أثار فضولي نظام التشغيل الجديد Zepp OS 4 والذي على غير العادة فهو مدمج مع تقنية OpenAI GPT-4o الذي قدم نقلة نوعية في مجال الصحة واللياقة البدنية من خلال تقديم حلول مخصصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويأتي هذا النظام ليحدث تغييرا جذريا في طريقة تفاعلنا مع أجهزتنا الذكية، حيث يتيح للمستخدمين التفاعل مع أجهزتهم من خلال الأوامر الصوتية فقط، كما يقوم بتقديم إرشادات للنوم مدعومة بالذكاء الاصطناعي من خلال Zepp Aura، و كذا تقديم تدريبات لياقة بدنية في الوقت الفعلي عبر Zepp Coach، ويدعم النظام الجديد الردود الصوتية باللغتين الإنجليزية والألمانية، مع خطط لتوسيع الدعم ليشمل لغات أخرى، هل تعتقد أن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في الرعاية الصحية يمكن أن يحل محل التفاعل البشري التقليدي مع الأطباء خاصة في تخصصات مثل التغذية العلاجية والاستشارات البسيطة؟
كيف يمكن لنظام التشغيل الجديد Zepp OS 4 المتكامل مع OpenAI GPT-4o أن يغير حياتنا الصحية؟
قد أكون متحيزة لكني أعتقد أن التغذية العلاجية تخصص دقيق، فهي تحتاج لاهتمام ومتابعة دقيقة تبعًا لنوع الحالة ومدى قابليتها للمتابعة والاستمرار وحالتها النفسية، ومتابعة تطورات الحالة من نواح كثيرة، ورغم اطلاعي علي حالات يقصر الأطباء فيها بمتابعة المرضى وتقييم حالتهم الصحية، إلا ان احتمال استبدالهم بتطبيقات الذكاء الاصطناعي بعيد، ونتائجه لن تكون بالمستوى المطلوب.
كلامك صحيح وليس تحيزا، فعلى قدر ما نتقدم تكنولوجيا، إلا أن العامل البشري مهم ولا يمكن استبداله خاصة في المجال الطبي، حتى أن الأجهزة الحديث لقياس الضغط لا تقارن بالأجهزة القديمة ودقتها، فما بالك بمتابعة حالة المريض بشكل كامل، المشكلة في الألة عندما تفحص الإنسان فهي تعمد على أرقام معينة مما قد يؤدي إلى كارثة في حالة تداخل أرقام معينة من القراءة، ولكن الإنسان لديه قدرة على التعامل مع الأمور الطبية بشكل أفضل، ويمكن الاستعانة بهذه الأدوات للتنبيه ولكن ليس للمتابعة الكاملة.
لن يكون هناك إستبدال تام بالتأكيد للطبيب، بل سيكون النظام مكملا قيما لعمل الطبيب بتوفير بيانات دقيقة ومعلومات شاملة حول صحة المريض، مما يساعد الأطباء في اتخاذ قرارات أفضل وأكثر دقة. ومع ذلك، و هذا يمكن أن يعزز التفاعل بين الطبيب والمريض ويحسن من جودة الرعاية الصحية بشكل عام.
لا أحاول التعدي على مهنة الطب ولكن، ألن يكون استبدال الأطباء -إذا وجدت الحاجة إليه- بالذكاء الاصطناعي خياراً أفضل في بعض المجالات أو العمليات الدقيقة ويساهم في تقليل الأخطاء الطبية والتشخيصية؟ أعني هل نسبة الخطأ لدى التقنية يمكن أن تكون أقل من الطبيب في التشخيص أو العلاج؟
ليس صحيحًا، فالعمليات الجراحية ليست مثل العمليات الحسابية ١+١=٢، بل هناك كثير من الاحتمالات تواجه الطبيب عند إجراءه العملية، قد تواجهه مشكلات أخرى غير التي بدأ بها، وعليه ان يتصرف لحلها بناء على الاحتمالات من واقع خبرته وليس من النظريات والكتب فقط، مهما بلغت دقة الذكاء الاصطناعي فلا يزال اداة لاستقبال العلم نظريًا ومحاولة تطبيقه مع معالجة البيانات حسب ابمعطيات، وليس اداة للتفكير والتعاطف.
