نحن الآن نعاصر واحدة من أكسل وأسوأ العصور في التاريخ الفكري للبشرية، فنحن نرى الآن أمام أعيننا فُشو الملهيات والأمور التافهة فأصبح الجميع حريص على أن يصور وينشر ويفضح نفسه أمام الملأ ويبين كم هو شخص ماديٌ وضيع وهذا من جهة، وهناك من جهة أخرى وسائل أصبحت تغذي هذا الشخص المادي التافه ألا وهي وسائل الإعلام فهذه الوسائل في عصرنا الحالي أصبحت مجرد جهات مصدرة لأراء معلبة تكون في باطنها أراء مادية تحث على التفاهة وإهانة العقل البشري الذي كان
تفكير القطيع
لعل المشكلة الأبرز التي تواجه الفرد هي إنعدام الإستقلالية الفكرية وإتباع القطيع وأفكار هذا القطيع وعدم التفرد بالرأي والتفكير والمبادئ، وهذا الإتباع الأعمى قد يسبب جملة من المشاكل التي تأزم حالة هذا الشخص وتعدم الإبداعية والتميز لديه، وأقتبس قول المهندس وخبير تحقيق الاهداف “بول رولكينز” الذي قال بأن 3% فقط من سكان هذا الكوكب هم المبدعين الذين يتفردون بأرائهم ويتميزون بأفكارهم ولم يجروا وراء هذا التفكير القطعي ولذلك يا عزيزي أعد التفكير وأنظر إلى نفسك هل تريد أن تكون من
ما الذي يبحث عنه الإنسان؟
الإنسان منذ بداية نشأته وهو يدور هائم يبحث عن كينونته، فالإنسان قد يكون حاصل على العديد من الشهادات وموجود في أعلى المناصب والوظائف ويحوز على العديد من الأموال ولكن لا يزال هائم يبحث عن ما يميزه وعن ما يثبت به ذاته، لذلك أنا أرى بأن الذي يبحث عنه الإنسان ويجب أن يحصل عليه هو حقه في “الكرامة” والإنسان في مرحلة ما من حياته سواءً كانت في البداية أو عند مشارف النهاية يتأكد بأن الضالة التي يبحث عنها هي “الكرامة”، ولكن
المصطلحات الخادعة
هنالك العديد من المصطلحات التي نسمعها ويكون لها وقعٌ مميز مثل مصطلحات: المساواة والحرية والديمقراطية والعديد غيرها على وزنها، لكن السؤال هنا هل هناك تعريف فعال وواقعي لهذه المصطلحات؟ الجواب لا بل يستحيل أن تجد تعريف يبين معناها الصحيح الذي يريدها الشخص الذي يستعملها، فكل شخص يستعملها من أجل هدف معين يختاره بعناية وهو يختار أن يعرفها بالشكل الذي يناسبه، أما المتلقي من العوام فقد يخدع بالشعاع البراق الذي يخرج من هذه المصطلحات ويصوغ عليها الخيالات والتطلعات، ولعل أكثر من
إنحدار الحالة الفكرية العربية
في إحدى المراحل الزمنية التي عاصرتها الأمم العربية كانت الأجواء الثقافية والمعرفية رغم بساطتها وقلتها إلا أنه كان لها تواجد وتأثير على المواطن العربي بل وتأثير مباشر على مختلف المدارس الفكرية الموجودة، لكن الحاصل من بداية القرن العشرين إلى يومنا الحاضر أن المستوى الثقافي والفكري العام في الأوطان العربية في إنحدار مروع، وأول من يتحمل مسؤولية هذا الإنحدار الثقافي هم المثقفين نفسهم وعلى الرغم بأن وسائل التواصل ونقل المعرفة تطورت إلا أن تلك الطبقة لا زالت في بوتقتها الخاصة، فبداية
يُقال إعلام
ها نحن ذا عام وراء عام ننظر إلى إعلامنا ونطمح بأن يكون نبراساً للحق موصلاً للمعلومة، كاشف لجميع قضايا المجتمع، لكن للأسف جميع الذي قلته مجرد أحلام، ففي الواقع شيءٌ آخر تماماً فعندما ترى أبرز ثلاث قنوات فضائية في الوطن العربي ترى العجب العجاب، فهذه المحطات أصبحت مجرد ناقل وضيع لما يريده واضعيها، وكأن المجتمع الذي يشاهدها مغيب يقبل ويهضم أي شيء تقدمه له، فعلى الرغم من وجود العديد من الطاقات الشابة الجادة التي تستطيع أن تقدم للمجتمع ما يفيده
القوة الناعمة سلاحٌ لك أم عليك
القوة الناعمة هذه العبارة لاقت رواج عند السياسيين بسبب أنه بفضلها تستطيع أن تغزي أذهان الجماهير من غير أن تطلق رصاصةً واحدة ولا أن ترسل أي جندي، في السابق كانت القوة الناعمة عبارة عن صحف تشجع الجماهير إلى تأييد طرف ما بطرقها الملتوية، لكن أبرز شكل من أشكال القوة الناعمة التي كانت موجودة في القرن السابق من وجهة نظري هي سلاح “الخطابة” وتوجيه الجماهير ولعل أبرز من استعملها هو موسوليني وهو رأس الفاشية الأكبر فهذا الشخص الذي امتهن مهنة التعليم
مع الخيل يا شقراء
لعل هذا المثل من أكثر الامثلة إنتشاراً على إمتداد الخليج، قصة المثل أن شقراء وهي بقرة كانت لا تركض إلا مع عدد من الخيول كل صباح من غير سبب، وفي الوقت الحاضر هنالك العديد من الأشخاص مثل شقراء مجرد إمعات في هذا الكون الفسيح، فبمجرد أن يذكر أحدٌ رأي إلا وترى أمثال شقراء يؤيدونه الرأي بل وحتى يدافعون عن هذا الرأي من غير أي تبرير معقول لهذا الرأي، وهناك أيضاً من أمثال شقراء لا يرون أساساً لهذا الرأي ولا يعيرون