و لأنني أقوي من ضعفك، أحاول الصمود لأخر رمق روح و شهقة نفس تتلفظه رئتاي ملوثاً بسموم برودك، و حتي أتهاوي دعيني غارقاً في القاع، لا تحاولين جاهدة التشبت بإيدي لأنني سأقتلاعها حتماً، و عندمآ أسقط تهطل السماء غيوماً من العزاء لتخبرني بأنني فعلت ما بوسعي من إحياءك مجدداً، من إحياء جثة كنت السبب في قتلها بطريقة عفوية، لست رجل إليٌ فأنا أشعر كما تشعرين، لكنني لا أملك عصا المعجزات لاتكئ إليها في البدء قبل إسنادك،

لذلك أتحمل غموضك، تقلباتك، انطواعك، ضجرك، حتي مرحك التي باتت نادراً

و أحتمل بأن لا خياراً لدي سوي الاستمتاته و الكف عن التذمر

طإلما قلت لكٍ أهربي ما تشائين لأنني غير صالح للعاطفة بمكنوناتها المتعددة،

أنا شخصاً مؤذيا حد الثمالة بعبارة أقرب إلي الجامح للألم

قد تجدين حقيبتي معلقةً خلف ظهري و لا ادير كتفي مطلقاً

سأودعك بعناق فيها قسوة الذراع و أنتشاءةّ الضمةً،

ستترعشين كلما داهمك الحنين الي وداع شخصاً ما يحمل جزءاً دامغة في صفحاتك الموثوقة بالصمت، من تفاصيل رحيلي!

كل هذا التخبط و السكونّ ليس سوي تراكم الأقدار فوق طاولة

الظروف، لم أكن يوماً وجهاً سيئاً عكس ما تعتقدين.؟!

وددت لو أكتب لكٍ رسالة مضمونها بأن الأشياء من حولنا تتغير بسرعة غريبة، حتي الأشجار تنمو ملتوية السوقٌ عكس زمننا يا صغيرتي، و القهوة تبرد علي عجلة و نحن في قمة شرودنا، بأنني قصدت الحمام عبثاً لأنني باغتني الحنين إلي التفكير الصافي في تلك الإمكنة المشوبة بخرافة شواذ القرارات بمساعدة الشيطان، بأن السماء ما عادت تغازلنا بنجمة جامحة تخطف أبصارنا في منتهي روعة المشهد، أخبركٍ بكل التفاصيل المملة دون أن أخبركٍ بما يعتمل خفايا قلبي مطلقاً،

مؤخراً صارت مخيلتي تميل إلي استغبائي دوماً، بأن أعي تماماً معني أن يخدعني أحد و لا الومه بتاتاً، هو سعيداً بانه استغفلني و أنا أسخر منه لأنه أشدّ غباءاً من ادعائي للسخافة،

أذا كانت جميع الأشياء لا تناسب مقاس طموحاتي و سعادتي لا تسألي و لو للمحة كيف أبدو الآن،

دوماً ما تدركين بأنني أبسط الأشياء عندي التخلي عن تلك المقامات مهما كانت اهميتها بمجرد علوها سقف إرتفاع ذبابة مزعجةّ تحدوه الأيادي المطاردة من ضجر النوم العميق،

كنت سأكتب كثيراً و لكن غلبتني النعاس، الوجع أعمق من الكلمات و لا تأثير علي الحواس سوي هالة سواد الأرق و كثيراً من أكواب القهوة مختلفة الأذواق،

كل هذا لكي أتجاوز يوماً بساعاته الطويلة و أنام في الثانية،

و هذه الفترة أحاول الإنسحاب من الإرتباطات عمومها، و أتجنب الحديث المتناثرة فوق افواه الفارغين من زخم الادمغة،

رغم كل هذا ما زلت ذاك الشخص الملئ بالعجرفة و العناد و قليلاً من التهور و المغامرة،

لا بأس من التوقف قليلاً في محطة وسطي بما أن القطار يعدو بسرعة،

رسائل إلي لا أحد

#تمرد