فارس بن زيادة

مُجرّدُ شخصٍ كانَ، ولا زال يُكافِح من أجلِ أن يكون. مدوّنتي:

http://zarrafa.blogspot.com

96 نقاط السمعة
25.2 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
افتتاحيّة كامو تشُدُّ الذهن، وترسخ في الذاكرة، لغرابتها، قِصر كلماتها المتراصّة وقُوتّها. كانت هي أوّل ما حضرني عند قراءة منشورك. لكنّني بعد مطالعة تعليقك، تذكّرتُ افتتاحيتين أخريين: الأولى لدوستويفسكي في «رسائل من تحتِ الأرض» (ترجمة أنيس زكي حسن، دار الأهليّة): «أنا إنسانٌ مريضٌ، إنسانٌ حقُودٌ، إنسان ممقُوتٌ. وأظُنُّ أنّ كبِدي مريضةٌ، إلّا أنّني على أيِّ حالٍ، لا أعرِفُ شيئًا من مرضي، فلم أستشر طبيبًا، ولم أفعل ذلك قطُّ، ولذلك لا أعرفُ علَّتي». الثانية لكارلوس رْوِيث ثافُون في «ظلّ الريح» (ترجمة
مرحبًا. هل أعدتَ قراءةَ نصِّ «الغريب» الافتتاحيّ مجدّدًا؟ إذْ على ما يبدُو، لم تبتدئ الرواية يومًا مثلما ذكرتَ في تعليقك. راجع النصّ الأصليّ (L'Étranger): «Aujourd’hui, maman est morte. Ou peut-être hier, je ne sais pas. J’ai reçu un télégramme de l’asile: « Mère décédée. Enterrement demain. Sentiments distingués». Cela ne veut rien dire. C’était peut-être hier». أو النصّ العربيّ المُترجَم (ترجمة محمّد آيت حنّا، دار الآداب): «اليومَ ماتتْ أمِّي. أو لعلَّها ماتتْ أمس. لستُ أدري. وصلتني برقيّة من المأوى: «الأمُّ
أَخْذُ لُغةٍ ما على أنّها «شعريّة خشبيّة» لا يعني أنّها تنتهي عند نُقطة الشعر والخشب الميّت، فهذه اللغة نفسُها كان قد كُتِب بها في الجبر والمطابقة، في الطبّ، في القضاء، في علم الكلام، في الفلسفة... إلخ، وهل هذه كلُّها علُومٌ ودراساتٌ تحتاجُ المشاعر في صياغة مواضيعها؟ لا، بل إنّك - ربّما - أخذتَ هذه النظرة، لأنَّ العربيّة في عصرنا هذا لم يبقَ لها حياةٌ إلّا في الإعلام العربيّ، في الدين الإسلاميّ والأدب، في نقل الهراء وفي التعبير عن الإيمان والأحاسيس.
تمام.
ممتنّ لتأكيدك اللطيف. من واجب القول أنّ النصّ ليس لي، بل أنا مترجمٌ لهُ، لكن لنفرض أنّ تعليقك قد وصل لصاحبه الحقيقيّ.
بدايةً، فإنّ «كلّ المصطلحات» ليست لي بل لصاحبها، وما أنا غير ناقلٍ للحديث من لُغة إلى لغةٍ أخرى. خرُوج الغرب عن شريعة دينٍ ما شكّل مآسٍ، لكنّها تشمل الأخلاق، لا الحضارة، وإذا كانت الأخلاق جزءًا من الحضارة، فزاولها لا يعني زوال هذه الحضارة قاطبة. إضافةً لهذا، التمسُّك بالدين (عدم الخروج عنهُ، بتعبيرٍ عكسيّ لتعبيرك) لا يصنع بالضرورة «نجاحاتٍ وحضارات»، بل في بعض الأحيان (كما حدث لأمّتنا المسكينة) الفهم المتعصّب له، ورفض التجديد في فروعه، قد يُؤدّي إلى الهلاك، أو في
تمام.
أشكرُ مروركَ الطيّب.
مقّدمة تعليقك مثيرة للانتباه، بعمليّة تخمين أسماء الكتّاب - مع كتبهم - الذين لهمُ التأثير في كاتب ما. من السيّئ أن يُؤثّر مثل هذا النصّ - لاحقا - على صاحبه، الأسوأ هو أن يكتب الكاتب عن نفسه في مثل هذا النصّ. ردّا على ملاحظاتك: 1. يُؤثّر المستشفى على بطل القصّة أكثر ممّا يفعل شخص آخر، تبدو الفكرة غامضة وغريبة، خاصّة أنّها مصرّحة في السطور الأولى، لكنّها تتجلّى في: «رأيتُ فيها وأنا غارقٌ في تأمّل بياض وجهها مع بياض أروقة المستشفى،
