اليابان تقترح إرسال روبوتات للمدارس بدلًا من الطلاب لحل مشكلة التغيب وأسبابها، ما رأيكم؟

سأجيبك، من فيلم شاهدناه جيمعنا على سبايسباور وهو "هينوكيو"، ذلك الفتى المريض الذي يرسل الروبوت الخاص به إلى المدرسة بدلاً عنه، ويتحكم فيه من المنزل، الطفل كان مريضا أو والدته توفيت نسيتُ التفاصيل، وهنا تنشؤ صداقة بين الروبوت (الطفل الذي يتحكم فيه عن بعد من منزله) وبين فتاة ذكورية.

اليوم حينما أتذكر ذلك الفيلم أقول : كوكب اليابان غير الكوكب العربي ! اليابانيون ملتزمون جدا بالتعلم ومنضبطون إلى أبعد حد، لهذا فلا أظن الروبوتات ستنقص من مدى آدائهم.

المشكلة هنا ماذا لوتواجدت هذه البوتات في العالم العربي ؟ ستحل الفاجعة علينا !

الروبوت المرافق كان في الماضي حلم كل طالب متمدرس ، لأن الروبوت ( صديق وفي للطلبة و التلاميذ الصغار ) ، فهو لا يكذب و لا يخون و لا يتغير و يقدم المعلومات بصدق و دون تحفظ و خداع و تلكؤ ، لا يتغير و لا يبتعد إلا إذا أنت غيرته و غيرت شيئا فيه و عطلته ، لذلك يبدو مخلصا و رفيقا دراسيا ممتازا للطلبة و التلاميذ النجباء ..

أعتقد أنّ هذه الطريقة تبقى ضمن الضوابط والنطاق والقوانين المرعيّة ببلاد مثل اليابان ولكن تخيل أنّها وصلت للمنطقة العربية؟ سيصبح الروبوت تلميذًأ وأمّا التلميذ يصير متلّكأ عن الذهاب إلى المدرسة. فبلادنا لا تحمل الكثير ممّا يمكن أن يشجع الجيل الصاعد على التعلّم كما البلاد المتقدّمة بل تشعر كأنما هي رسالة سامية فُرِضت عليك. ولكن إذا أردنا النظر إلى محاسن تلك الطريقة فهي بديل جيّد في حال تغيب التلميذ ( الذي يكون مبرّرًا بالطبع) . وأمّا في حال تكرّر الغياب نتيجة الاتكال على الروبوت فهنا تنشأ مشاكل على الصعيد التعليمي "تسرب مدرسي) بالإضافة إلى خلق حواجز بين مكوّنات العمليّة التعليمية (الأساتذه والمتعلمين). لذلك فأنا أعتقد أنّ استخدام هذه الروبوتات يتطلب الكثير من النظام وخاصّة في الدول التي يروج فيها الاتكالية والاستهلاكية مثل في المنطقة العربية.

الحقيقة الفكرة لا تصلني كاملة أو قد لا أكون مستوعبها. فهل الروبوتات تتعلم بديلاً عن الطلاب ثم يقوم الطلاب بالتحكم بها و التعلم منهم فيما بعد كل حسب قدرته؟! أم أن اليابان تنوي أن تعلم جيلاً جديداً من الروبوتات و تستبدل بهم الطلاب؟! ما أعلمه حتى الآن في تطبيق مثل هذه التقنيات في الفصل المدرسي هو أن يكون الروبوت مساعداً للمعلم و كتقتينة تعلم الطلاب وتزيد في فرص استيعابهم وليس بديلاً عن كليهما.

لا أدري لم نصر على استبدالنا بالروبوتات، بالطبع يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من مجالات حياتنا، لتسهل الحياة وتقلل الجهد والوقت وتزيد الكفاءة، ولكن ألا تظن أن مثل هذه الفكرة قد تؤثر على تشكيل شخصيات الطلاب، وتجعلهم أقل مسؤولية تجاه مهامهم في الحياة؟

على بعد آخر، لو حدث هناك مشكلة مع هذا الطالب هل سيستطيع ضبط الأمر كما لو كان موجودًا، أم سيجعل الروبوت الخالي من الملامح الموقف أكثر برودًا أو حدة أو عنفًا أحيانًا؟