في ظل تصاعد دور الذكاء الاصطناعي في إنتاج المعرفة، أرى أنه يواجه تحديات جدية تتعلق بجودة المحتوى الذي تنتجه هذه النماذج، حيث مع تزايد الاعتماد على المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي في تدريب هذه النماذج، تظهر مشكلة انهيار النماذج حيث يؤدي تدريب النماذج على بيانات من صنع نماذج سابقة إلى تدهور تدريجي في جودة المخرجات، و أعتقد من خلال تجاربنا الشخصية كانت تبهرنا نتائج الذكاء الإصطناعي أما مؤخرا فرأينا هناك نقص في الإبداع من جانب هذه النماذج. و لتجنب هذه الظاهرة يجب ضمان الوصول المستمر إلى بيانات حقيقية من إنتاج البشر إلا أن هذا الأمر أيضا أصبح يسبب مشكلة حيث يتم إستخدام بيانات المستخدمين من دون إذنهم، لذا في رأيك كيف يمكننا الحفاظ على هذا التوازن بين الذكاء الاصطناعي والمحتوى البشري دون أن نصبح عبيدا لآلات نريدها أن تعمل من أجلنا؟
كيف يمكننا منع الذكاء الاصطناعي من التهام نفسه وضمان استدامة جودة نماذجه؟
أرى أنه من الأفضل عدم الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى بل يمكن استخدامه كمساعد في البحث أو تعديل بعض العناصر، أما الاعتماد عليه كلياً لإنشاء المحتوى قد يؤدي إلى نتائج ذات جودة منخفضة، والمشكلة الحالية هي أن الكثير من أصحاب المشاريع يستخدمون الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى، ثم يكتشفون أن جودته ليست جيدة، فيلجأون إلى تعديل النصوص وصياغتها بشكل احترافي، وهذا يقلل من قيمة عمل الكتاب وأجورهم، بالرغم أننا قد نكون مضطرين لإعادة كتابته من البداية، لذا كيف يمكننا حل هذه المشكلة لضمان تقدير الجهود بشكل عادل؟
لذا كيف يمكننا حل هذه المشكلة لضمان تقدير الجهود بشكل عادل؟
أعتقد أنه يفضل حصر دور الذكاء الإصطناعي في مجال كتابة\صناعة المحتوى كدور تكميلي فقط وليس أساس، لأن الإعتماد الكلي على الذكاء الإصطناعي في هذه المهمة لن ينتج لنا عملًا احترافيًا 100%، حتى في حالة تحسين محتوى الذكاء الاصطناعي ما زلت أعتقد أنها لن تتفوق على النصوص البشرية، وللأسف يستخف الكثير بمهمة كتابة المحتوى رغم أن الكلمة هي سلاح المسوّق، وكم من شركة كادت تهوي بسبب كلمة وضعت في موضع خاطئ.
شركة نص السعودية من الشركات التي حملت على عاتقها مهمة النهوض بكتابة المحتوى في انترنت يعجّ بالمحتوى الرديء والفارغ والاصطناعي، أتمنى أن نرى شركات شبيهة تدخل إلى السوق العربي، برأيك هل علينا معارضة الإعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في مجال كتابة المحتوى العربي؟
نعم، أعتقد أنه من المهم معارضة الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى العربي لأنه لا يخدم أحداً، فصاحب المشروع سيجد أن جودة محتواه سيئة، بينما سيشعر الكاتب بالإحباط نتيجة قلة التقدير له والتهميش، وأعرف شركة استخدمت الذكاء الاصطناعي لكتابة كل محتواها لكنها اكتشفت في النهاية أن المحتوى سيئاً، مما اضطرها لتوظيف كتاب لإعادة كتابته من جديد، فلماذا نضيع الوقت منذ البداية؟
من المهم يا سارة أن نفهم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية إذا استخدم بحكمة، ولكن الاعتماد الكلي عليه في إنشاء المحتوى قد لا يكون الحل الأمثل. وفقاً لدراسة أجرتها شركة Gartner عام 2022، وجد أن 60% من الشركات التي اعتمدت على الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى عانت من تراجع في جودة المخرجات، مما أدى إلى تكبد تكاليف إضافية لإعادة صياغة المحتوى بشكل احترافي. على الجانب الآخر، يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي كمساعد للكتاب المحترفين إلى تحسين الإنتاجية بنسبة تصل إلى 30%، مما يوفر الوقت والجهد دون المساس بالجودة. الحل يكمن في تحقيق توازن بين التكنولوجيا والإبداع البشري، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم الكتاب وليس ليحل محلهم، مما يضمن تقدير الجهود البشرية بشكل عادل.