مرحبًا إناس. إفراز الدوبامين يُعتبر غداءً جيّدًا للعقل، وكما هو معلوم، فإنّ إفرازه غير مرتبط بالنافع أوِ الضارّ، فبالنسبة لعقولنا: أكثر ما يُحفّزها هو جيّد بالنسبة لها، ولو كان سيّئًا في الحقيقة بالنسبة لنا (مثل المتعة اللحظيّة الناتجة عن مقطع قصير من أربعين ثانية، الذي يتجدّد عشرات المرّات، ذاتُ الأمر مع منشورات الفيسبوك التي تتباع بأخبارٍ جديدة كلّ لحظةِ تحديثٍ للصفحة). ليسَ في الأمر تعمّد، القضيّة كلّها تكمنُ في الاعتياد أوِ ما يُسمّى الأسلوب، ليس من السهل أن تتجرّد من
تمام، شُكرًا لإثرائك الموضوع أكثر.
أودّ شكرك على تعليقك الرائع، ومرورك الذي أسعدني. لقد مارستُ السرد سابقًا، أحيلك إلى قصّتين قصيرتين، كانتا آخر ما كتبتُ لهذه الساعة. قصّة «اليوم الوحيد» التي نشرتها هنا في حسوب: https://io.hsoub.com/2SS_2SERA/125170-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF وقصّة «بيت الغفران»: https://drive.google.com/file/d/1B34YBYdbgrMZEcX8n7gDMGoU8kfRX70S/view?usp=drivesdk آمل أن تمدّني بآرائك وانتقاداتك إذا قرأتهما.
أشكر لكَ تعقيبك الجميل، ومرورك على النصّ، آملُ أنّك خرجتَ بخيرٍ وعلى خيرٍ، كما نحاول فعل ذلك.
أرى أنّ كلّ ما قلتِه صحيحٌ، وكم يعجبني الاقتباس من همنغواي، ذلك الشخصّ الجادّ والمرح في آنٍ واحد. سعيدٌ بوجودكِ في هذا المقام.
إنّ الشيئ الذي يستحقّ القراءة لا يأتي إلّا بعد وقتٍ يا إيناس، فما فائدة كَثرة الكتابة بلا جودةٍ تُذكر؟ لقد أثريتِ الموضوع بشكلٍ لا يتّفق معهُ وصفٌ، وزدتِ من أفكاركِ ما يصلح لصناعة نصٍّ أفضل. أولئك البخلاء (كما وصفتهم) لا يعرفون حقّا أنّهم كذلك وهذا أمرٌ مؤسف. دائما ما يسرّني مرورك الطيّب، الذي يحيي النفس، والفكر.
جميلٌ هو أمركِ. بالتوفيق.
من دواعي سُروري. شُكرًا لمرورك.
آمل أن لا يسري في دمي «سمّ الغرور» كما وصفه ثافون ببراعة في «لعبة الملاك»، وأعلم أنّك وضعتني في موضع تحيط به هالة ضخمة من النور الساطع، ولا أعتقد أنّني أستحقّ كلّ هذا، أو أستحقّ كلّ ما قلتِه. من حقّكِ أن لا تغفري لي لذلك السهو الجسيم، «في كثيرٍ من الأحيان نُخطِئ» كما قالت صفاء، رغم المراجعة والتدقيق لعشرات المرّات، والكتابة وإعادة الكتابة غفلتُ عن تلك الكلمة؛ أشكركِ على دقّتك اللامتناهيّة. أتشرّف بثقتكِ الكبيرة، آمل المرّة القادمة أن لا تغنيك
أنتظرُ هذا.
لقد فهمتِ أنّ الوجهة تتحدّث من منطلق جسديّ «فقط» لأنّكِ لم تُكملِي القراءة، لأنّنا تطرّقنا لأشياء أخرى فيما تبقّى، ولهذا لم يكن تركيزي على الجانب الجنسيّ فقط. أردتُ نقل ما يمكن للأنثى (وقد يحدث هذا كذلك للذكر) أن تعانيه في المراهقة. سآخذ بنصيحتك، بل هي مأخوذةٌ من قبلُ، وأثرها واضح في بعض أجزاء القصّة التي حكمتِ عليها قبل أن تكمليها للأسف. على كلّ حالٍ، شكرا لمرورك الدائم عفاف.
لا بأس، فهمتُ قصدك، لكنّ هذا معروف في كثيرٍ من الأعمال الأدبيّة، بداية فصل ما (أو قصّة) باقتباسات محدّدة لا يُشترط معرفة مدى صحتها من خطئها بقدر ما يكمن هدفها في وضع صورة مصغّرة للقارئ عمّا هو بصدد قراءته. آمل أنْ لا يُرهقك الطول، وآمل أن تحصل على قراءة ممتعة إن قرأتها.
هل قرأتَ حقّا كلّ القصّة؟ لا يكفي، هو اقتباسٌ جاء لتفهيم القارئ ما هو بصدد قراءته. آمل أن تعيد التفكير ولا تتسرّع.
أعتقد أنّك صائبة فيما تكهّنتِ، أنا أبلغ سبعة عشر عامًا. نعم، ما برهنته هذه الصبيّة هو عظيم، أتذكّر قول أحد علماء النفس: «نحن نستغلّ نصف قدراتنا» إن لم يكُن أقلّ. هنيئًا لمثابرتها العظيمة، وآملُ أن تواصل على هذا المنوال. آخر ما قلتِه كان صادِقًا جدًّا، في نهاية المطاف ستسير الأمور بخيرٍ، إذا سعينا له.
أوافقك في رأيكَ.
تمام، هذا هو المهمّ.