في عام 2015 اجتاح الألم العالم بصورة الطفل السوري ايلان كردي الطفل الذي جسدت صورته معاناة صامتة على شاطئ تركي بعد غرقه في بحر الحياة ظهرت الكاميرات بانتهاج موسيقى حزينة وتغطيات عاجلة لالتقاط تلك اللحظات المؤلمة ثم اختفت القصة بسرعة دون طرح تساؤلات عن آلاف الأطفال الاخرين المحاصرين في معاناة مماثلة وفي 2006 تبنت المغنية مادونا طفلًا من ملاوي وامتلأت وسائل الإعلام بصورها وهي تحمله من المطار انتشر الحدث عالميًا وتحوّل إلى مادة دسمة للنقاش وغطته قنوات كبرى بشكل مكثف لكن في الخلفية كانت ملاوي تعاني من مجاعات وأوضاع مأساوية راح ضحيتها الآلاف بصمت دون تغطية تُذكر القصة تكشف كيف يختار الإعلام ما يثير الانتباه ويتجاهل الكوارث الحقيقية لصالح قصص فردية تخدم مصالحه في كلتا الحالتين يتحول الإعلام من ناقل للواقع الى منتج قصص يختار ما يناسبه من زوايا ويخفي عناوين أهم لا انقاذ مهمشات ومآسي الانسانية شاركونا آراءكم
الإعلام لا يعكس الحقيقة بل يعيد إنتاجها حسب الطلب
الإعلام الحديث ما هو إلا وسيلة من وسائل السلطة والسيطرة على العالم، كل قناة، كل إعلامي، كل جهة (تقريبا) هي أجندة تخدم مصالح جهة معينة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
شخصيا توقفت من زمان عن متابعة هذا العبث، وكانت بداية توقفي وإدراكي للأمر من زوايا مختلفة عند قراءتي للكتاب الشهير "بروتوكلات حكماء صهيون". حيث لخص ذلك الكتاب وبعده كتاب "الأمير" لميكيافيلي نظرتي للحياة في هذا العصر وللإعلام والدول...
وبعده كتاب "الأمير" لميكيافيلي نظرتي للحياة في هذا العصر وللإعلام والدول
هذا الكتاب فيه أفكار جيدة ولكن انصحك ان لا تسلم عقلك تماما لها بل انظر لها من باب (كيف يفكر العدو) لأن فيه أمورا لا ينبغي أن نؤيد الكاتب فيها،
لكنه يفتح نظرتك عن زاوية مخفية من زوايا العدو هو والكتاب الذي قبله الذي ذكرته أيضا.
الاعلام سلاح لا يقل شأنا عن الأسلحة النووية بل قد يفوقها لأن تلك محرمة وصعب ان يتم التجرء على استخدامها لأنها تهدد الجميع ولاتفرق، أما الاعلام فتمرر عبره ما تريد ان تمرر بشكل مقنن وحتى أخلاقي بالنسبة للكثيرين مع أنه في النهاية يخدم تيارا لا يحترم القانون ولا الاخلاق ولا اي ديانة ولا حتى الانسانية
كثيرًا من وسائل الإعلام اليوم لم تعد تنقل الحقيقة كما هي بل تخدم أجندات معينة سواء كانت سياسية أو اقتصادية لكن أظن أن الحل لا يكون في القطيعة الكاملة بل في أن نحسن من مهاراتنا في الفرز والتمييز يعني بدل أن نغلق التلفاز تمامًا نحاول نتابع مصادر متعددة نقارن بين الأخبار ونرجع أحيانًا للخبر نفسه من أكثر من زاوية بالنسبة لبروتوكولات حكماء صهيون وكتاب الأمير فعلاً يفتحان عيون القارئ على طرق التفكير في السيطرة والنفوذ لكنني أعتقد أيضًا أنه من المهم ألا نسلم بأن كل شيء خاضع للمؤامرة لأننا بهذه الطريقة سنفقد الثقة في كل شيء حتى فيما هو صادق أو حيادي ربما السؤال المهم الآن هو كيف نخلق إعلامًا بديلًا نثق به وهل ممكن يكون الإعلام المستقل على اليوتيوب مثلًا جزءًا من الحل
شخصيا لا أتابع الأخبار من التلفاز من الأساس، لكني أتابع بعض الأخبار من الهاتف عبر مواقع التواصل، من بعض الصحفيين الأحرار والصفحات التي عرفت بموثوقيتها، كل ذلك مع الحذر التام.
