تعد مشكلة الورث وتقسيمه مشكلة درامية مكررة، ليست أول مرة يتم طرحها وبكل مرة يتم طرح عمل درامي يتناول هذه القصة يكون عمل درامي ناجح جدًا، آخرهم قبل رمضان مسلسل الأصلي وكان يناقش تقسيم الورث بين الأخوة بعد وفاة الأب وتحكم الأخت الكبرى بذلك ومنعها تقسيم الورث ظنا منها أنها بذلك تنفذ وصية أبيها بالحفاظ على اسمه بالسوق، والمسلسل كان ناجحا جدا، وجاء مسلسل عملة نادرة برمضان ليناقش أيضا قضية الورث لكن بقالب مختلف وفي مجتمع مختلف وهو المجتمع الصعيدي، والاختلاف المقصود هنا بالعادات والتقاليد، وهي حرمان النساء من الورث وقالها جمال سليمان صريحة في أحد المشاهد "احنا معندناش حريم بتورث" فهل واقعيا ما زال هناك مجتمعات تحرم المرأة من الميراث، وما هي أغرب قصص الميراث ببلادكم؟
مسلسل عملة نادرة، هل ما زال هناك مجتمعات تحرم النساء من الورث؟
للأسف الشديد بطبع هناك مجتمعات تحرم المرأة من ورثها.
ولكن لدي مثال بشكل معاكس حصلت حوالي وأعجبت بما حصل وكدليل على أن من يخاف الله لا يتلاعب بالأمور الدينية، كان رجل يسكن مع أمه وبطبع له أخوات متزوجات وكانت الأم قد ساهمت معه في بناء منزله بقيمة 1000 دينار أردني هذا قبل ثلاثون عامًا وكان الشب متواضع الحال، ولكن عندما أكرمه الله أصر أن يخرج قيمة المبلغ وأن يوزعه على أخواته وووزع بقيمة المبلغ وليس بذاته وقيمته اليوم 20ألف دولار وقال" هذا حقهم من حينها" رغم أنهم سامحوا.
ولكن الذي يحاسب ويعمل من أجل الوقوف يوم الآخر لا يبقي فلسًا ولو بشبهة عليه
للأسف الشديد بطبع هناك مجتمعات تحرم المرأة من ورثها.
هل لديكم هذا النموذج واقعيًا؟
جميل موقف الابن، ففعليا هناك أخوات كثر يقومن بالتنازل عن رضا بحقهم خصوصا لو ظروف الأخ ليست جيدة، مساندة له، لكن من الجيد أنه حمل الدين برقبته وسدده بطريقة تحمل الكثير من العدل.
هل لديكم هذا النموذج واقعيًا؟
للأسف الشديد يوجد، ويوجد النوع الذي يكتب ممتلكاته بأسماء أبناءه قبل الموت، وكأن ولدًا أو بنتًا سوف تنفعه.
وبالفعل لدي مثال لرجل كان مقبلًا على كتب جميع ممتلكاته للأولاد معينين دون غيرهم وهو ثري جدًا وبعد رفض وتفاوض، لم يمكث مدة إلا وخسر مبلغ طائل بحوالي المليوني دولار وكأنها رسالة من الله اتق يومًا سترجعون.
فكرة الحرمان بشكل عام لم تعد دارجة مجتمعيا لأن ببساطة أصبح هناك وعي حول الحقوق ويمكن اللجوء للقضاء للحصول على الحقوق.
لكن المسلسل أراد أن يحرمها الورث بالأرض ففي الفلاحين أغلبهم يرى أن توريث المرأة في الأرض وأن تأخد الأرض مثلا وبحكم زواجها يكون الزوج هو المتحكم وهو الذي يزرع وينزل أرض أبيهم رجل غريب كما يقولون عيب بحقهم، لذا يعطي للمرأة المال بقيمة الأرض وهناك نساء كثر متفهمات هذه النقطة. وحتى بالبيوت كذلك، يعطيها حقها مال.
