في عام 2015 اجتاح الألم العالم بصورة الطفل السوري ايلان كردي الطفل الذي جسدت صورته معاناة صامتة على شاطئ تركي بعد غرقه في بحر الحياة ظهرت الكاميرات بانتهاج موسيقى حزينة وتغطيات عاجلة لالتقاط تلك اللحظات المؤلمة ثم اختفت القصة بسرعة دون طرح تساؤلات عن آلاف الأطفال الاخرين المحاصرين في معاناة مماثلة وفي 2006 تبنت المغنية مادونا طفلًا من ملاوي وامتلأت وسائل الإعلام بصورها وهي تحمله من المطار انتشر الحدث عالميًا وتحوّل إلى مادة دسمة للنقاش وغطته قنوات كبرى بشكل مكثف لكن في الخلفية كانت ملاوي تعاني من مجاعات وأوضاع مأساوية راح ضحيتها الآلاف بصمت دون تغطية تُذكر القصة تكشف كيف يختار الإعلام ما يثير الانتباه ويتجاهل الكوارث الحقيقية لصالح قصص فردية تخدم مصالحه في كلتا الحالتين يتحول الإعلام من ناقل للواقع الى منتج قصص يختار ما يناسبه من زوايا ويخفي عناوين أهم لا انقاذ مهمشات ومآسي الانسانية شاركونا آراءكم