مع التوسع المهوول الذي رأيناه للذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، أصبح علم النفس، والصحة العقلية على وجه الخصوص، أحد أحدث مجالات تركيز الذكاء الاصطناعي. كما أصبح فهم القدرة الحالية والإمكانات المستقبلية للتكنولوجيا في مجال الصحة العقلية حاجة ملحة بشكل متزايد لعلماء النفس والمعالجين والمستشارين.

لقد تم بالفعل تنفيذ العديد من المشروعات التي تدمج الذكاء الاصطناعي وعلم النفس. يمكننا أخذ مشروع الكشف والتحليل الحاسوبي للإشارات النفسية كمثال. حيث يستخدم التعلم الآلي لتحليل إيماءات الوجه ولغة الجسد وبعض التصرفات الاجتماعية لتحديد الحالة النفسية للمرضى.تستخدم الحكومة الأمريكية هذه التكنولوجيا الرائدة على الجنود العائدين من القتال وتتعرف على أولئك الذين يحتاجون إلى مزيد من الدعم للصحة العقلية. في المستقبل، سيتم جمع البيانات التي تم التقاطها أثناء المقابلات وجهًا لوجه مع معلومات عن النوم والأكل والسلوكيات عبر الإنترنت للحصول على عرض كامل للمرضى.

أحد الأمثلة البارزة أيضا هو Watson Health، أداة التحليل التي تدعم الذكاء الاصطناعي لشركة IBM، وهي متاحة الآن تجاريًا وتأتي محملة بالمراجع الطبية للعمل كمستشار وخبير طبي.الهدف من هذا الذكاء الاصطناعي هو الجمع بين البيانات والتكنولوجيا والخبرة للوقوف للعمل كخبير في الرعاية الصحية البدنية والعقلية، وإجراء التشخيصات واقتراح العلاجات.

هذه بعض الأمثلة فقط للاجتياح الهائل الذي شنه الذكاء الاصطناعي على مجال علم النفس. ومؤخرا بدأ طرح سؤال عن إمكانية استبدال المعالجين النفسيين بتلك الأدوات المزودة بالذكاء الاصطناعي. فدور المعالج النفسي بشكل رئيسي يتمحور حول جمع البيانات عن الحالة سواء عن طريق بعض الملاحظات الظاهرية أو الأسئلة التي يطرحها على المريض للكشف عن أعماق شخصيته وطريقة تفكيره ومحاولة الوصول للذكريات التي يحاول دفنها ونسيانها. لكن جميع هذه الوظائف يقدر الذكاء الاصطناعي القيام بها بشكل أسرع وأكثر فاعلية.

إذن من وجهة نظركم، هل يمكن أن يتم الاستغناء عن المعالجين النفسيين مستقبلا؟