كيف ترون مستقبل المواقع الإلكترونية في ظل تطور الذكاء الاصطناعي مثل ال ChatGPT؟

أصبح بإمكانك الآن إنتاج كورسات كاملة وبيعها للناس وأنت حتى لا تفقهي كلمة عن محتواها، ما أقوله من خلال إعلان حقيقي رأيته لأحد الكورسات التي ستعلمك كيف تنتجين أول منتج رقمي خاص به وتسوقين له على منصات ك أمازون مثلًا وتبدأين في تحقيق أرباح، وكل ذلك وحرفيًا الشخص لا يضيف كلمة واحدة من عنده، وقد يرى البعض أن هذا الأسلوب السريع في كسب الأموال هو أمر مغرِ، بعيدًأ طبعًا عن فكرة الأخلاقيات والأمانة، ولكن في الحقيقة لو نظرنا للعائد المادي الخاص به وعدد مرات البيع، لا يمكن مقارنتها بالكورسات الحقيقية التي يبذل أصحابها مجهودًا لتوفير اعلى قيمة وجودة، هذه الكورسات عندما تصل لمرحلة النشر والبيع، تجدي أنها تحقق أرقام عالية جدًا.

أمر صحيح، لذلك، أرى أن النهج الأمثل هو الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة، ولكن مع الحفاظ على الإبداع والأصالة،. فالذكاء الاصطناعي اليوم وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها، في البرمجة وفي شتى مجالات الحياة، وحتى داخل المواقع الإلكترونية لكن يبقى الأمر حساسا بعض الشيء بالنسبة لكيفية الاستخدام، مما قد يؤثر سلبا على تصدر محركات البحث على أصالة المحتوى المكتوب.

هناك من يتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي وهندسة الأوامر بطرق ذكية، وعندما ترى كتابته لن تشك أنه آلية، لماذا؟ لأنه ببساطة يقوم بتجميع أشكال مختلفة من المحتوى المُلهم الذي قام بكتابته أحد الكُتاب المميزين، ثم يطلب من ChatGPT مثلًا، أن يكتب له (موضوع معين بكل تفاصيله) بنفس أسلوب هذا الكاتب المميز، وبنفس النمط، لتجد أن النص الأخير تفاعلي وطبيعي وبنفس المصطلحات الآدمية، مما يجعلك لا تشك لحظة أن الكتابة لك تكن اصلًا بشرية!

أمر ملفت حقيقة،. فاستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة وليس كمصدر رئيسي للمحتوى هو أمر جيد،

لكن المشكلة برأيي تكمن في الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى كامل دون أي مساهمة بشرية حقيقية. فهذا قد يؤدي إلى محتوى رديء الجودة وغير مفيد للمستخدمين، وهذا ما يشتكي منه أصحاب المواقع في ظل هذا التطور الحاصل في هذا المجال.

صحيح ومن هناك تأتي أهمية تدخل المحرر البشري لإجراء تعديلات وإضافات على المحتوى المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي. حيث يمكن للمحرر إضفاء لمسته الشخصية والتأكد من دقة المعلومات وجودة الصياغة. كما يمكنه تجنب المشكلات مثل تكرار المحتوى أو عدم الأصالة والسرقة العلمية.

المشكلة العظمى في هذه المسألة هي النسخ واللصق دون فهم أو تعديل أو تمحيص وتدقيق، فلا شك أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيدًا جدًا لمستخدمه، حيث يساعده على توفير الوقت والجهد وتقديم محتوى أولي يمكن البناء عليه. لكن المنتوج النهائي والتوجه نحو الجمهور المستهدف واستثارة عواطفه والتواصل مع القراء هي مهام لا يمكن أن تؤديها الآلات بشكل كامل، وتتطلب اللمسة البشرية الإبداعية.

بالتأكيد فنحن لا ندعو للتوقف من استخدام الذكاء الاصطناعي، ولسنا ضد التقنية، بالعكس بل نحن نشجع على الاستخدام الجيد والعقلاني لها، والحكيم كذلك وليس المتهور، لأن تصدّر نتائج البحث هو عملية لا تأتي بين ليلة وضحاها، ولا تأتي بمحض الصدفة أو بالنسخ واللصق يجب أن تكون هنالك دراسة واستراتيجية ولمسة إبداعية ورؤية، والذكاء الاصطناعي يليق أن يكون مساعدا في هاته الحالة لا لاعبا رئيسيا بديلا عن البشر.

لا أملك هذه النظرة، التي أراها تشاؤمية، فعلى العكس، أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورًا مهمًا في تطوير المواقع الإلكترونية وجعلها أكثر تفاعلية وفعالية.

ومن المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على طريقة إنتاج المحتوى وعرضه على المواقع الإلكترونية، ولكن هذا لا يعني انقراضها أو انتهاءها. بل على العكس، قد يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة المستخدم، وتخصيص المحتوى وفقًا لاهتمامات كل زائر، وتوفير دعم فني ذكي على مدار الساعة، وغيرها من المزايا التي ستجعل المواقع الإلكترونية أكثر جاذبية وفعالية بعيدا عن النسخ واللصق وتوليد المحتوى كاملا.

لهذا أرى أن المستقبل الأكثر ترجيحًا هو أن تتكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الجهود البشرية في تطوير المواقع الإلكترونية، مما سيؤدي إلى تجارب أكثر ثراءً وفعالية للمستخدمين، دون أن يعني ذلك انقراض المواقع الإلكترونية أو إنهاءها.