نعم، الدين الإسلامي أمرنا بتحقيق المصالح ودرء المفاسد، لكنني لا أقصد المواقف العابرة التي تُقدَّر بظروفها، بل أقصد صمت أصحاب السلطة والتأثير أمام الظالمين، ومصافحتهم للخونة مع علمهم بفسادهم. هذا النوع من “السكوت” لا يُبرَّر بالمصلحة، بل يُعدّ خيانة للأمانة والمسؤولية التي حمّلهم الله إياها
1
الانفلات الفكري هو الوجه الآخر المتطرّف للحرية الفكرية، ويُعدّ خطرًا لا يقلّ عن القمع الفكري. فهو يحدث عندما تُمارس “الحرية” دون وعي، أو دون ضوابط عقلية وأخلاقية وهذا بسبب مفهوم الحرية الخاطئ لدى المجتمع السطحي الذي يفهم الحرية على انها اتاحة كل شيء ،ويتعدى حتى على الثوابت كالمبادىء والقيم والأخلاق والدين ، ويسميها بالحرية الشخصية ويرفض النقد ،وهذا بسبب غياب الوعي ومحدودية التفكير والجهل ، لو لاحظتي ان المجتمع المثقف دائما يميل الى التعلم مهما وصل من مرتبة علمية ،
من الصعب جداً على الأنسان أن يمضي في طريق لم يختره هو بل يكون مجبراً عليه، فيجد صعوبة في ذلك الطريق حتى لو كان سهلاً بحد ذاته لكنه يرى نفسه مجبراً عليه فلايستطيع حتى أن يبدع فيه ،للأسف هذا مايحصل كثيراً في مجتمعاتنا في الوقت الحالي. وجهة نظرك صحيحة التخطي صعب ولو لم يكن الصبر بهذه الصعوبة لما أعطى الله للصابرين أجراً كبيرا،شكراً على مشاركتك الرائعك أسعدني تواجدك وقرائتك
أوافقك الرأي ولا أحد يُنكر أن التخصصات العلمية كالهندسة والطب يمكن أن تكون بوابة للثقافة والتأثير، كما فعل هؤلاء العظماء الذين ذكرتهم، وكلهم نماذج مُلهمة فعلاً. لكن الفرق أن العلم وحده لا يكفي ليصنع عقلًا حرًّا. هناك من يدرسون الطب أو الهندسة، ويخرجون منهما بمهنة فقط، وهناك من يجعلون منهما منصة لفهم أوسع للوجود والإنسان. الوعي لا يتحدد بنوع الدراسة، بل بكيفية استخدام الإنسان لما تعلمه، وبشغفه بالمعرفة الحقيقية التي لا تقف عند حدود الشهادة أو المهنة. لكن المجتمع يفرض
للأسف المجتمع يفرض علينا غير الذي نحن عليه ولايتيح الفرصة للأختيار ،بل يعطي فرصاً محدودة جداً ،يهتم بجانب ويترك الجوانب الأخرى ،شكراً لك على هذه المشاركة الرائعة فكرة هذه القاعدة اليابانية نالت اعجابي فعلاً إن الأنسان عندما يحب عمله يبدع فيه ، وان كان هذا العمل في خدمه للمجتمع فهذا هو المطلوب وبالتالي الفائدة تحص للجميع للمجتمع وللشخص نفسه.
نعم هو اختزال مؤلم للإنسان ولتجربته الوجودية. أن تُختصر القيمة في ما نملكه لا في ما نصبح عليه، هو تجاهل لجوهر الإنسان ككائن يتطور، يتأمل، ويبحث عن معنى. الفلسفة لم تعلّمني فقط كيف أفكر، بل كيف أنجو من الضياع في عالم سريع، سطحي، لا يتوقف كثيرًا عند الأسئلة، بل يُسكتها بالأرقام والألقاب. صحيح أنها لم تضمن لي وظيفة، لكنها منحتني ذاتًا أفهمها، وأزمة أُحاورها، ونظرة أعمق لحياتي وللموت وللعالم من حولي. وربما هذا هو النجاح الحقيقي، وإن لم يُصنَّف كذلك
حديثك عبّر تمامًا عما شعرت به في مرحلة ما من دراستي، وكأن كل كلمة كتبتِها كانت تصف صراعًا داخليًا مررتُ به أيضًا. كم هو جميل أن تتحوّل التجربة التي بدت في بدايتها “اضطرارًا” إلى باب لفهم أعمق للحياة ولنفسك. أعجبتني عبارتك “فتح نوافذ جديدة في ذهني”، فعلًا هذا هو جوهر التعليم… أن نُعيد ترتيب عقولنا، لا فقط أن نحفظ معلومات. أحيانًا لا نُدرك قيمة الطريق إلا بعدما نمشيه قليلًا. شكرًا لمشاركتك، كانت ملهمة بحق.