مثلا في أحداث غزة خلال العامين الأخيرين كنت أتابع بعض الصحفيين من داخل غزة مثل صالح الجعفراوي الذين ينقلون الحقيقة كما هي دون تزييف أو تغيير، وكنت أتابع بعض المحللين الأحرار لكن مجال السياسة عموما صرت أكرهه بسبب خبث أغلبية من فيه (حتى ممن لا ينتمون لأي جهة).
آخر محلل سياسي كنت أتابع (دون ذكر الأسماء حتى لا أروج له) كان يقدم تحليلات دقيقة جدا وواقعية، وكثير من الأحداث يذكرها استباقيا ثم تحدث، ولديه عبقرية كبيرة، لكنني لما وجدته كل مرة يطعن في بعض الصحابة، وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أئمة كبار من أئمة الدين، وحتى بمنهج أهل السنة والجماعة والكثير والكثير من المقدسات في الدين كرهته ولم أعد أتابعه لأني خشيت على نفسي، والشبه خطافة مهما بلغ بالعلم الإنسان تؤثر عليه.
موقفك من متابعة المحلل السياسي مفهوم ومحترم جدًا مرات ننبهر بدقة التحليل وعمق الفهم لكن لما نكتشف هجوم مباشر أو غير مباشر على الثوابت الدينية بيكون من الصعب الاستمرار في المتابعة حتى لو كان المحتوى السياسي قوي أنا شخصيًا عندي نفس الحساسية خصوصًا لما أشوف خلط بين السياسة والدين بشكل يزعزع القناعات متابعة الأخبار اليوم صارت معقدة فعلًا والمصادر كثيرة بس اختيار المصدر النزيه بقى مسؤولية شخصية كبيرة والحذر اللي اتكلمت عنه مهم جدًا لأن فعلاً بعض الشبهات تنزلق بشكل ناعم وتترك أثر حتى لو لم نشعر به وقتها نسأل الله أن يثبتنا ويهدينا دائمًا إلى الحق
هذه ببساطة هي طبيعة كل ما يُقدم لنا من أخبار وإعلام وميديا، وهم يعلمون جيدًا كيف ينتجون القصص اللامعة، والمؤثرة في عقول المستمعين، سواءً بإضافة الموسيقى أو تغيير نبرة الصوت أو إضافة خلفيات سوداء.. وهكذا. طيب.. ذكرتِ موضوع القصص الفردية وتجاهل الجماعية، تلك هي حيلة عقلية أخرى، هم يعلمون أن قدرات الإنسان على التعاطف مع "الفرد" أكثر من الجماعة، وعليه فإذا كانت حملة تبرّع مثلًا، سأضع لكِ قصة مؤثرة لطفل واحد، وليست لملايين من الأطفال لأنكِ لن تستوعبي العدد، وغالبًا لن تهتمي بالاستماع، أو تقديم تبرعات، الأمر نفسه مع قصة مادونا، منها تلميع صورتها الشخصية، وإظهار جوانب إنسانية، ومنها عمل قصة ناجحة وكسب الملايين، ولكن في الأغلب لا تذهب أي من الملايين إلى تلك البلدان (إذا كانت القصة نفسها لمدح الممثل/المغني، وليس تسليط الضوء على القضية).
النقطة الأخيرة التي أثرتها هي معظلة وكارثة حقيقية خاصة هذه الأيام مع أزمة غزة، تذكرت إعلان رائج على فيسبوك يبدأ بـ "هاي العبوة" وإعلانات أخرى تبدأ بشيوخ يتحدثون عن دعم جمعية معينة (واضح أنها منتجة بالذكاء الاصطناعي) والله وحده يعلم حجم التبرعات التي يدفعها حسنوا النية إلى المخادعين والتجار بالقضايا عاملهم الله بعدله.
