زوايا أرواح متعبة

19 نقاط السمعة
4.49 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
1

فترات نقاهة

إنني علي مقربة من السأم، هذا النوع من الملل صار يلازمني في كل مرة أقضي شهوراً كثيراً في مكاناً أعتاد الوجود فيه لا شعوريّاً، لا أستطيع عموماً الاستقرار في مكاناً واحداً مدي الحياة، ولدت هكذا أعشق السفر و التنقل في الأماكن، ليالي الجمعات يداهمنى فيها الحنين بشدة، الي ذاك الوادي البعيد، و بالأخص عند المغيب أسمع صوت ثقل الرمل المتزامن مع صوت حذائي، رافعاً حبات الرمل على ظهر قميصي، و النظرة الحزينة المعلقة في مدي امتداد ذاك الوادي، لبرهة تأتيني
3

كأبة حروف

ما أقبح البدايات في منتصف النهايات، و ما أوجع لحظات العودة من مستنقع العثرة مرة اخري، يعلم الله كم من قوة نملكها حتي نتجاوز كل القسوة التي أصابنا في أيام كدنا فيها إن نفقد الذاكرة كلياًّ من يدري ربما أصابنا وهن الزهايمر، هنالك في جلسة ما نسيت كتاباً، هنا نسيت قلادة جميلة، و هنالك في مكان ما نسيت ضحكة جميلة كنت ادخرتها للذكريات، بعد مشوار قصير نسيت قصة حدثت بين حميمية الطمأنينة، في صباحاً غائم جزئياًّ نسيت تلك النقود التي
2

واقع أخر

جلس ببطء غير معتمد مستدرجا خطواته ،، تأمل متفحصا الطاولة التي أمامه ، نظر جيدا دون أن يشيع عينناه عن محتويات الطاولة مركزآ بكل ثبات نظراته حول علبة السجائر و أعقابه المتناثرة بداخل الطفاية ، و زجاجة الجعة ، لفافة حشيشة ، سماعة الأذن ، و بعضآ من النقود المعدنية التي لا تضاجع ذاتها مطلقآ لتصبح مال وفيرآ ، و لكن هذا لا يهمه بتاتآ . في الأخر المال هو إنجاز مرحلة لا غير ،،،، بقدر ما كانت أحلامه بسيطة
1

دون عنوان محدد

و لأنني أقوي من ضعفك، أحاول الصمود لأخر رمق روح و شهقة نفس تتلفظه رئتاي ملوثاً بسموم برودك، و حتي أتهاوي دعيني غارقاً في القاع، لا تحاولين جاهدة التشبت بإيدي لأنني سأقتلاعها حتماً، و عندمآ أسقط تهطل السماء غيوماً من العزاء لتخبرني بأنني فعلت ما بوسعي من إحياءك مجدداً، من إحياء جثة كنت السبب في قتلها بطريقة عفوية، لست رجل إليٌ فأنا أشعر كما تشعرين، لكنني لا أملك عصا المعجزات لاتكئ إليها في البدء قبل إسنادك، لذلك أتحمل غموضك، تقلباتك،
5

#الي_لا_أحد

لا شيء يبدو كما يجب ، كل الأشياء بعيدة عن تلك الأحلام الوردية، بعد كل تلك المحاولات للعبور، عودنا ثانياً الي مرحلة الشيخوخة الشبابية، تلك الأيام اخذت كثيراً من اللحظات الربيعيّة، تلك الورود المتناثرة في فناء الطبيعة كانت تبدو لنا أجمل من الآن، بتلك النظرة الصبابية كنا نعشقها، نحتفي بتمايلها حول جدار الحيط المتشققة من زخات المطر، حين نعانق الخريف بإبتسامة حبيبة تغازلنا بإشارة عيدية عندما سألت القدر؟ ما بال الجمال الباذخ، إن لم تكن في وقتها الحقيقي قد لا
2

#ذات_بوح2

أكثر، ما أبحث عنه في هذا العالم الملئ بالنفاق و الزيف و الشكليات و حب المظاهر، في أرجوحة التلون و التغير حسب أنماط الماديات، عن أشياء أثمن ما فيها بيع القلوب و المشاعر دون اورشتة الضمان، عن ذاك الإنسان الذي أصبح رادئه اقيم ما في مخيلته، هو الهدوء الذي لا بعده علو صوت، لا همسة ثرثرات تباع من أجل تجميل الشخصية، لا نظرة سطحية تعني أنك ثري المظهر و فقير العقل، إنك مجرد هراء متراكم حول سلة الاوساخ لا تنفع
1

#ذات_بوح

ما اصعب البداية مرة اخري بعد أيام من التوقف مرت كأنها سنين حلت علي قلبك بأقسي الاستفهاميّة، اولها ما كل هذا البرود؟ و هالة عيناك التي ترتمي الاجفان حولها من مرارة السهر، ما أوجع الحاضر حين تقذفك نحو حياة فاصلة بين وسادة الواقع و بين بساط الأحلام، لا هذا ليس خوف بالغ الأبدية، و لا صمت حين يعجز الكلمات عن تبرئة المواقف بالحديث، و لا حتي سويعات من الحزن، نعم انه تراكم من الحكايات التي تحتاج الي دفاتر أوسع من
1

مهاجر بلا وطن

إلي ذاك الوطن الذي أحببته قبل ميلاد أبي بحقبة من الزمن، عندما كنت رماداً محشوةً في أرحام الطغأة، بين ثبات وجودي و استحالة ميلادي، كنت طفلاً اصنع سيارات صغيرة أحلم بمرورها نحو المحيط، أرتدي مخاوفي و افرغها في رصيف المكسيك، و الباعة المتجولين يصرخون حولي بلغةُ لا أعي تفاصيل بلاغتها، و الجنود يحدقوني بثقب من فاهة بنادقهم بأننا غرباء و اجانب لا نفقهه في الثقافة شيئاً، كيف لنا إن نحمل الجنسيات الأجنبية، فكرت العودة إلي إفريقيا مجدداً و تذكرت حينما