ربما لأننا في زمن أصبحت فيه المعرفة تُقاس بما تُنتجه ماديًا، لا بما تُحرره داخلنا. رحلتك تذكّرني بأن بعض الطرق التي لم نخترها بملء إرادتنا، قد تقودنا رغم ذلك إلى أنفسنا. نعم، الوظيفة مهمة، لكنها ليست الغاية الوحيدة. والفكر الحرّ لا يُقاس بوظيفة أو منصب، بل بمدى قدرتنا على رؤية العالم بنظرة أعمق وأصدق. شكرًا لأنك كتبت تجربتك بهذا الصدق
أحترم رأيك تمامًا، وأتفق معك أن التبذير والاستغلال سلوكيات مرفوضة، خصوصًا في ظل ما نمر به من أزمات اقتصادية وضغوط معيشية. لكن أعتقد أن المشكلة أعمق من مجرد سلوك فردي هنا أو هناك… نحن لا نفتقد فقط حسن التصرف، بل نفتقد الوعي الجمعي، ثقافة المسؤولية، والشعور بأننا جزء من كل. نعم، نحتاج إلى إصلاح ما في داخلنا، لكننا أيضًا بحاجة إلى نظام عادل يساعد هذا الداخل على النمو بدل أن يطحنه. الوعي لا ينشأ في فراغ… بل في بيئة تُكافئ
المشكلة ليست في المصلحة نفسها بل فيما تقتضيه فالله تعالى يأمرنا بطاعته واجتناب معصيته لمصلحتنا ،وكل ماذكرته في هذا المقال ايضاً فالمصلحة بحد ذاتها ليست خطيئة ،فليست كل مصلحة مذمومة، لكن حين تقتضي المصلحة الشخصية أن تصمت عن الظلم، أو تتغافل عن الخيانة، أو تضحك في وجه من يؤذيك فقط لأنها مصلحة… فهنا تبدأ الخسارة الحقيقية. فالمشكلة ليست في أن يبحث الإنسان عن مصلحته، بل حين يجعلها فوق كل قيمة ،حين يتخلى عن مبادئه ويفضل مصلحته على حساب دينه .
طرح جميل دائماً ماكنت أفكر لماذا يجب على الأنسان دائماً أن يوافق الرأي ويتعاطف مع المقربين بالرغم من أنه يخالفهم الرأي أحياناً ، وغالباً مايحدث لنا ذلك بأن نظهر التعاطف معهم وخاصة اذا كانوا من النوع الحساس ، الذي اذا خالفته في الرأي قد يتخذ موقفاً منك ، خلال تجربتي في الحياة لاحظت أن هذا النوع من الناس يريدك أن تأيده في كل مايقول واذا خالفته مرة قد تسوء حالته ويشعر بالضيق وقد يبتعد عنك اذا لم تؤيد كل مايقول
كنت استمع الى القرآن الكريم الى القارئ خليل اسماعيل رحمه الله بالتحديد ،تسائلت كيف لهذا الأنسان فاقد البصر ان يحفظ القرآن الكريم كاملاً ويقرئه بهذه التلاوة العطرة وهذا الصوت الشجي ويصبح مدرسة لتعليم التلاوة ، تسائلت ايضاً أين الناس من هكذا نموذج أين المجتمع من هكذا أنسان يصنع كل هذه الانجازات وهو فاقد للبصر . للأسف المجتمع منشغل بالتفاهه يصنع من التافهين والعاريات قدوة ،ويقلدهم كل من هب ودب ،دون التمييز بين الخطأ والصواب دون التفكير حتى الى أين يقودهم
ليس من الدقة أن نُفسّر كل ما يحدث في المجتمع على أنه “عقاب” مباشر من الله. نعم، التقصير في شكر النعم والتفريط في القيم له أثره، لكن الله سبحانه أرحم وأعدل من أن يجعل كل مصيبة عقوبة جماعية. أحيانًا ما نعانيه هو نتيجة خيارات بشرية خاطئة، وسوء في الإدارة، وتقصير في الوعي الجمعي، وهذا لا يعني بالضرورة أننا “لا نستحق النعم”، بل يعني أننا بحاجة إلى وعي أعمق ومسؤولية جماعية أكبر. القرآن يذكّرنا أن الله لا يُغيّر ما بقوم حتى
أرسطو فتح بابًا فلسفيًا مهمًا في الحديث عن التوازن النفسي والسلوكي، لكن فلسفته تفتقر إلى التحديد التطبيقي. بينما القرآن والفقه الإسلامي يقدمان نظامًا قيميًا واضحًا، فيه مقادير ومدارج، مما يجعل الأخلاق قابلة للتطبيق الواقعي ضمن معايير العدل والحكمة أرسطو لا يقدّم إجابات كمية ولا معيارية، بل يعتمد على “الحدس الأخلاقي” أو ما يسميه “العقل العملي”، وهذا لا يكفي لصياغة منظومة أخلاقية أو تشريعية يُحتكم إليها في الواقع. أما القرآن الكريم وعلم الفقه الإسلامي، فيختلفان من حيث المنهج ،يضعان درجات محددة
بالتأكيد هناك فضائل لايوجد فيها خيار وسط ،صحيح أن أرسطو يرى الفضيلة وسطًا بين رذيلتين، وهذا ينطبق بوضوح على الفضائل العملية التي تتعلق بالسلوك والانفعال، كالشجاعة (بين الجبن والتهور)، والكرم (بين التبذير والبخل). لكن لا يصح تعميم هذا المفهوم على كل القيم الأخلاقية. فبعض الفضائل ليست “وسطًا” بين ضدين، بل هي قيم مطلقة في ذاتها، كـ الصدق،العدل، الأمانة فهناك فرق بين القيم السلوكية المرتبطة بالغريزة والانفعال والقيم المطلقة بحد ذاتها.
رأي أرسطو عقلاني جداً وهو قريب من مفهوم القرآن الكريم ،فقد أشار في بعض الآيات الكريمة الى التوسط بين رذيلتين اي الاعتدال “ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً" التوسط في الانفاق بين البخل (غلق اليد ) و الأسراف. “ولا تمشِ في الأرض مرحاً… واقصد في مشيك واغضض من صوتك" وفي هذه الآية اراد الاعتدال والتوازن في المشي والصوت فهي دعوة الى الاعتدال في السلوك . “كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"