الذكاء الاصطناعي يقترب من محاكاة الدماغ البشري

المخيف في رأيي ليس فقط قدرة التقنية على تطوير ذكاء اصطناعي قادر على التفكير من تلقاء نفسه كالدماغ البشري - وهذا ما أستبعده- لكن ما لا أستبعده على الإطلاق وهو المخيف بالفعل أن الواقع أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على التعلم الآلي وفقًا لملايين ومليارات المعلومات التي تم تزويده بها من قبل مبرمجيه، وعليه فإن هذا الذكاء الاصطناعي سيكون في المستقبل القريب مرآة لصنوف البشر وفقًا لرغبات صانعيه، فلا أستبعد برمجته لأغراض عنيفة أو شريرة، ونحن نرى بوادر هذا من الآن مثل المُسيَّرات وطائرات الاستطلاع التي يستخدمها الصهاينة في فلسطين.

أعتقد أن الأمر شبه مستحيل أن نصل لتوصيله بواجهة و التحكم فيه، و لكن لا أستبعده بصراحة و الشريحة التي ابتكرها ايلون ماسك يمكن أن تكون تلك هي بداية هذا الأمر، حيث حسب آخر الأخبار قالوا أن الشخص الذي تم زرع فيه هذه الشريحة إستطاع التحكم في جهاز الكمبيوتر بالتفكير فقط.

وبالتالي فإن الاحتكام إلى تلك التقنيات في المجالات الطبية لن يكون بالدقة المتوقعة.

هذا الابتكار ما هو إلا مرحلة مهمة فالتجريب باستمرار هو ما يجعلنا نصل إلى نتائج شبه دقيقه، فحتى التجارب السريرية أو تجارب الأدوية سواء على الحيوان أو الإنسان لا تكون بدقة عالية لأنها لا تصلح بالتطبيق على كافة البشر نظرا لمناعة كل شخص وقدرته على تحمل أليات الدفاع أو احتضان الأدوية بشكل عام، وفي هذا الابتكار أرى نقطة نور وهي تقليل التجريب على الإنسان والحيوان فحتى اليوم بعد فترات من طرح علاج ما نجد الشركات تحذر من آثار جانبية جديدة، بعد الاختبارات المكثفة كما يقولون ولكن ما زال هنالك آثار جانبية يتم اكتشافها كلما كبرت رقعة من أخذوا الدواء، ففي المستقبل كما أتمنى يمكننا تقليل الآثار الجانبية على قدر الإمكان ما دام لدينا القدرة على التجريب بدون إيذاء عدد كبير من الكائنات.

صحيح لن نصل إلى أداء الدماغ البشري و هذا الأمر مفروغ منه تماما، و لكن يمكن أن تكون هناك محاكاة قريبة و تعمل نفس عمل الدماغ مع بعض النقائص بالتأكيد، و على حسب ما قام به العلماء في هذه التجربة النتائج كانت جد إيجابية لذلك فهي تعتبر تقدم إلى إبتكارات أكبر و نتائج أفضل مع مرور الوقت.

صحيح هذه الابتكارات يمكن أن تؤدي إلى تحسين كبير في التحكم بالأطراف الصناعية، حيث يمكن أن تصبح الحركات أكثر طبيعية وتلقائية، ما يجعل التجربة أقرب إلى استخدام الأطراف الطبيعية، كما أن زيادة التواصل بين الدماغ والأطراف الصناعية قد يؤدي أيضا إلى تحسينات في استشعار اللمس والحرارة، مما يعزز نوعية حياة المستخدمين بشكل كبير.

بصراحة لا أرى أن مشكلة حجم البيانات ستؤثر كثيرا على هذا الأمر، فهذه مشكلة معتادة ولا حلول من قبل، و التعاون بين التخصصات المختلفة مثل علوم الأعصاب وعلوم الكمبيوتر والإحصاء والطب يمكن أن يساعد في مواجهة هذه التحديات وتسريع التقدم في فهم الدماغ بشكل أسرع.

بالتأكيد لن يصل إلى مستوى الدماغ البشري و لكن هذه المحاكاة ليست بالأمر الهين أيضا فهي بحث لمدة سنين من قبل علماء في هذا الإختصاص وبالتأكيد ما وصلوا إليه سيفيد البشرية بطريقة ما.