لذا ان كانت المرأة راضية بصدر رحب فلا اجد مشكلة
"احنا معندناش حريم بتورث"
أتابع صحفيًا من صعيد مصر، علق على هذه النقطة مؤخرًا كتعقيب منه على ذكر هذه المشكلة في الأعمال الفنية الرمضانية، قال أن مسألة حرمان الإناث من الميراث تمامًا لم تعد منتشرة في الصعيد كما يروج له، لكن المنتشر هو منعهن من إرث الأرض، إذ يتم تقييم الأرض وتعويضهن نقدًا.
لكن المنتشر هو منعهن من إرث الأرض، إذ يتم تقييم الأرض وتعويضهن نقدًا.
نفس الفكرة مع اختلاف طريقة التنفيذ، فهم لا يحرمونها حرمان تام، ولكن يمنعوها من امتلاك أشياء ملموسة مثل المنازل أو الأرض وغالبا يتم تثمينها بأقل ما تستحق، وهذا تقريبا ما فعله جمال سليمان في المسلسل هو يريد أرضه ويعطيها مليون جنيه في حسابها، وهذا غير عادل
"احنا معندناش حريم بتورث"
مازلت الامم العربية تأخذ الورث من منظور ديني تماما ، اي للذكر حظ الانثيين، وحظها من الورث نصف حظ الذكر ... الدولة العربية الوحيدة للان التي بدأت تحاول تصحيح هذا الوضع هي تونس، مع صراعات كبيرة داخلها وخارجها حول اطلاقية هذا الحكم .
طبعا احنا معندناس حريم بتورث يقصد بها في حال غياب الوارث الذكر ، في وجود الاناث فقط يتم تضمين الميراث ذكور اخرين من عائلة الاب اي الاعمام الاحياء او او ورثتهم في حال الوفاة... وهذا هو الجواب عن :
فهل واقعيا ما زال هناك مجتمعات تحرم المرأة من الميراث،
التصحيح لا يأتي إلا من خطأ ومن فرض وشرع أسس وأحكام الورث وفصلها تفصيل دقيق ومتوازن هو الله سبحانه فلا تقولي هذا الكلام واستغفري ربك، ومن يبدل أحكام الله فقد توعده الله بعذاب شديد، ولا أظن أن تونس التي تظهر نفسها بأنها معتدلة وتبحث عن رضا الغرب خاصةً فرنسا على حساب شرع الله قد استفادت شيء وما من قانون خالف الشرع إلا انعكس عليهم بالذل والهوان والله المستعان.
هل انت معترضة على تقسيم الورث بمبدأ للذكر مثل حظ الانثيين؟
طبعا احنا معندناس حريم بتورث يقصد بها في حال غياب الوارث الذكر ، في وجود الاناث فقط يتم تضمين الميراث ذكور اخرين من عائلة الاب اي الاعمام الاحياء او او ورثتهم في حال الوفاة... وهذا هو الجواب عن :
لا ليس هذا المقصود، قصده أن الحريم لا ترث أرضا ولا تمتلك عقار، بدليل لو شاهدت المشهد هو عرض عليها وضع مليون جنيه باسمها بالبنك مقابل التنازل حتى يبلغ ابنها السن القانوني ويحصل على إرثه.
وفكرة الحرمان المطلق ليست موجودة الموجود هو حرمانها من التملك من ورثها، ورغم أنه خطأ طالما ليس برضاها لكن أردت التوضيح
فهل واقعيا ما زال هناك مجتمعات تحرم المرأة من الميراث، وما هي أغرب قصص الميراث ببلادكم؟
حقيقة لا يمكن لأي شخص منّا إنكارها بكل أسف. في مصر على سبيل المثال، نجد انعكاسًا لمثل هذه المشكلات العائليّة في موجة الإفيهات والكوميديا الاجتماعيّة الساخرة على الإنترنت، والتي يصمّمها صنّاع المحتوى والمستخدمين أنفسهم، حول فكرة الميراث وما يمثّله من مشكلات أسرية. وفي المقابل، نجد أن المرأة عادةً ما تكون الحلقة الأضعف بين هذه العناصر، وذلك لأنها لا تستطيع التعامل مع الوضع بالقدر الأجرأ الذي يتطلّبه. وفي المقابل أيضًا، نجد أن الكثير من هذه العائلات، سواء ذكور أو إناث، لا يستطيعون المطالبة بحقوقهم، وذلك بسبب عدم توافر الإمكانيّات المادّية أصلًا لرفع القضايا والاستعانة بالمحاكم للحصول على حق الميراث.
