ولكن الذي يصدق في علاقاته فلن يأخذ دون ان يعطي، وهذه هي المشكلة من البداية، حتى وإن كان الإبن فسيحاول بقدر استطاعته ان يعوض اهله ويعطيهم ما يستطيع حتى وإن كان شيئ بسيط
0
ولكن ان تعود الشخص على العطاء سيراه امرًا مستحقًا وليس شيئًا يدعو للإمتنان، وسيرى نفسه مستحق لكل هذا العطاء وان له الحق في فعل كل شيئ حتى في الخيانة لأنه مع الوقت سيرى انه افضل من الشخص الآخر، فلما لشخص جيد ويثق في نفسه ويراها جيدة ان يعطي بلا مقابل، سيرى الطرف الآخر ان هذا جزء من الشعور بالنقص وانه أفضل ويمكنه فعل كل شيئ يريده
اظن ان هنا في مصر يوجد الكثير من العوامل السياسة التي للأسف تجعل الإنسان لا يهتم بأي شيئ يحدث امامه، فكما رأينا في السنين الماضية كل من كان يهتم او يقرر التحدث وعدم المشي مغمض العين مع القطيع كان إما لا نسمع عن أخباره بعدها ثانيًا، او يكون محظوظًا ليجد الوقت الكافي للهروب من البلاد قبل ان يحدث هذا، لذلك تعلم الناس مع مرور الوقت ألا يلتفتوا لما يحدث حولهم ويحاولوا فقط العيش في أحداث حياتهم
سمعت من قبل ان فكرة تحديد النسل او تحديد عدد الأبناء ليست محبة في الإسلام وفي العموم ارى ان إنجاب اكثر من طفل يكون مفيدًا جدًا عندما يكبرون وقد رأيت هذا عمليًا، ف حين تنجب طفل واحد او اثنين وعندما يكبرون يشعرون بأن العائلة اصبحت صغيرة للغاية او كما يقولون "العزوة"، ولكن إن كانوا اكثر من هذا فيكبرون ليشكلوا عائلة رائعة كبيرة وفيها كل من تحتاجه، واظن اننا شخصيًا رأينا هذا في صغرنا في الأجيال الأكبر قد تصبح مشكلة الجيل
لا ارى ان اي من هذا يتحول لما تقول عنه إن كان لدى الإنسان وعي كافٍ برغباته وكيف يسيطر عليها او يتعامل معها بشكل صحيح، وارى ان الحل في كل هذا هو الطموح والتطلع مع الكثير من الرضا، فإذا كان الإنسان يتطلع الى مال اكثر دائمًا فلا مشكلة في هذا، ولكن تصبح المشكلة موجودة إن لم يكن راضيًا عن حاله الآن، لذلك ارى ان المنطقي هو تعلم كيف نتعايش مع هذه الرغبات ونجعلها في صالحنا
في رأيي ان الهدف من كل هذا هو الوصول للسعادة، فالإنسان يكون محتاجًا جدًا للسعادة ويظن انه سيحققها إذا حقق شيئ من هذه الأشياء كالمال او غيره، ولكن لو فقط حاولنا النظر بعقلانية لما حولنا لوجدنا ان السعادة يمكن صنعها من اشياء ابسط بكثير وان كل هذه الأشياء الاخرى كالمال والشهرة ما هي إلا شيئ منتشر يظن الناس انه السبب في السعادة، فيضيع عمرنا في البحث عن السعادة الكاذبة
في الحقيقة اتفهم هذه الفكرة، وهي غالبًا تأتي حينما نأخذ قرار مختلف عما يتوقعه الناس او نخيب آمالهم، وفي الحقيقة ايضًا تعلمت انه ان قرر الإنسان التفكير في هذا الشعور وإعطائه اكبر من حجهم سيخسر الكثير ولن يستطيع العيش سعيدًا ابدًا تعلمت هذا بطرق كثيرة، ومنها حينما قررت ان اختار تخصص عكس الذي توقعه الجميع واقل منه فقط لأني احبه وشعرت بالراحة له، حينها وحتى الآن واجهت آراء كثيرة واناس تنتقد وحتى لدرجة التحقير، ولكن تعلمت الا اهتم لهذه الآراء
