مع دخولنا لعصر جديد من التقنية على إثر تعميم إستعمال ال ChatGPT وإنتشار تطبيقات ومواقع الذكاء الاصطناعي، باتت العملية التعليمية في المدارس والثانويات والجامعات معتمدة عليها للتحصيل والفهم، ووددت أن أركّز اليوم على تخصص علوم الحاسوب وأثر الإعتماد الأعمى لتقنيات الذكاء الاصطناعي في البرمجة والتعليم! إذ أرى بأن هنالك مخاطر وسلبيات لهذا الإعتماد ويمس بشكل كبير مهارات المتعلم التي من الأحرى أن يكتسبها داخل الجامعة، من بين هذه المهارات نجد مهارة ال Problem Solving ومهارة ال ​Critical Thinking! وأنا بصدد ذكر بعض النقاط التي أراها من أكبر التحديات في الدائرة التعليمية في وقتنا هذا، فكيف يمكننا الرقي بمنظومتنا التعليمية وأن لا نتركها ضحية الإستغلال الخاطئ لتقنيات الذكاء الاصطناعي؟!

من بين التحديات أن يتم تطبيق تعليم متخصص للطلبة، والقيام بتحليل بياناتهم من أجل البحث عن نقاط القوة ومواطن الضعف لكل فرد، ومن ثمها تخصيص خطة تعليمية لكل طالب على حسب الخصائص التي لديه، ويعتقد الكثيرون أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى زيادة كفاءة وإنتاجية الطلبة، يمكن أن نكلّف كذلك أنظمة الذكاء الاصطناعي لتنظيم عملية التقييم والتقويم لكل طالب ومنه سيسهل على الأساتذة عملهم ويوفر جهدهم ووقتهم ليهتموا أكثر بتقديم المادة التعليمية.

حينما أتحدث عن تخصصي فالأمر مختلف بعض الشيء، إذ أن هاته الأنظمة لا يمكنها أن تستبدل العقل البشري في حل المشكلات وطريقة حلها ومهارة التفكير النقدي! لكن الطلبة اليوم يفقدون هذه المهارات مع مرور الوقت، ومع تطور التقنية ستصبح عملية إيجاد مبرمج بهذه المهارات صعبة للغاية، ويصبح المبرمج بهذه المواصفات عملة نادرة في السوق التقني.

برأيي أن الحل الأمثل يكمن في خلق توازن بين إستعمال هذه المواقع والتطبيقات وبين تعلم مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي خاصة في مجالات علوم الحاسوب والبرمجة، إذ أن الكثيرين اليوم تخوفوا من أنه مع مرور الوقت وإستخدام الطلبة والمبرمجين لمواقع كال ChatGPT في البرمجة، وعدم تفكيرهم في طريقة حل الأخطاء البرمجية وإنتقالهم إلى مواقع ك StackOverFlow لإيجاد الحلول دون أي عناء أو جهد يذكر ونجد البعض لا يقوم بقراءة الخطأ البرمجي بتاتا وأحيانا يكون الخطأ تافها للغاية.

من أمثلة الإستغلال الخاطئ لتقنيات الذكاء الاصطناعي على مستوى الشركات نجد إعتماد الأنظمة الآلية للتوظيف مثلا، وفي الظاهر دورها إيجابي فهي تسهل العمل في فرز وتنظيم السير الذاتية وغيرها من الوثائق المختلفة الخاصة بالمترشحين وإقتراح وإختيار الأفضل لتوظيفه، إلا أنها قد تخلق نوعا من التحيز الذي لا يحبذه الكثيرون، فما رأيكم في تطور المادة التعليمية وإعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل عشوائي أية أضرار ومخاطر ترونها؟ وكيف يمكن أن نحسن هذه العملية لتحقيق إنتاجية وفعالية أكثر؟!