الحرب الأخيرة أظهرت لنا شرا مستطيرا يسكن في البشر، الآلاف هناك يموتون ويجوعون كل يوم وهؤلاء بدم بارد لا يتورعون عن تلك الأموال التي لو فقط تركوها ربما كانت ستصل فعلا عن طريق أيدي أمينة! وإلى الله المشتكى.
فعلاً هذه النقطة مؤلمة جدًا لأن هناك أشخاصًا يمتلكون نية صادقة للمساعدة ويصدقون أي إعلان يشاهدونه خاصة عندما يكون فيه شيخ أو شخصية مشهورة أو حتى صوت مؤثر يستعطف الناس وفي النهاية تذهب تلك الأموال إلى أشخاص لا يمتلكون أي ضمير ويستغلون القضية أبشع استغلال المحزن أكثر هو أن هناك وسائل موثوقة يمكن للناس التبرع من خلالها لكن للأسف لا يكون لديهم دائمًا الوعي أو الوقت للتحقق من الجهة التي تجمع التبرعات وهذا ما يجعل المستغلين يربحون أكثر فالأزمة ليست فقط في وجود محتالين بل المشكلة أيضًا أنهم يستخدمون القضايا الإنسانية للضغط على مشاعر الناس وهذه أكثر ما يؤلم لأن الضحية يكون شخصًا نقيًا نوى الخير وذهب ماله إلى من يتلاعبون بالمشاعر
نعم يا هارون، مؤسسات كثيرة كانت تجمع تبرعات باسم الدين أيضًا، ولم يصل أي منها إلى المتضررين من أهل غزة، وهذه للأسف أسوأ نقطة بخصوص كيفية مخاطبة عاطفة الناس، ولا سيما لو ربطت بين عنصري العاطفة والدين، ستدفع الناس بلا شك، لإنها تثق في كل ما تراه، وهي مشحونة أصلًا بالأسى والألم تجاه ما يحدث للمتضريين.
الإعلام يجيد استغلال ذلك تمامًا ليس فقط في التبرعات بل حتى في القضايا السياسية أو الحروب فنادرًا ما يُركّز على معاناة الشعوب ككل بل يُظهر قصة شخص واحد ويُضخّمها ليجعلك تتعاطف أو تغيّر رأيك في القضية بأكملها لقد أصبحنا كأفراد نستهلك القصص كما نستهلك الوجبات السريعة نسمع القصة نتأثر قليلًا ربما نشاركها أو نُعجب بها ثم ننساها وكأنها لم تكن والنتيجة هي شعور زائف بالوعي والاهتمام دون أي فعل حقيقي ويمكننا أن نُطوّر وعينا من خلال العودة إلى الصورة الكاملة بدلًا من الانشغال بالقصة المنفردة فقط وذلك بطرح أسئلة حقيقية مثل لماذا يحدث هذا من المستفيد ما السياق الأوسع نحتاج إلى القراءة من مصادر متنوعة والاستماع لوجهات نظر مختلفة وتجنّب التفاعل السريع المبني على العاطفة فقط كما ينبغي أن نحاول الربط بين القضايا بدلًا من التعامل مع كل حدث وكأنه معزول عن غيره والأهم من ذلك أن نربط الوعي بالفعل مهما كان بسيطًا مثل مشاركة واعية أو دعم لقضية حقيقية أو حتى نقاش صادق مع الآخرين
أظن أن المشكلة الأكبر لا تكمن فقط في انتقائية الإعلام، بل في تحوّله إلى صناعة تحكمها خوارزميات الانتشار ومقاييس التفاعل. فالقيمة الإنسانية لأي حدث لم تعد كافية ليأخذ حيّزه في التغطية، ما لم يُترجم إلى عناوين لامعة أو صور قابلة للمشاركة. هذه الآلية تخلق وعي زائف، لا يرتبط بحجم المعاناة بقدر ما يرتبط بمدى قابليتها للظهور. من هنا، تصبح القصص التي تُروى ليست بالضرورة الأكثر أهمية، بل تلك التي تحقق أهداف سردية أو تجارية.
