ما أقبح البدايات في منتصف النهايات، و ما أوجع لحظات العودة من مستنقع العثرة مرة اخري، يعلم الله كم من قوة نملكها حتي نتجاوز كل القسوة التي أصابنا في أيام كدنا فيها إن نفقد الذاكرة كلياًّ

من يدري ربما أصابنا وهن الزهايمر، هنالك في جلسة ما نسيت كتاباً، هنا نسيت قلادة جميلة، و هنالك في مكان ما نسيت ضحكة جميلة كنت ادخرتها للذكريات، بعد مشوار قصير نسيت قصة حدثت بين حميمية الطمأنينة، في صباحاً غائم جزئياًّ نسيت تلك النقود التي دفعتها لمشتريات لا اذكرها بتاتا ً،

يوم بعد اخر تتهاوي ذاكرتي في وحل النسيان حتي نبهتني صديقتي ذات مرة قائلة " فتحي الحق نفسك أنت بقيت تنسي كثير" و ذلك بعد إن نسيت مفتاح الباب الرئيسي في الخارج،

صديقي قال لي مستنكراً شرودي " أنت بعيد يا مان معقولة نسيت الشاحن "

لانني لا اعي بذاتي بأي ذاكرة اعيش اصبحت لا أحمل معي شيئاً في ايدي مطلقاً،

نصحني البعض بمداومة قراءة القرآن عسي إن اتذكر بعض الأشياء القريبة، بذاكرة المدي القريبة،

بعد عدة محاولات فشلت تارة ًاخري و لا يعني ذلك بأن العبادات لا تجلب الطمأنينة، لا أبداً، وسط آخر سجدة كنت اتذكر جميع دعواتي التي حفظها القلب بتلقائية اللسان، في كل صلاة أشعر بأن لا شيء ينقصني، كنت أشعر أنني في قمة الروحانية، مع ذلك كدت انسئ بأنني لست طبيعياً،

كل ذلك تحدث لأسباب عميقة و سرية لا يعلم بها الله و الأنا، من دونها تلك الضغوطات النفسية التي تمر بك عند تكون في مجتمع لا يستوعب مطلقاً ما هو طموحاتك و سقف احلامك؟ و ما العمر المناسب لصراعاتك المستقبلية، شغفك و هواياتك، و اهتماماتك و خصوصية قراراتك،

البشر يتركون ذلك و ينسبون الامر للمال، و القيمة الوهمية للذات بأنك لأبد لك إن تكون غنياً و تصبح لديك زوجة جميلة تحب نقودك ظاهرياً و عشيقها خفيّة،

البشر مزيفون بشكل مثير للغثيان، متعددي الإقنعة، مثيرين للشفقة،

احلامهم في غرائزهم الجسدية، و سلطة النقد،

لذلك أنا اعيش في كوكب آخر، مع عالماًً لا يضاقني فيه أحد،

لا أحد يستطيع إن يشاركني فيه، عالم ابسط الأشياء فيه جمالية مخيلتك، حب ذاتك للوعي و المعرفة، بحثك بأشياء بعيدة عن الأكل و الشراب، بحثك عن لب الحيوات، التأمل لمخرج اخر في مساحات الكون الضيقة و الواسعة، هويتك المجردة من مسمي معين،

نحن مشوهون، مختلينً عقلياً، مختلفين، مثقوبين بالأوهام، نحن في عالم من زمن آخر، بعيدين كل البعد عن محاولاتك في بناء أسرة تتكفل بها بأشياء الاعتيادية حتي تموت في الآخر مثل جدك الذي لا يذكره أحد بقيمة علمية محددة الا بكثرة انجابه،

دعونا نصنع عالماً مخالف لطبيعية الاعتياد الروتيني

لنكن مميزين بطريقتنا الخاصة

لا يهم نجاحنا أو فشلنا

الأهم من ذلك جراءتك في إن تقود عكس التيار

شجاعتك في المحاولة،

كن شيئاً يذكر أو لا تكن مثل جدك

#كش_ملك