وفقا لتوقعاتكم إلى أي مدى يمكن للحواسيب البيولوجية المبنية على الدماغ أن تؤدي مهام الدماغ البشرية؟

تلك التجارب تشكل تقدمًا مهمًا في مجال الحواسيب البيولوجية فحسب اعتقادي إذا استمرت التطورات بنجاح، قد تحمل هذه التقنية إمكانيات كبيرة في المستقبل، خاصة في مجالات الحوسبة المتقدمة وتقنية التعرف على الكلام.

لكن من الناحية الطبية، يمكن أن تكون هذه التقنية مفيدة في تطوير أنظمة دماغ صناعية لتحليل بيانات الأشعة المقطعية أو لتقديم حلول لاضطرابات الدماغ أما من الناحية العلمية، قد تساهم في فهم أفضل للدماغ وعمليات التعلم.

حيث أن الحواسيب التقليدية تتفوق بكثير على الدماغ في التعامل مع الأرقام، ولكن الدماغ البشري يتفوق في معالجة المعلومات المعقدة باستخدام كمية طاقة محدودة نسبيا.

الدمج بين الاثنين معا سيعطي لنا حاسوبا قادرا على التفكير مثل العقل البشري وبالتالي سيكون قادرا على خلق أفكار جديدة وابداعية وهو ما تفتقره أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، وهذا يعطي الفرصة لأن تقوم هذه الأنظمة بالوظائف والمهام بشكل أفضل وأكثر ابتكارا بالأخص في المجالات الإبداعية. وفي المجال الطبي يمكن لهذه الأنظمة أن تكون نماذج لدراسة الأسباب المختلفة للأمراض العصبية وايجاد العلاجات المناسبة، ودراسة تأثير بعض المواد على الخلايا العصبية أو وظائف الدماغ.

إن إمكانات أجهزة الكمبيوتر البيولوجية في أداء مهام الدماغ البشري مثيرة للاهتمام الصراحة وتجعلنا نحتاج فعلاً وقفة في تخيّل القادم من هذه الأمور، لإن الكثير من جوانب هذا الأمر لا تزال غير مستكشفة إلى حد كبير حتى هذه اللحظة. على الرغم من أن الأبحاث في مراحلها الأولى حالياً إلا أنها تشير إلى أن بإمكانهم أداء بعض المهام بشكل مشابه إلى حد كبير مع الدماغ البشري وفي بعض الأحيان تُنبئ عن القدرة حتى في تجاوزه، في مناطق وأمور محددة طبعاً.

أكثر ما يغريني الصراحة في هذا الموضوع هي قدرة هذه الحواسيب على التعلم الأساسي والتكيّف وهذا الأمر إن استمرّ بهذه الطريقة فلا حدود له نهائياً ولا يمكنني حتى توقّع الحياة بعد مئة سنة على الأقل باستمرار التطوّر بهذه الطريقة في هذه الحواسيب، حيث أظهرت التجارب المبكرة مثل مشاريع كثيرة أقيمت لتثبت هذا الأمر، أن هذه الحواسيب يمكن أن تتعلم لعب ألعاب فيديو بسيطة مثل لعبة Pong، هذا التعلم البدائي وصنع القرار يُنذِر بأمور غريبة عجيبة بالمستقبل.

ما استغربه وأخافه في هذه المسألة هو أنّ الدخول في هذه المواضيع يثير أسئلة باعتبارات أخلاقية، تثير استخدام أنسجة المخ البشري مخاوف أخلاقية حول الوعي واستغلال المواد البيولوجية وهذه تحتاج إلى دراسة متأنية برأيي وتأطير وفهم أخلاقي شامل في التعامل مع هذه الأمور لكي لا نصل إلى أمور تتجاوز كل حدود ومنطق.