت تشع، وربما قلبي كذلك.
كل الأصوات المزعجة التي كانت تطنّ في رأسي هدأت. الأشياء التي كانت تؤذيني، لم تعد تهم. بدا لون جدراني الوردي، الذي طالما خنقته الظلال، يعود ليتسلل إلى أيامي شيئًا فشيئًا.
هل حان الوقت؟
هل يكون لهذا الشعاع بداية جديدة لحياة تستحق أن أعيشها؟
أم أنه فقط لهفة البداية وألم الفراغ؟
في داخلي، شيء ما يهمس:
"سيكون لكِ ما تتمنين."
وأنا، بكل ضعفي وأملي، أتمنى فقط ألا يكون هذا النور عابرًا…
أن يبقى، ويعوضني عن كل ليالِ الحرمان التي سرقت شبابي.
التعليقات