من المهم أن نعيد النظر في كيفية تحقيق التوازن بين الاستفادة من هذه التقنية والحفاظ على جودة العمل، و بالتأكيد الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي بالفعل إلى إنتاج محتوى منخفض الجودة، و لكن من الأفضل أن يقوم المسخدم بدراسة كيف يقوم بالطريقة الصحيحة لإستخدام هذه الأدوات أو بما يسمى prompt engineering و بالتالي سيساعدهم أكثر في زيادة جودة محتواهم.
الذكاء الاصطناعي، رغم إمكانياته المتزايدة، يواجه تحديات حقيقية تتعلق بجودة المحتوى الذي ينتجه. على سبيل المثال، أظهرت دراسة حديثة أن جودة المحتوى قد تتدهور بنسبة تصل إلى 15% بعد عدة دورات تدريبية تعتمد على بيانات تم إنشاؤها بواسطة نماذج سابقة، مما يؤدي إلى ما يسمى "انهيار النماذج". هذا التدهور يمكن أن يؤثر سلباً على الصناعات التي تعتمد على الإبداع. للحفاظ على التوازن بين الذكاء الاصطناعي والمحتوى البشري، يجب ضمان استخدام البيانات البشرية بشكل مسؤول، مع الحفاظ على حقوق وخصوصية المستخدمين، حتى لا نصبح معتمدين بالكامل على آلات نريدها أن تخدمنا بفعالية وابتكار.
صحيح إذا اعتمدت النماذج بشكل مفرط على البيانات التي تنتجها نماذج سابقة، فقد نجد أنفسنا في دائرة مفرغة من المحتوى المتكرر والمحدود في التنوع والإبداع، و هذا قد يؤدي إلى تآكل الجودة بمرور الوقت، مما يقلل من قيمة المخرجات التي يمكن أن توفرها هذه النماذج، إلا أن هذه الشركات لا تهتم بهذا الأمر بقدر ما تهتم بزيادة عدد المستخدمين في نماذجها و بالتالي مع مرور الوقت سنفقد جودة العديد من النماذج.
أفضل عدم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال عملي ككاتبة محتوى وأراه دائمًا يقتل عملية الإبداع، إذ أنني أحب تكوين العناوين والعبارات بأسلوبي الخاص لأكون راضية تمامًا عن العمل، أما في مجال عملي كمعلمة أحب الاستعانة به من وقت لآخر للاطلاع على أفضل طرق التدريس والشرح لتعزيز قدرات الطلاب على الاستيعاب بشكل جيد خاصة مع وجود فروق فردية كبيرة بينهم، أقترح استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض الحالات الضرورية فقط وعدم الاعتماد بشكل كامل عليه.
المشكلة أنه حتى في هذه الإستخدامات البسيطة فهو يأخذ نفس النتائج و يتدرب عليها مجددا و بالتالي لا يوجد أي تحسينات له، و مع المرور الوقت ستنخفض جودة نتائجه و بالتالي لا نستطيع الإعتماد عليه في أي أعمالنا، و حتى أن العديد من الأشخاص يكتبون معلوماتهم الشخصيات في المحادثات مع الذكاء الإصطناعي و ليس لديهم علم بأن هذه المعلومات يتم حفظها في النماذج القادمة.
حيث مع تزايد الاعتماد على المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي في تدريب هذه النماذج.
أنا لا أرى الأمر بهذا الشكل، لكنى أرى أنه حينما يأتى موعد إصدار نسخ أحدث ولا يكون هناك تحديثات أو شئ واضح يمكننا إطلاق عليه طفرة أو شيئاً هكذا نجدهم يقللوا جودة النماذج الحالية حتى تظهر جودة النماذج التالية وهكذا.
حل المشكلة التى ذكرتها يكون من خلال وضع علامة مائية على أى منتج تم إنتاجه بالذكاء الإصطناعي حتى حينما تعمل هذه النماذج فى البحث لاتأخذ ماقدمته للناس من قبل بل ماهوا خالى من العلامة أو الإمضاء الخاص بالذكاء الإصطناعي.
بخصوص الحل المقترح لوضع علامة مائية على المنتجات التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي فهذا الحل موجود من قبل للتمييز بين المحتوى البشري والمحتوى الذي أنشأته أنظمة الذكاء الاصطناعي، أما وضع حدود لإستخدام هذه الأدوات و جعلها تنتج دائما أجوبة جديدة فهذا الأمر مستحيل تقريبا لأنه سيقلل من نسبة الإجابة في العديد من الحالات.
التعليقات