المشكلة هنا كبيرة، وليست كما يحاولون الترويج لها بمدى روعة الذكاء الاصطناعي.
حسناً، فالاستبدال مستبعد ولكن إلى أي مدى يمكن أن يتدخل الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المريض؟ وما هي المهام التي قد يتم اسنادها إلى هذه التقنية ويعفى منها الطبيب؟
الأمر موجود فعلا و ليس بجديد حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الصور الطبية والأشعة بشكل أسرع وأكثر دقة في بعض الأحيان من الأطباء البشر، مما يساهم في اكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة، كما يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الطبية للمريض والتنبؤ بمخاطر الإصابة بأمراض معينة، مما يساعد في الوقاية والعلاج المبكر.
أعتقد أن الساعات الذكية الآن أصبحت أكثر من مجرد رفاهية كما كنّا نراها في السابق، الآن أصبحنا نسمع قصصاً عن ساعات أنقذت حياة أشخاص بعد أن قامت بتحليل ضربات القلب والتنفس وقدمت تشخيصاً شاملاً وسريعاً ساهم في التدخل السريع.. هذا تطور ممتاز!
برأيك هل ستصبح مثل هذه الأجهزة والتطبيقات ضرورة حياتية مثل الهاتف في المستقبل القريب؟
حيث يتيح للمستخدمين التفاعل مع أجهزتهم من خلال الأوامر الصوتية فقط
لفتت انتباهي هذه النقطة وأعتقد أن فكرة التواصل الصوت فقط لا تعد فكرة عملية في مجال الصحة حيث أن هناك الكثير من الحالات التي لا تفلح فيها سواء بسبب ظروف المريض او الاستشارة.
بالنسبة لي أعتقد أن أفضل حل لمثل معضلة المساهمة هو وجود تطبيق كامل يتم إدماج التقنية به بحيث يكون لكل مريض حسابه الخاص ببيانته المرضية وطريقته المفضلة في التواصل وكذلك المجالات التي يمكن للأداة أن تتخصص فيها بحيث تجمع أكبر قدر من البيانات التي يمكن المساعدة فيها في حالته. وربما قد يكون أيضًا القدرة على التواصل مع إنسان حتى لو من قبيل خدمة العملاء في حالة حدوث أي مشكلة أو لمراعاة الدقة أيضًا
بالفعل في مجال الرعاية الصحية، تكامل التقنيات مع خيارات التواصل المتعددة يمكن أن يكون الحل الأمثل، هذا لا يساعد فقط في جمع وتحليل البيانات بشكل أفضل، ولكن أيضا يوفر تجربة تواصل أكثر شمولا وفعالية للمرضى والمستخدمين، و يحافظ هذا النهج على التوازن بين الابتكار التكنولوجي والرعاية الشخصية التي قد يحتاجها المرضى في مثل هذه السيناريوهات الحساسة.
اطلعت على الخبر من أسبوع تقريبا، وأحسّ أنهم استعجلوا في إصدار Zepp OS 4 قليلا ليسبقوا سامسونج في دمج الذكاء الاصطناعي بساعات Amazefit. ولكن، يبدو أن التحديث لم يصل إلى جميع المستخدمين بعد، وأنهم حدثوا الساعات في ألمانيا فقط حاليا كما سمعت.
من الذكاء دمج نموذج لغوي كـGPT 4.0 لتحسين تفاعل الساعات مع اللغة الطبيعية للمستخدمين، وأظن أنه سيمهد لهم تحديثات أكثر إبهارا حتى. اتخذت الشركة قرارا حكيما إذ أنها توقفت عن إصدار أجهزة طبية جديدة خلال هذه السنة لصالح تطوير البرمجيات، وتحسين تجربة المستخدمين. أظن أن ذلك لصالحهم على المدى البعيد. فالمجال واسع أمامهم الآن لإضافة خصائص أخرى أكثر تطورا، وتفاعلية مع المستخدم.
التعليقات