أحاول دائما أن أكون متميزا في بيئة كثر فيها النسخ واللصق، أقدر العميل كإنسان، وأستفسره عن تفاصيل مشروعه، فإن رأيت الأمر غير مناسب اعتذرت، وإن رأيت أني أستطيع العمل، بذلت ما أوتيت من طاقة حتى ينال رضاه، وذاك ما حدث مع عميل لي في مستقل. رأيت منه سعة صدر، وطيب نفس، وحسن خلق، فأهديته كلمات جميلة تفننت في كتابتها، وصممتها في قالب جميل. ومهما يجنِ المرء من أموال، فإنها لا تبلغ ما تبلغه كلمة طيبة اتخذت في الفؤاد مستقرا وسكنا.
0
كم جميل أن يحمل الإنسان في صدره هموم أمة أوتيت أسباب النصر غير أنها اتخذته ظهريا. وإن الذي أراه يا سيدي أن ينشر المرء هذه الأفكار في محيطه، وأن يراها الناس في سلوكه، وبهذا يكون قدوة يراها الناس أجدر بالاتباع، المدرس في مدرسته، والتاجر في متجره، والطبيب في عيادته... فحينما تنتشر القيم الإسلامية في الأفراد، يتقبلها المجتمع الذي كان غارقا في ظلمات الغفلة.
حياك الله أخي ضياء. لقد أثرتَ موضوعا فكريا جميلا، يجسد صورة واقع مرير، تجرد من هويته، وتنكر لمجد كان في أسلافه، وما أرى هذا التناحر والهوان الذي غدا غارقا فيه إلا بسبب البعد عن معين النبوة الصافي، والزيغ عن الالتزام بتعاليمه السمحة. والتاريخ يعي أتم الوعي النور الذي بعثه الإسلام في صدور أتباعه، فحرر الفكر، ودعا إلى المشاركة في شتى مناحي الحياة، بعيدا عن التعصب الطائفي، والخلافات المذهبية في أمور لا تسمن ولا تغني من جوع.