نعم مازال هناك الكثير من المناطق تحرم المرأة بالميراث و تستغل عواطفها من اجل حرمانها من الميراث و ذلك تحت دعاوى كثيرة جدا منها تفكك الميراث او الكتلة المالية الموجودة او ادعاء ان النساء لم تتعب فى ذلك المال او ان المال سوف يذهب الى رجال اغراب و هم ازواج تلك النساء
و لربما اذا ذهبت الى اى محكمة سوف تجد تلك القضايا منتشرة جدا و ما في المحاكم هو واحد بالمائة من ما هو موجود بالمجتمع
الامر بحاجة الى توعية كبير للمرأة و المجتمع ضد تلك الظاهرة
نعم وأؤكد لك أن هذا الأمر لازال موجوداً في بعض المجتمعات، والأغرب أنه مقبول في ثقافات وأعراف تلك المجتمعات ولا يحاول أحد تغييره!!
كمثال: هناك مجتمعات ترفض رفضاً شديداً توريث الأنثى، وبالأخص حين يكون الميراث أرضاً أو عقارات أو أصول ضخمة القيمة، فهذه الملكيات يعتبرونها من شرفهم وعرضهم ولا يجوز لغيرهم من العائلات الأخرى التملك فيها، ويقولونها صراحة ولا يخجلون من ذلك.. وإذا حدثهم أحدهم عن حق الأخت مثلاً في الميراث فيقولون له "وفي ماذا تحتاج أختنا الميراث"؟ نحن سنتكفل بكل ما تحتاجه من إنفاق..
وهناك قصص واقعية عن إخوة أشقاء رفضوا إعطاء أختهم حصتها من الميراث والتي كانت تبلغ قرابة مئة ألف جنيه مصري على سبيل المثال، ولكن حين بلغ الإبن الأكبر لأختهم سن الزواج واحتاجت أن تساهم في بناء شقة ابنها وتجهيز أثاثاتها، دعموها بمبلغ يفوق حصتها بثلاثة أضعاف!
فالأمر هنا -حسب ثقافتهم وأعرافهم- لا يتعلق بحرمان الأنثى مادياً، ولكنه يتعلق بعدم ترحيل ملكياتهم إلى غيرهم من العائلات الأخرى عن طريق الميراث! رغم مخالفة هذا لصريح الدين وشريعة الله في أرضه وحكمته من فرض أحكام الميراث!
وهناك قصص واقعية عن إخوة أشقاء رفضوا إعطاء أختهم حصتها من الميراث والتي كانت تبلغ قرابة مئة ألف جنيه مصري على سبيل المثال، ولكن حين بلغ الإبن الأكبر لأختهم سن الزواج واحتاجت أن تساهم في بناء شقة ابنها وتجهيز أثاثاتها، دعموها بمبلغ يفوق حصتها بثلاثة أضعاف!
غريب جدًا، ما الهدف من هذا التصرف؟
غريب جدًا، ما الهدف من هذا التصرف؟
كما ذكرت لك، إنهم لا يرغبون بأن تذهب ملكية أصولهم العقارية أو أراضيهم إلى الغير (مثل زوج أو ابن أختهم مثلاً) في حالة وفاة أختهم لاحقاً وأخذهم الميراث منها، لأنهم من عائلة مختلفة.. ولكن يعتبرون أن دعم أختهم مادياً في حياتها هو واجب عليهم ويعطونها أكثر مما تطلب بالفعل!
التعليقات