فعلًا كلامك جعلني أفكر كيف أصبحنا نستهلك الأخبار كما نستهلك أي محتوى ترفيهي كل شيء أصبح مرتبطًا بعدد الإعجابات والمشاهدات وأحيانًا القصة الحقيقية تختفي وسط الضجة التي لا تقف خلفها حقيقة ربما جزء من المشكلة أننا كمجتمع بدأنا نعتاد على السطحية ونسير خلف العناوين بدلًا من أن نسأل ما الذي وراءها أو من الذي اختار أن نعرف هذه القصة وننسى الأخرى أرى أن الحل يبدأ من وعينا الفردي حين نقرر أن نتعمق ونقرأ من مصادر مختلفة ونسأل دائمًا لماذا نرى هذا ومن الذي اختار أن يُظهره ويُسكت عن غيره
من ملك قوتك ملك صوتك. الاعلام في النهاية صوت، والصوت يعود لصاحب، وهذا الصاحب.. مملوك لقوة ظالمة تغلف بشاعتها بقناع اخلاق الانسانية وتتنصل منه عند اول عقبة يستخدم فيها ضدها مما يحدث الان مع اطفال غزة، هل ملايين الاطفال الابرياء الذين يتعرضون للظلم، التجويع، التشريد، القصف.. محتلف انواع التنكيل، أقل شأنا من طفل غريق مثلا؟
إنه الواقع القاسي، الواقع الذي يحكمه من يمتلك الصوت، ومن يمتلك الصوت اليوم، لا هو بأمير المؤمنين.. ولا حتى حاكم عادل.
للأسف هذا حقيقي ومؤلم فالإعلام اليوم لم يعد مرآة للواقع بل أصبح سلاحًا في يد الأقوى يظهر ما يشاء ويخفي ما يشاء أطفال غزة يتعرضون لجرائم يومية ولكن التغطية الإعلامية أقل بكثير من حجم المأساة وكأن الألم يقاس بالجنسية أو بمدى الاهتمام الغربي فالصورة نفسها التي تهز العالم في مكان تمر مرور الكرام في مكان آخر وهذا يدفعنا لنسأل هل أصبحت الإنسانية انتقائية أم أن الصوت هو ما يحدد قيمة الحياة؟ يجب أن نبدأ بفضح المعايير المزدوجة ونشر الوعي لأن السكوت يبدو كأنه موافقة ضمنية على الظلم
انقلبت الحافلة التي كانت تقل صديقي مع مجموعة من العمال أثناء توجههم إلى العمل، ولحسن الحظ، لم تُسجّل وفيات، وتم اتخاذ الإجراءات الطبية والإدارية الضرورية. لكن الغريب أن أحد المصابين عاد إلى العمل خلال نفس الأسبوع، متجاهلين وضعه النفسي الصعب، فيما أُكمل باقي المتضررين فترة النقاهة رغم خطورة إصابات بعضهم.
لاحقًا، صُدم الجميع بقرار هيئة التأمين التي أغلقت ملف الحادث بعد تعويض حالة واحدة فقط، رغم التزام الشركة والعمال بكافة الإجراءات. بدا الأمر وكأن الهيئة تلاعبت بالملف لتقليص المسؤوليات، ما اضطر المتضررين إلى اللجوء لمحامٍ للمطالبة بحقوقهم.
تُذكّرني هذه الحكاية بما فعله فيلم "تايتانيك" حين ركّزت الكاميرا على قصة حب البطلين، وتجاهلت مئات الضحايا الذين غرقوا بصمت. تمامًا كما تفعل بعض وسائل الإعلام، التي لا تسعى لحلول بقدر ما تركض خلف الإثارة اللحظية، بل وقد تُموّل أحيانًا للتعتيم على قضايا إنسانية تستحق أن تُروى بعدالة.