في الحقيقة احيانًا نختار الفهم والتعب لمعرفة الإنسان بشكل اوضح ولكن هذا يكون فقط مع من نحبهم بشدة ونرغب في الإقتراب منهم، اما ان كانوا اناسًا لا نهتم بهم او ليسوا مهمين لدرجة كبيرة فنختار الأسهل وهو التجاهل والحكم عليهم وهذا يظهر بوضوح في تعاملنا مع الناس سواء في الشارع او في العمل او في الجامعة، نختار الأسهل وهو عدم التعمق في شخصياتهم ونحكم عليهم من اللحظة الاولى او النظرة الاولى، في الحقيقة انا شخصيًا اقوم بهذا كثيرًا في الجامعة،
ولكن إن قررنا ان نعيش على فكرة ان افكارنا ستتغير في الغد فلن نولي إهتمامًا بما نقوم به الآن، ولذلك اظن ان هذه نعمة من نعم الله علينا ما علينا فعله فعلًا هو فقط الوعي بأن فكرة كهذه موجودة ويمكن ان تحدث وألا نوقف حياتنا عليها سواء قبل ان تحدث او حتى بعدها، والامر الآخر هو ان نسعى فيما نقوم به اليوم بكل طاقتنا كيلا نندم فيما بعد
العطاء الصحي هو شيئ متبادل او على الاقل يقابل بتقدير، ولكن في اللحظة التي يشعر بها الإنسان ان لا احد يرى ما يعطيه او انه اصبح شيئًا طبيعيًا حينها يصبح العطاء غير صحي، والصمت والتنازل ليس من الطبيعي ان يكونا علامات حب ف لو كان حبًا فعلًا فلن يرضى الطرف الآخر بأن نتنازل بل يكون كل اهتمامه هو إسعاد الشخص الآخر وتقديره
احاول ألا اجعل الامر يؤثر علي بشكل كبير، واحاول وضعها في خطة الاسبوعين التاليين، اما إن كنا نتحدث عن المهام الكبيرة فلا اظن ان الامر يحدث ف اكون على الاقل انجزت جزءًا كبيرًا منهم، وإن لم اقم بهذا ف احاول ان ابحث عما قمت به، قد يأتي شيئ في المنتصف يكون اهم ويجب الإنتهاء منه اسرع ولكن يكون مفيدًا ايضًا، فيكون مواساتي هو اني انجزت شيئًا آخر ليس أقل اهمية
ما سيثير السخرية اكثر هو ان يمشي كل هؤلاء الأشخاص كأنهم في قطيع من الأغنام ومن يرفع صوته او يختار الإعتراض يصبح مثيرًا للسخرية، إن كان الممثل او المغني يرى شيئًا من منظوره او يرى ان لديه رسالة يريد إيصالها فلديه كامل الحق في التحدث عنها ومحاولة توضيح رأيه، وهذا هنا يختلف تمامًا عمن لا يتحدثون إلا للسخرية من الآخرين وليس لديهم رأي او اساس واضح يبنون عليه موقفهم سواء كان ممثلًا، مغنيًا، او حتى راقصًا يجب ان يكون لهم
كان من الاسهل ان يعتذر ويطلب منها الإعتذار بدلًا من كل هذا، يدهشني كون الرجل يمشي دائمًا مغترًا بفكرة ان الرجال قوامون على النساء ولكن حين يأتي الامر إلى موقف كهذا يصبح كأننا نتحدث إلى طفلين يرفض كل منها الإعتذار، إن كان الرجل يريد ان يتم معاملته بإحترام وكل هذه الامور التي تنص عليها الرجولة في مصر عليه على الأقل ان يكون أكثر تفتحًا وعقلانية في التعامل في مواقف كهذه، وليس التذمر وإختيار عدم الإعتذار لأن الطرف الآخر لم يعتذر