ها نحن ذا عام وراء عام ننظر إلى إعلامنا ونطمح بأن يكون نبراساً للحق موصلاً للمعلومة، كاشف لجميع قضايا المجتمع، لكن للأسف جميع الذي قلته مجرد أحلام، ففي الواقع شيءٌ آخر تماماً فعندما ترى أبرز ثلاث قنوات فضائية في الوطن العربي ترى العجب العجاب، فهذه المحطات أصبحت مجرد ناقل وضيع لما يريده واضعيها، وكأن المجتمع الذي يشاهدها مغيب يقبل ويهضم أي شيء تقدمه له، فعلى الرغم من وجود العديد من الطاقات الشابة الجادة التي تستطيع أن تقدم للمجتمع ما يفيده وينميه، إلا أن هذا الشاب يصطدم بالواقع المر القبيح لهذه المحطات ومسؤوليها، فنحن كأفراد في هذا المجتمع لا نطلب الحياد لأن الحياد شبه مستحيل تطبيقه في جميع هذه القنوات لكننا نطلب الموضوعية، فالموضوعية عند طرح أي مشكلة تُواجه تعتبر أحد الأسباب المهمة التي تنقصنا، لكن أهم خلل متواجد في جميع وسائل الإعلام هو إنعدام المبدأ، فالمبدأ عندما يكون متواجد يعطي لهذه الوسيلة والمشرفين عليها قيمة أمام من يشاهدها ويصبح المشاهد على إطلاع ومعرفة بهذا المبدأ، ومن ناحية أخرى عندما نتطرق ونتحدث عن وسائل التواصل الإجتماعي وتأثيرها نرى في الماضي القريب بأنه قد كان لها تأثير عظيم على أفراد المجتمع لأن الذي خلفها ليست مؤسسات تمرر أجندتها بل من خلفها شباب بسطاء يحاولون نشر ما لديهم من معلومات من أجل تنوير أفراد مجتمعهم وتبصيرهم للحق، أما الآن لا تختلف وسائل التواصل الإجتماعي عن وسائل الإعلام التقليدية، لا وقد أصبحت أسوء لأن بعض هؤلاء المتواجدين في وسائل التواصل الاجتماعي لا يحركه مبدأ أو قناعة بل الذي يحركه أهوائه الشخصية الرديئة وأموال أصحاب المؤسسات الإعلامية، فالذلك عزيزي المواطن العربي عندما تسمع الأخبار أو يأتيك منشور في وسائل التواصل الاجتماعي يجب عليك البحث عن ماهية عن هذا المنشور أو هذا الخبر وابحث عن المصادر الأصلية له، ووصيتي الأخيرة لك عزيزي القارئ لا تكن كالخروف الذي يقاد ولا يدري أين يذهب، بل كن شخص فطين، واعي، صاحب بصيرة.

حسابي الشخصي في تويتر: