لا أحد منا لا يستخدم الهاتف. فهو لم يعد مجرد جهاز لإجراء المكالمات فقط، بل نستخدمه أيضًا لتصفح الإنترنت. لم نعد نتركه لحظة واحدة، ولكن ما يربطنا بالهاتف ويجذبنا أثناء العمل أو الدراسة هو الإشعارات. لقد أصبحنا نعاني من إدمان الإشعارات، فبمجرد سماع أي صوت، نركض ونترك كل شيء لتفقد الهاتف لنرى من أرسل لنا رسالة، أو من ترك إعجابًا، أو تعليقًا على إحدى منصات التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، نشعر بالإحباط وخيبة الأمل إذا اكتشفنا أن هذا الصوت لم يكن صادرًا من الهاتف فعلًا. لذلك، لم تعد الإشعارات مجرد وسيلة لتنبهنا بالمستجدات، بل تحولت إلى طريقة تسيطر على يومنا وتتحكم في أولوياتنا.

ولاحظت أن إحدى صديقاتي أيضًا لا تستطيع التوقف عن تفقد الهاتف عند رؤية الإشعارات، حتى عندما نجلس معًا ونتحدث عن أمر هام، إلا أنها تترك كل شيء، مهما كان، لحظة سماع صوت هاتفها. بل وصل الأمر أحيانًا إلى أنها تسمع صوت الإشعارات لتكتشف أنه وهمي، أي أنه صدَر من دماغها وليس حقيقيًا. ولإحدى قريباتي أيضًا عادة ترك صوت الهاتف مفتوحًا أثناء النوم لتستيقظ عند سماع صوت الإشعارات.