يمثّل اختيار السوق نقطة مهمّة جدًّا في مسار أي مشروع استثماري. لو أتتك الفرصة، أيًّا من السوقين تفضّل؟ وما هي أسباب اختيارك؟
لو آتتك فرصة للاستثمار، أتفضّل السوق الخليجي أم السوق الأوروبي ولماذا؟
في هذه الظروف الحالية فإنني أفضل الإستثمار في الأسواق الخليجية. فالأسواق الأوروبية حاليا تواجه أزمات حادة بسبب أزمة المشتقات النفطية والغاز بالإضافة إلى أنها تشهد أوضاع اقتصادية غير ثابتة وتقلبات في سعر الفائدة وهو ما يجعل منها عوامل طرد للمستثمرين نظرا للحالة الضبابية التي تمر بها. أما السوق الخليجي فهو سوق ذو أرضية خصبة للاستثمارات بالنظر إلى أن دول الخليج تتحكم إلى حد كبير بأسواق النفط العالمية بسبب غنى أراضيها بالموارد الطبيعية . ناهيك عن ذلك فإنها تمتلك العديد من المقومات التي تشجع على الاستثمار مثل : سعر الفائدة وتقديم الحوافز للمستثمرين وغيرها من العوامل المشجعة.
الاستقرار القائم على المحروقات أمر في غاية الأهمّية بدوره يا فاطمة أيضًا. أحيّيكِ بشدّة على هذه النقطة. فبالإضافة إلى الأزمات السياسيّة التي تتعرّض لها المنطقة الأوروبيّة، يمكننا في الوقت الحالي أن نحسم ظروف الاستقرار لصالح الخليج، حيث أن ارتفاع الأسعار وأزمات التضخّم العالميّة التي تعانيها أوروبا والولايات المتّحدة الأمريكيّة تبرز كم التعقيدات حول النشاط الاقتصادي هناك. ونجد علامات تجاريّة عملاقة مثل تويوتا وIBM وأمازون وغيرهم تتجه في الوقت الحالي إلى الاستثمار في مناطق الخليد وشمال إفريقيا لأكثر من سبب.
لا أحد ينكر أهمية السوقيين يا علي ولكن الأمر مرتبط بطبيعة الاستثمار الذي ترغب بإنشاءه.
ولكل منهما مميزاته الخاصة على سبيل الذكر وليس الحصر يتميز السوق الأوربي بأنه:
- الاستقرار السياسي حيث تسود أجواء الديمقراطية في غالب الأحيان في الأسوق الأوربية.
- يتمتع السوق الأوربي بالشفافية فهناك اللوائح المالية والضريبة والقوانين الصارمة التي تشجع على مغامرة بدخول السوق.
- من مميزات السوق الأوربي العملة الموحدة وهي اليورو.
بالمقابل هناك ميزات للأسواق الخليجية تجعل منها بيئة مثمرة للاستثمار على سبيل المثال:
- النمو الاقتصادي السريع والمستمر يعد من عوامل الجذب.
- الموقع الجغرافي الجذاب حيث موقع دول الخليج استراتيجي .
- إضافة لتقبل الحكومات للاصلاحات والاستثمارات ودعمها لتحسين البلاد.
بالنسبة لي لو خيرت سأختار السوق الخليجي بسبب القرب الثقافي واللغوي والديني أعتقد ستكون المشاكل أقل من السوق الأوربي بالنسبة لي.
على الرغم من عقلانيّة كل ما ذكرتيه يا أماني، فأنا أختلف معكِ فيما يتعلّق بالنقطة الأولى في النقاش، حيث أن فكرة الديموقراطيّة والاستقرار السياسي الشائعتين ف الاتحاد الأوروبي قد أصبحتا محلّ شكّ كبير فيما يخص الاستثمار تحديدًا. لا أنكر بالتأكيد أن الأمر قائم على قيم إنسانية محفوظة. لكن في المقابل، فيما يتعلّق باستقرار الموقف السياسي والرأي العام، فالاستقرار يتسحّب في الوقت الحالي من تحت أقدام الدول الأوروبيّة نحو الخليج بشكل ملحوظ.
نوع الاستثمار سيشكل فارق نهائي في اختيار السوق، فما يطلبه أحد الأسواق بشدة قد يكون منتج كاسد في سوق آخر، وهذا بالطبع ممتد للمنتجات التي تخضع أو تتأثر بالاختلافات الثقافية.
التعليقات