المشكلة أن الناس غالبًا ما تركز على الجانب الظاهر فقط من الحوادث مثل الذي عاد إلى عمله بسرعة وكأنه بخير بينما قد يكون من الداخل محطمًا الحوادث لا تترك أثرًا جسديًا فقط فهناك من يعيشون في صدمة لسنوات لكن لا أحد يأخذ ذلك على محمل الجد والمشكلة الأكبر أن بعض الجهات مثل شركات التأمين تتعامل مع القضايا كأرقام وملفات وليس كأرواح وأشخاص مروا بتجارب صعبة ما حدث مع العمال فعلًا يجعل الإنسان يفقد ثقته بالمؤسسات وكأن حقوق الإنسان آخر ما يهمهم الإعلام أيضًا له دور فعندما يتجاهل القصص الحقيقية ويركز فقط على العناوين الرنانة نفقد المعنى الأساسي من التغطية وهو أن نسلط الضوء على الخطأ لكي لا يتكرر
بالعودة لاستغلال القضايا الإنسانية، فالإنسان المعاصر يميل بطبيعته إلى الكسل، وغالبًا ما يتهرب من القضايا الجادة لأنها تتطلب جهدًا ذهنيًا أو عاطفيًا، لذا يلجأ إلى تخدير ضميره بالتشبث بإنجازات وإن لم يكن له فيها دور مباشر. حتى القضايا الإنسانية لا تجد صداها إلا إذا صيغت بطريقة تجعله يشعر بالبطولة لمجرد تفاعله معها.
هذا السلوك له جوانب إيجابية وسلبية، فبالرغم من أن كثيرين لا يُظهرون احترامًا حقيقيًا للإنسانية، يمكن استثمار هذا الميل في توجيه الرأي العام، إن تم التعامل معه بذكاء.
أعتقد أن الإعلام رغم أهميته قد يُشوّه أحيانًا بعض الحقائق والمآسي إما بالتضخيم أو بالتجاهل فهو قادر على أن يجعل شعوبًا بأكملها تظهر بصورة سلبية من خلال تسليط الضوء على مشهدٍ واحد وتعميمه أو من خلال سردٍ منحاز يخدم توجهًا معيّنًا.
للإعلام وجهان وجه مضيء يسلّط الضوء على القضايا المنسيّة وآخر مظلم قد يُقصي الحقيقة إذا تصادمت مع مصلحته أو روايته.
ليس دائمًا مرآة صادقة أحيانًا يكون عدسةً مائلة تُكبّر ما يريد وتُخفي ما لا يُناسبه.
بالضبط الإعلام ليس دائمًا محايدًا أحيانًا أشعر أن هناك أحداثًا كبيرة لا تأخذ حقها من التغطية وكأنها غير موجودة وفي الوقت نفسه نجد تركيزًا كبيرًا على مواضيع أخرى أقل أهمية لكنها تخدم توجهًا معينًا وقد يؤدي ذلك إلى أن يحصل المتلقي على صورة غير دقيقة عن الواقع وهذا يحدث كثيرًا عندما يُعرض خبر أو تقرير من زاوية واحدة دون تنوع في المصادر أو وجهات النظر فالإعلام أداة قوية فعلًا لكن خطورته تكمن في أنه يمكن أن يوجه الرأي العام بسهولة إذا لم يكن لدى الناس وعي ومتابعة ناقدة
الإعلام كثيرًا ما يصنع الزوايا التي يريدنا أن نراها، فيُضخم حدثًا فرديًا ويتجاهل مأساة جماعية، ليعيد تشكيل الوعي العام حسب أولويات لا تعكس حجم المعاناة الحقيقي.
أراه يحدث كثيرًا خاصة في أوقات الأزمات عندما يسلّط الإعلام الضوء على جانب معين ويتجاهل جوانب أخرى أكثر أهمية فيبدأ المتلقي برؤية الصورة من زاوية ضيقة ويظن أنها كل الحقيقة مع أنها مجرد جزء منها والمشكلة أن ذلك يؤثر على طريقة تفكير الناس وتعاطفهم وردود أفعالهم كأن الإعلام لا يكتفي بنقل الحدث بل يقرر أيضًا كيف نفهمه وذلك يجعلني دائمًا أحرص على متابعة أكثر من مصدر ومقارنة المعلومات كي أرى الصورة بشكل أوسع قليلًا لأن في النهاية يمتلك الإعلام قوة توجيه مشاعرنا لا أفكارنا فقط وهذا ما يحدث كثيرًا عندما نُصدّق كل شيء دون أن نسأل لماذا قيل الآن ولماذا بهذه الطريقة
التعليقات