صارت الكثير من استراتيجيات التسويق تتعلق بإثارة العاطفة، وتحفيز الردود، وايجاد التفاعل بين المستخدمين. في هذا السياق الرقمي، رأينا X أو تويتر سابقًا ترسل ايميلات بشكل مبالغ فيه "ربما مقصود" عن استلام الأرباح على منصتها.

العدد الكسري

لم تعرض رسالة الإيميل من أكس الأرباح فقط. بل عرضت رقمًا بتفصيل مثير للاهتمام يتضمن عددًا من الأرقام الكسرية - $306.6470857. بدلًا من 306.5$ ببساطة.

بالنسبة لي، شعرت لوهلة أنّ المستخدم ربح 300 ألف دولار وأكثر، ثم بعد ذلك تبيَّن أنّها 306.5$ فقط

حتى عندما عرفت الفارق، بقيتُ أشعر بسخاء أكس في توزيع الأرباح. رغم أن المستخدم شارك بياناته، 64 مليون مشاهدة لتغريداته.

هذا مستخدم أجنبي، لو حسبنا الأرباح على يوتيوب، في منطقة عربية أقل مكافاة على الإعلانات، لنقل 1000 مشاهدة بـ 1$ فنحن يجب أن نتكلم عن 64 ألف دولار على الأقل.

حِسِّي أكثر

هذا الرقم الكسري غير عادي، لم نألفه كثيرًا، والأشياء غير العادية تميل إلى الالتصاق في ذاكرتنا أكثر.

فوق هذا، جعل هذا الرقم مشاركته أسهل وأكثر إغراءً، خصوصا وإنّ توقيته مع بداية مشاركة اكس للارباح على منصتها.

ربما سيعدّلونه بعد فترة، لكنّهم حصلوا على غرضهم الآن!

الرقم الكسري يوحي بالدقة للمستخدمين، "انظر، نحن نشارك الرقم الدقيق، حتى أصغر جزء منه. بلا تقريب، بلا حيل"

والرقم بذات نفسه حيلة!

استراتيجيات التسويق اختلفت

المستهلكين اليوم مميزين. لا يبحثون فقط عن رسائل تسويقية مقنعة. بل يبحثون عن شيء يتحدثون عنه، شيء يشعر بالواقعية، وشيء يمكنهم مشاركته مع الناس.

هل تعتقد أن تقديم البيانات في شكلها الخام وغير المفلتر يمكن أن يكون أداة تسويق قوية؟ أم أنها حيلة عابرة قد تفقد جاذبيتها؟